كتابات فكرية

الاحتلال الصهيوني في قلب العاصفة

الاحتلال الصهيوني في قلب العاصفة

أول حرب نظامية منذ 1973.. والعدو هذه المرة ليس جيشًا عربيًا مهزومًا

بقلم:الدكتور/ عبدالرحمن المؤلف

الثلاثاء17يونيو2025_

لأول مرة منذ حرب تشرين/أكتوبر عام 1973، يخوض الكيان الصهيوني مواجهة عسكرية مباشرة مع دولة إقليمية قوية تملك منظومة صاروخية متطورة، وتدير المواجهة من موقع المبادرة، لا الدفاع.

العدو اليوم ليست ميليشيا محدودة الإمكانيات، ولا فصيلًا مقاومًا محاصرًا… بل دولة ذات سيادة، وجيش عقائدي، واقتصاد متماسك، ونفوذ عابر للحدود: الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

إيران تُسقط وهم “الردع الصهيوني”

الرد الإيراني لم يكن فقط على استهداف منشآتها النووية من قبل “إسرائيل” بدعم أمريكي واضح، بل جاء كرسالة إستراتيجية: انتهى زمن الضربات الآمنة، وانتهت معه معادلة “الاحتلال يضرب والعرب والإيرانيون يصمتون”.

لقد تعرضت “إسرائيل” في ساعات معدودة إلى أكبر ضربة صاروخية منذ تأسيسها، استهدفت منشآت سيادية من بينها:

مبنى وزارة الدفاع في تل أبيب

مصفاة النفط في حيفا

معهد “رافائيل” للصناعات العسكرية

مبنى الاستخبارات العسكرية

قيادة البحرية الصهيونية

منشآت غاز وبنية تحتية حيوية

وكل ذلك أمام عجز واضح للقبة الحديدية والمنظومات الأمريكية في صدّ الضربة، رغم الدعم اللوجستي والاستخباراتي الواسع.

حرب بلا خطوط حمراء

لأول مرة منذ نصف قرن، تحترق الجبهة الداخلية الإسرائيلية بقصف دولة، لا تنظيم أو فصيل. وهذه ليست مواجهة طارئة أو مناوشة مؤقتة، بل حرب معلنة بلا قواعد اشتباك، وبلا خطوط حمراء، تتوسع كل ساعة.

وهي أيضًا المرة الأولى التي تتلقى فيها القيادة الصهيونية خطابًا سياسيًا إيرانيًا صريحًا مدعومًا بالنار، بأن أمن طهران مرتبط بسحق التهديد من تل أبيب، وأن الردع يبدأ من عُمق فلسطين المحتلة.

من الهجوم إلى الارتباك

المفارقة أن “إسرائيل” بدأت الجولة بشنّ هجوم على منشآت نووية إيرانية، ظنًا منها – بدعم أمريكي – أن الرد الإيراني سيكون محدودًا كما في مرات سابقة، ففوجئت بـ:

مئات الصواريخ الفرط صوتية والمجنّحة، هجمات بالطائرات المسيّرة على المنشآت الحيوية، شلل في بعض القواعد العسكرية والبحرية، ارتباك استخباراتي وسياسي واسع، خطاب من نتنياهو للشعب الإيراني يطلب منهم إسقاط نظامهم!

في سابقة تعكس حجم الهلع والعجز في قلب المؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية.

هل انتهى زمن الاستباحة؟

منذ عام 1948، تعوّد العرب والمسلمون أن يروا أراضيهم تُستباح من جيش الاحتلال، من غزّة إلى جنوب لبنان، ومن بغداد إلى دمشق، ومن سيناء إلى بيروت.

لكن هذه المرة، تل أبيب نفسها هي التي تُقصف، ومفاعلها ووزاراتها تحترق، ومواطنيها يفرّون إلى الملاجئ، والعالم ينظر بذهول: كيف حصل هذا؟

لقد بدأت مرحلة جديدة.

قد لا تنتصر فيها إيران انتصارًا ساحقًا، لكن الأهم أنها أسقطت جدار الرعب، وأثبتت أن “إسرائيل” ليست أكثر من كيان قابل للكسر، لا محصن من النار، ولا محمي من غضب من قرر الرد بعد صبر طويل.

خاتمة: هذه ليست حربًا عادية.

هذه لحظة كاشفة للمنطقة والعالم: من الذي يمكنه مواجهة “إسرائيل”؟ ومن يملك الإرادة، والإمكان، والتأييد الشعبي لذلك؟

الإجابة أتت بالصوت والصورة… من طهران إلى تل أبيب.

 اقرأ أيضا:الصواريخ الإيرانية تغير قواعد اللعبة في تل أبيب

الصورة لبعض الدمار الذي احدثته الصواريخ الإيرانية في تل أبيب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى