اخبار محليةكتابات فكرية

الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب لـ صوت الشورى عن صناعة النصر والهزيمة

الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب لـ صوت الشورى عن صناعة النصر والهزيمة

يوميات البحث عن الحرية..الإعلام والمقاومة وصناعة النصر والهزيمة! 

  • عبد العزيز البغدادي

الاثنين27يناير2025_

يقال: (الهرج نصف القتال) والهرج باللهجة اليمنية يعني ما يصدر عن صاحبه من مبالغات لفظية لا تقترن بالأفعال غالباً وأحيانا تناقضها، وهذا يعادل (المقت) الوارد في الآية القرآنية: (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)!.

والتوجه العام للسياسات الإعلامية في عالم اليوم يقوم على خطأ شايع يضيع من خلاله العمل فيصبح مضمون المثل: (الهرج كل القتال).

ولهذا جرى التلاعب بمفهوم المقاومة من خلال التركيز في بعض قنوات الإعلام المسمى بالإعلام المقاوم على ترسيخ مبدأ (جوبلز) وزير إعلام ودعاية زعيم النازية في عصره (ادولف هتلر) الذي كان مثالاً صارخا للنظام الشمولي الفردي الذي يستخدم إيديولوجيا مريضة ومضمون هذا الإعلام الدعائي: (اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون) أو ما يطلق عليه كيِّ الوعي. 

وقد انتهى هتلر وبقيت النازية في فكر البشر بثياب متعددة، ولهذا غلب على تسمية وزير الإعلام حينها :(وزير الدعاية) وهو نفس مضمون ما يذهب إليه سلوك المهرجين الجدد (الهرج كل القتال) ويعادل الحقيقة الواقعة: المقاومة عمل إعلامي، واقع حال من يرفضون النقد بل ويفترسون وعي الناس ويخونون أصحاب الرأي الحر.

كل هذا الافتراء يفعلونه باسم المقاومة فيصدعون الرؤوس ويجرفون الذاكرة ويوجهون العقول نحو التسليم بما يرددون وهم يعلمون أنهم يكذبون كما يتنفسون وبذلك يظلمون المقاومة ويسيئون الى الحق المشروع فيها من خلال تهييج الجماهير التي تحولت بفعل هذا التهييج إلى قطعان وتحول الوعي إلى فريسة حيث يجري الخلط بين الإرهاب والمقاومة والنصر والهزيمة من خلال إغراقه بالأكاذيب حيث يتم استحلال الكذب ليصبح جزء من السياسة!.

 ولكي لا نظلم أحدا فإن من يتبعون هذا المنهج يتوزعون على مختلف الأحزاب والجماعات والمكونات السياسية والمجتمعية الذين يتصيدون الفرص في مختلف الظروف والأحوال وقد صاروا خبراء محترفون في هذا النوع من الصيد.

إن من البديهي لدى كل حر أن مقاومة الاحتلال والظلم والاستبداد والفساد حق قانوني وأخلاقي وديني وإنساني بلا أدنى شك، ومن يدعي أو يعمل في اتجاه مخالف لهذا المبدأ أو يحاول المزايدة الشكلية كي ينجرف وينحرف باتجاه التطبيع العلني أو السري مع الكيان الصهيوني فليس سوى ضال مظل وعديم الإنسانية يستخدم المبادرات والألاعيب السياسية في خطاب إعلامي بينه وبين السياسات القائمة تحالف واضح ضد كل من يحرص على قول الحق واحترام الحقيقة.

هؤلاء الخبراء يريدون من المقاومة ولها أن تكون مجرد تهريج إعلامي يتقربون من خلاله بأي وسيلة من موقع صنع القرار الذي ليس له قرار!.

مبدأ حق المقاومة والثورة وتمثيل الشعوب ليس حقا حصريا يخص شخص أو حزب أو جماعة سياسية، وغير قابل لأن يكون حقا حصريا بمنظمة أو أي فصيل سياسي أو ثوري مقاوم أو براجماتي ومن ينهض بهذا الحق أو الواجب عليه إن يكون مستعدا لتحمل نتيجة ما يقوم به فإن أخطاء في اتخاذ قرار استراتيجي من المحتم أن يتحمل نتيجة ما أقدم عليه.

ومن المؤكد أن اتخاذ القرارات الإستراتيجية ذات الأثر العام على كامل الوطن ليست من صلاحيات أي تكوين سياسي لكنه من صلاحيات المؤسسات الدستورية المخولة.  

المقاومة خيار استراتيجي لابد أن يراعى عند اتخاذه حساب الربح والخسارة بالمفهوم الوطني العام وليس بالمفهوم التجاري الخاص فإذا أقدم عليه فصيل مقاوم دون مراعاة الحسابات السياسية والوطنية وترتب على فعله آثار سلبية على المصلحة العامة فإنه يكون مسؤولا عن فعله ، فمن حق أي شخص طبيعي أو اعتباري التضحية بنفسه أو بحق من حقوقه ، ولكن ليس من حق أي فرد أو جماعة أن يدفع بالوطن إلى خيار غير مدروس من حيث اختيار الوقت والظروف المناسبة  والنتائج ، هذا هو منطق الشراكة الوطنية في دولة المواطنة دولة سيادة القانون !.

ومن المعلوم أن الدساتير قد بينت كيفية وآلية اختيار القرار الاستراتيجي سواء المتعلق بإعلان الحرب أو بكيفية مقاومة العدوان على الوطن أو جزء منه.

لأن التفريط في جزء من الوطن جريمة كون أرض الجمهورية اليمنية جزء لا يتجزأ من كامل إقليم الوطن لا يجوز التنازل عنه من أي كان ولأي كان وهذا ما نصت عليه المادة (1) من دستور الجمهورية اليمنية ويشمل كل سلطة من سلطات الدولة كما يشمل كل شخص طبيعي أو اعتباري.

في زحمة للتناسي

يبتسم البحر في وجهي متحدياً

يلمحني أسير عكس الموج

سمك القرش يثب بالقرب مني

يثب نحوي مستغرباً خوفي

يغوص في الأعماق مبتسماً

متباهياً بانضمامه لجمعية الرفق بالإنسان!.

 اقرأ أيضا للكاتب:الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب لصوت الشورى  عن جريمة تلقين الأديان والأفكار والأيديولوجيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى