اخبار محليةكتابات فكريةنافذة على كتاب

الشاعر محمد عبدالسلام منصور يكتب عن  المفكر الشاعر القاسم بن على الوزير .. وكتابه “حرث في حقول المعرفة”

الشاعر محمد عبدالسلام منصور يكتب عن  المفكر الشاعر القاسم بن على الوزير .. وكتابه “حرث في حقول المعرفة”

ما قدمه القاسم في كتابه فيه فهم دقيق للمفاهيم وعمق للأفكار يجد فيه الناس منارة تهدي للخروج من غياهب مفاهيمَ منحرفةٍ تعتقت ومفاهيم أخرى أضرّت

  • محمد عبد السلام منصور

الخميس5يونيو2025_

في العام الماضي،  عزيت الصديق العزيز، المثقف الموسوعي زيد بن علي الوزير في وفاة أخيه، الشاعر المفكر قاسم، رحمه الله فعبّرت له عن مشاركتي حزنه البالغ بمصابه الجلل جراء وفاة أخيه؛ فغص بعَبرته وهو  يقول بصوت متهدج: “بل إنه رفيق عمري وتوأم روحي”؛ فأكدت له أن كل من عرف أخاه الفقيد قاسم رحمه الله؛ لابد أن يحزن،  لفقده رحمه الله، بكونه ـ كما عرفَتْه النخبة اليمنية ـ شاعرا ومفكرا وصاحب رؤية وموقف؛ فضلا عن كونه صاحب أخلاق رفيعة، وبكونه داعيا إلى رؤيته السياسية بمنهج سلمي قويم، كما عبّرت له، عن أسفي لأني لم أتعرف على شخص المرحوم ولم أحظ أيضا بالاطلاع على إنتاجه الأدبي والفكري، فبادر وأخبرني أنه سيرسل إليَّ، كتابين من إنتاج المرحوم  هما (حرثٌ في حقول المعرفة)، و (مجموعات شعرية)؛ فما إن وصل إليّ الكتابان اتجهت إليهما بشغف، فبدأت بتصفح الكتاب الفكري،  وثنيت بــ”مجموعات شعرية” ثم  اخترت بعضا مما تضمنه كتابه الفكري  فقرأتُها قراءة أولى متمنيا حينها أن يتاح لي وقتٌ لكتابة لمحات عما استخلصتُه من قراءتي الأولى لما اخترته، مما أسماها في توطئة الكتاب“محاضرات وأحاديث”، لتكون مساهمتي، بمناسبة مرور أربعين يوما على وفاته.

غير أني بعد أن فرغت من قراءة ما اخترته أدركت مدى الأهمية الفكرية  للمواضيع التي اخترتها، وبالرجوع إلى ما أبانه المؤلف في مضمون توطئته لكتابه الهام، أدركت أنها ليست أحاديث كما أسماها؛ بل مجموعة من المقالات الفكرية منقولة عن المحاضرات التي ألقى معظمها على “مركز الحوار العربي “ في منطقة واشنطن، المركز الذي  أوضح الفقيد رحمه الله، أنه “صار ملتقىً للصفوة من رجال الفكر  والعلم من العرب .. ومن أساتذة الجامعات ومن محامين بارعين ومثقفين كبار ورجال أعمال ومن كل مفكر نابهٍ من الزائرين.”

إنها بحق مقالات ذات أهمية كبيرة، بما تثيره من  قضايا لها  أبعاد متعددة:  فكرية، سياسية، اقتصادية، اجتماعية، تاريخية، سياسية، وهي كما أوضحَت التوطئة، مراجعات للعديد من القضايا المعاصرة التي تشغل حيزا كبيرا من حياتنا الثقافية، بكل أبعادها، كما أنها  ليست محاضرات متفرقات على مواضيع شتى بل إن قضيةً واحدةً جمعتها واستغرقت كل اهتماماتها، هي قضية (النهضة) الشاغلة للفكر العربي، منذ القرن الثالث عشر الهجري، والتاسع عشر الميلادي، وأنها ما زالت سؤالا قائما حتى اليوم.

بعد قراءتي الأولى، أدركت أن الكتابة، عما اخترته من عناوين الكتاب، ستكون كتابة قاصرة، عن إعطاء الكتاب ما يستحقه من الأهمية بالنظر إلى أن محاضراته هي بنية متكاملة تتنوع مواضيعها حول قضية (النهضة)

لذلك فلابد  من إعادة قراءة الكتاب قراءة متأنية أتمكن من خلالها لفت نظر القراء إلى أهمية الكتاب وضرورة قراءته، فأنا على ثقة أن المواضيع التي أثارها الكتاب  ستدفع كثيرا من قرائه، بخاصة منهم المهتمين بتجاوز تخلف البلدان العربية، ستدفعهم  إلى الانخراط في حوارات بين ـ  مختلف الفئات الاجتماعية، والاتجاهات السياسية والرؤى الفكرية والمذاهب الاقتصادية ـ  حول قضية النهضة العربية، بكونها ضرورة ملحة، يجب التعرف على ماهية الأسس التي تنطلق منها، والأهداف التي تسعى لتحقيقها والمسارات المتعددة لتكامل بنية النهضة العربية المأمولة لكل البلدان العربية،  فجميعها  مازالت سادرة في تخلفها، ولو بدرجات متفاوتة، فيما بينها، فبالنهضة، تتجاوز الأمة العربية واقعها الراكد، الذي استطال أمده منذ سقوط حضارة أسلافنا. 

إن الكتاب يحتوي على مقدمة ضافية بقلم وإمضاء المثقف الموسوعي والسياسي المحنك/ زيد بن على الوزير رئيس مركز التراث والبحوث اليمني، تزخر المقدمة، في مبتدئها بالعاطفة الجياشة نحو أخيه مؤلف الكتاب، فقال عنه:”هو شقيقي ورفيق دربي سرنا معا منذ سقوط الثورة الدستورية عام ١٣٦٧هـ ١٩٤٨م حتى الآن في ظروف سادتها العواصف الهائجة فبدلت من يسرنا عسرا وأذاقتنا مرا”موضحا أن سيرتهما  بعد مَن سبقهما لم تغير اتجاههما الدستوري رغم كل الخطوب والإغراءات،  ثم عبر عن هذه العاطفتة النبيلة تعبيرا صادقا، حتى امتلأ ضميره رضاً عما فاض به وجدانه من محبة خاصة  لشقيقه ورفيق حياته في السراء والضراء،   بهذا أسكت العاطفة حينا من الكتابة؛ حتى أزهرت كلماتُها في  المقدمة بالأحكام  الموضوعية المنصفة المجردة عن هذه العاطفة الصامتة الآن في أعماقه، سعيدة بموضوعيته التي عرفتْها عنه، والتزمها قلمُه،  فأكد ذلك  بقوله: إن “هذا هو حالي عندما أقدّم شقيقي ورفيق طريقي فلن تغلبني عاطفة ولن أقول فيما أراه إلا حقا ما استطعت إلى ذلك سبيلا.”

فكتب المثقف الحصيف زيد عن أخيه الفقيد، في مقدمة الكتاب، عن تعدد  شخصية أخيه بكونه شاعرا كبيرا وأديبا بليغا، وعن مدى معرفته بتاريخ الفكر الإسلامي، والتراث العربي المعاصر وتاريخ الفكر الغربي، ومضمون الفكر الماركسي، وعلى إنتاج عمالقة الفكر القديم، كالمعتزلة، والفكر الحديث  كالإمام أبي زهرة، ومصطفى الرافعي، وعباس العقاد، وأحمد حسن الزيات، وأنه ـ فيما يخص الفكر الحضاري ـ تأثر بالفيلسوف مالك بن نبي،  واللافت قوله “ لقد تأثر بهم إلى درجة أنه لو جُمِع الأربعة لمثَّلهم القاسم بن علي الوزير خير تمثيل”،  وأضاف الأستاذ زيد، وحقا ما أضاف، في المقدمة: أن قلم القاسم يسيل “بالممتع من الفكر، والجميل من النثر، والبليغ من الشعر، وهو في كل من الشعر والنثر، يهدف إلى إيقاظ الفكر من غفوته، وتصحيح السياسي من انحرافه، وإخراج  المجتمع من جموده.”

و “بكل تلك المواهب أضاء القاسم الوزير في كتابه هذا زوايا بحاجة إلى تنوير وأشهد أنه أحسن التحليل، وأنار الطريق لمجتمع يضطرب في أكفان بالية، ولكي نفهم ما قدمته هذه المحاضرات من منا فع فلا بد من الاطلاع على مجتمع (ما بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية)” وبعد أن بين عدم شكه في أن الدولة العثمانية رغم ما بها من أخطاء كانت بمثابة السور الحامي للشرق المسلم من الاحتلال الغربي الذي حمل معه كثيرا من المفاهيم الخاطئة الغامضة التي أغرت كثيرا ممن هم ضحايا أنفسهم من هذا الشرق  ليمارس بها غوايتهم، ومحو هويتهم وقد حاول “السيد جمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده ومدرستهما التنويرية مقاومة تلك المفاهيم بإحياء المفاهيم الإسلامية البناءة، وشكل موقفهما وموقف مدرستهما خط دفاع أضعف الهجمة الغربية نوعا ما، لكنه لم يتغلب عليها لا بسبب من الغرب ولكن بسبب من العرب” وبعد أن بين المفكر زيد الوزير انقسام العرب  بعد شتات الرؤية إلى “قسمين  قسم استمر في التغريب بمفاهيمه الغامضة ولم يستفيدوا من التجربة العثمانية، فظلوا يعزفون بقياثير مكررة نفس اللحن ونفس الكلام، ومضى آخرون يلجون في نهجهم المتخلف ويرتلونها في معابد مذاهبهم”.

وألمحت المقدمة إلى ما مضمونه: أن تحَكُّم المفاهيم المبهمة، الكيدية، يشيع الثقافة الاستهلاكية غير القادرة على  إيضاح مظاهر هذه المفاهيم المبهمة، وكشف بواطن كيديتها،  وتجعل محاولات (النهضة) واهنة القواعد مخلخلة البناء، بما يسوق دائما إلى فساد السلطات الحاكمة، وموظفيها، وانتشار الفقر والجهل بين أفراد المجتمع، واختلافهم شيعا وأحزابا، وخلص كاتبها إلى القول“إن إدراك هذه الأمور ضرورة لفهم شروط النهضة ولفهم الخروج من سراديب الماضي لمقاومة الكيد الوافد؛ لهذا قام ( القاسم بن علي الوزير) في كتابه هذا ليوضح المخرج من الغموض إلى الوضوح ومن الخلل إلى الثبات ومن الأعماق إلى السطوح، ومن ثنيات الطريق إلى الصراط المستقيم: سبيل المعرفة.”

و في رأيي أنه لامس لب الحقيقة، إذ نبه بإشارة سريعة إلى أن وضوح المضامين شرط لمعرفة جلاء الطريق وأسفه من أن المضامين الإسلامية تغيرت وتبدلت والمضامين الغربية شابتها المكايد،” ولو كانتا واضحتين بدقة لما احتاج أحدٌ إلى عناء التوضيح… ومن هنا فإني واثق أن ما قدمه (القاسم بن علي الوزير ) في كتابه هذا وفيما كتب من  فهم  دقيق للمفاهيم وعمق الأفكار سيجد فيه الناس منارة تهدي للخروج من غياهب مفاهيمَ منحرفةٍ تعتقت، ومفاهيم أخرى أضرّت”

نعم إن وضوح المضامين للإفهام سواء أكانت تعاليم دينية أو نظريات بشرية، وصحة تطابقها مع خيرية الفطرة الإنسانية، ومتطلبات العصر الحديث وأخذها بوسائله العلمية، هي الشرط الأساس في معرفة الأسس التي يجب أن تنطلق منها الأمة بكل فئات مجتمعاتها، لامتلاك وسائل (نهضتها)، وتتأكد بها قدرتها على تحديد السبل القويمة التي يجب السير عليها للبدء في بناء قواعد ثابتة للبناء الحضاري الذي تتجاوز به الأمة أسباب تخلفها والاستفادة من علوم العصر بهدف بناء حضارتها المعاصرة، المحافظة على القيم الأخلاقية الرفيعة، التي أكدت عليها تعاليم دين الفطرة الإنسانية السليمة.

توقفتُ طويلا، عند عتبات الكتاب المتمثلة في هذه المقدمة  الضافية، للمثقف الموسوعي زيد بن علي الوزير، لأسباب أهمها أنها  تضمنت تقييما،  للكتاب، ولكاتبه، استطاع ـ بعد أن جاهد النفس على إسكات العاطفة في أعماقه ـ أن يجعله بحق تقييما موضوعيا، ولأني بعد قراءتي المتأنية للمقدمة والكتاب اقتنعت أن أحدا لا يستطيع أن يضيف إلى هذا التقييم شيئا آخر، وأما السبب الأكثر أهميةً، أن المقدمة والكتاب، قدما للقراء علمين من أعلام الفكر والثقافة،  يتميزان، بموسوعيتهما الثقافية التي نهلت من مصادر قديم وحديث الفكر العالمي، العربي، اليمني، فضلا عن  تنوع قدراتهما، الأدبية والشعرية والبحثية، ونشاطاتهما السياسية، النظرية منها والعملية، الداعية إلى إقامة الدولة الدستورية التي دعت إلى إقامتها الثورة اليمنية الدستورية لعام ١٩٤٨  ولم يكتب لها النجاح، وهما مع أخيهما المفكر الإسلامي إبراهيم ينتمون  إلى أحد أهم قادة الثورة الدستورية وشهدائها البارزين، هو علي بن عبد الله الوزير.

لقد هيأت لي هذه الخلفية مدخلا؛ لما أرغب في الإشارة إليه، إشارة موجزة؛ فأقول: إن العوامل الأكثر تأثيرا في تكوين شخصية الإنسان  الفكرية والسلوكية، وتحديد اتجاهات اهتماماته، وأهداف حياته، هي طبيعة البيئة الاجتماعية التي ولد فيها وتفاعَل مع كل مكوناتها المادية، والفكرية المتمثلتين في(منظومة العلاقات الاقتصادية، والاجتماعية)، وفي(منظومة الثقافة القِيَميّة) المتجسدتين، في السلوك العملي، بين أفراد الفئات الاجتماعية المختلفة؛ فيرضعها الفرد طفلا، ويتفاعل معها صبيا؛ فتتناما في سلوكه العملي شابا؛ وبها، وبتراكم معارفه راشدا، تتبلور رؤاه ومواقفه، وحين يبلغ  النضج العقلي، يختار من الثقافات والأفكار ما يوافق رؤيته ويبرر مواقفه، سعيا إلى تحقيق مصالحه ومصالح مجتمعه الأقرب إليه فالأقرب، ابتداء من الأسرة وحتى الوطن، بل يبلغ الأمر، بالمفكر الأوسع  إدراكا، أن يختار من الفكر، ما يدعو إلى ضرورة العدالة التامة، في  تمتع أفراد ودول  المجتمعات البشرية قاطبة، بكل الحقوق الإنسانية، بل ويعمل على إثراء هذه الدعوة فكرا وسلوكا.

فإذا ما أعملنا هذه الرؤية على حياة المفكر الشاعر القاسم بن على الوزير، وأشقائه، وموقع أسرتهم العلمي والسياسي الرفيع في المجتمع اليمني، عبر التاريخ، وما حدث لأفراد أسرته إثر ثورة ٤٨م الإصلاحية الدستورية، التي تمت هزيمتها، على يد أحمد حميد الدين، وحاضنته البيئة القبلية المتراكمة: فقرا وجهلا وعصبية عمياء، ثم إعدام قادتها، ومنهم والدهم، والزج بهم في السجن، وهم ما زالوا في مرحلة الصبا المشبوبة فرحا وسعادة بحياتهم المتطلعة إلى ما هو أسعد وأجمل مما هم فيه، وما خلّفه كل ذلك من جروح غائرة في نفوسهم وأحزان عميقة بهضت أرواحهم، زد على ذلك، إصرار الاستبداد  تحريض المجتمع على السخرية منهم، واتهاماتهم بأقاويل كاذبة، وأقل ما وُصِفَتْ به حالتهم الإنسانية الأليمة ما قاله كاتب المقدمة: أنها جاءت  “ في ظروف سادتها العواصف الهائجة فبدلت من يسرنا عسرا وأذاقتنا مرا” إن تفصيليات هذه الحالات المتقلبة ما بين السعادة والشقاء، الانكسار النفسي، والصبر المرير، فالنهوض، ثم الانتصار المعنوي والنضال السياسي، نظريا وعمليا، من أجل الهدف ذاته الذي ضحى من أجله  الآباء الشهداء بأرواحهم.

نعم إن هذه الحالات المتقلبة، فضلا عن الحاضنة الاجتماعية بكل أبعادها:  التاريخية، الفكرية، السياسية، هي التي حفزت القاسم بن علي الوزير،  وأشقائه، إلى تحصيل المعارف والعلوم  متعددة الحقول، كما رأينا،  حتى صار قادرا على إنتاج مثل هذا الكتاب المهم الذي بين أيدي القراء (حرثٌ في حقول المعرفة ) لما له من أهمية في معرفة كلما يتعلق بقضية (النهضة) فمازالت هي قضيتنا المركزية التي كلّما حاولنا إنجازها تعثرنا بموانع كثيرة تكمن في واقعنا المتخلف  ماديا وفكريا أهمها عدم وضوح الرؤية إلى مكامن هذه الموانع سواء الداخلية منها أو  الخارجية، فيأتي هذا لكتاب الذي بين يد القارئ ليبين  لنا مكامن هذه الموانع في تسع محاضرات، أولها (الموقف من الحضارة الغربية) وآخرها (نقاش حول الموقف من الحضارة العربية، وقد قام بتحليله الموضوعي لكل مواضيع المحاضرات التسع  وبمنهج بحثي قويم،  وأما أنا فقد آثرت ألَّا أقوم بدراستها، أو تقديم ملخص لكلٍ منها؛ حرصا على وقوف القارئ بنفسه عند كل محاضرة لأهمية موضوعها متكامل البنية مع مواضيع جميع المحاضرات، لكني سأستسمح القارئ أن أضع أمامه منهج الكاتب في تناول موضوع محاضراته، فأختار منها مثالا هو المحاضرة الأولى:

 الموقف من الحضارة الغربية:

يستهل الكاتب تحليله لموضوع المحاضرة بفقرةٍ قصيرةٍ يقول فيها:“يحسن بنا بداية أن نُعَرّف مصطلحين ونحدد قضيتين حتى لا نقع في التباس يتسبب فيه عادة اختلاط المفاهيم، واختلاف التعاريف  أما المصطلحان، فهما: الحضارة _ الغرب

وأما القضيتان فهما: العلاقة بين الحضارات من حيث هي حضارة بصرف النظر عن انتسابها الزمني أو الجغرافي..

ـ العلاقة بالغرب بمعنى:  هل هي علاقة به أم بحضارته؟

ويمضي القاسم بقلمه الرشيق عميق الفهم، في تحليله أولا بتقديم تعريف المصطلحين وتحديد القضيتين، ثم  يسير في تحليلٍ مستفيضٍ في منطق بحثي دقيق يستغرق له ثماني عشرة صفحة ونصف، تتخلله مجموعة من العناوين الجانبية، والاستدراكات الضرورية، فأشبع القضية تعريفا وشرحا لكل أبعادها.

وما أردت بضرب هذا مثلا، إلا ليعرف القارئ أنه أمام كتابة منهجية صارمة التزم بها الكاتب بما يحتاجه كل موضوع من مواضيع الكتاب التي تدور جميعها حول  قضية واحدة هي قضية النهضة، ولأهمية هذه القضية يجب علينا التعرف عليها بكل أبعادها التي ضمها هذا الكتاب.

 *محمد عبدالسلام منصور _ أديب وكاتب وشاعر

اقرأ أيضا:قراءة في فكره وشعر القاسم بن علي الوزير

نشرت هذه المادة في العدد الخاص من صحيفة الشورى بتاريخ 20مايو2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى