قطر ترضخ للسعودية وتنفذ أجندتها بدءا بطرد قيادة حماس من الدوحة
“ليس باليد حيلة” عبارة اختصرت موقف دولة قطر من بقاء أعضاء من حركة حماس يتولون مسؤوليات لها علاقة بالمقاومة في الضفة الغربية على أراضيها.
كانت قمة الرياض التي حضر فيها أمير قطر إلى جانب زعماء آخرين والرئيس الأميركي دونالد ترامب بمثابة إعلان بدء مرحلة جديدة بالنسبة لأميركا وحلفائها، وبالتالي وضع قطر وغيرها من الدول العربية أمام معادلة الفسطاطين؛ “إما أن تكونوا معنا أو علينا”، كما كان الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش قد قال قبل غزو أفغانستان في العام 2001.
كانت الأيام الماضية صعبة على قطر، ضغوطات سعودية-إماراتية بحجة كلام منسوب لأميرها تميم بن حمد نفته الدوحة ولم تصدّق نفيه الرياض وأبو ظبي.
امتلأت صحف العاصمتين ووسائل إعلامهما المتنوعة بكل ما يمكن تخيله من اتهامات للإمارة الصغيرة، وبين إتهام وآخر تلميح بإنقلاب، والحجة، بحسب المعلن، انفتاحها على إيران، وإيوائها للإخوان المسلمين، وملف حماس.
أما الانفتاح على إيران فهو وجع سعودي، وأما إيواء الإخوان فهو مشكلة إماراتية، وأما قضية حماس فمطلب أميركي مباشر، بهدف التمهيد للتسوية التي يحضّرها ترامب بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
في مكان ما في قطر التقى مبعوث لمسؤول قطري رفيع بمجموعة من مسؤولي حركة المقاومة الفلسطينية حماس، حاملاً رسالة واضحة “ليس باليد حيلة”. سلّم المسؤول القطري لائحة بأسماء أعضاء في حماس على علاقة مباشرة بالنشاط في الضفة الغربية، وطلب إليهم التخفيف من الإعتماد على قيادات الخارج فيما يتعلق بملفات الداخل، لا سيما وأن الضغط الدولي في هذا الإطار يتصاعد ولن يتوقف.
تقول مصادر دبلوماسية للميادين إن اللائحة ضمت أسماء ورد ذكرها مؤخراً في تحقيقات إسرائيلية مع أسرى فلسطينيين اعتقلوا في الضفة الغربية، وأن المسؤول لدى تسلميه اللائحة ربط الخطوة بضغوطات خارجية.
ليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها حماس مثل هذه الظروف. بين عامي 2015 و 2016 عمدت تركيا إلى مجموعة من الإجراءات تجاه أعضاء في الحركة بما في ذلك سحب جوازات سفر تركية بشكل مفاجئ في المطارات التركية، وتقديم لائحة مشابهة للائحة القطرية فيها أسماء مطلوب منها مغادرة تركيا. في تلك المرحلة اكتفت قطر بتخفيض الميزانية المخصصة للحركة وطلب تخفيف الظهور الإعلامي غير الضروري، كما كان مصدر في حماس قد أخبر الميادين نت وقتها.
تقول مصادر دبلوماسية للميادين إن “قطر سعت عبر خطواتها تجاه حماس لتلبية الطلب الأميركي، لعلها تضمن بذلك دعم واشنطن في حال تطور الخلاف مع الرياض وأبو ظبي إلى ما هو أسوأ من الحرب الإعلامية إلى تنفيذ التهديدات التي صدرت قبل أيام في صحيفة الرياض السعودية، بإمكانية حصول إنقلاب سادس في قطر”. تضيف المصادر، “في مثل هكذا معادلة يُنظر إلى حماس على أنها الحلقة الأضعف، وفي ذات الوقت لدى الحركة حلفاء آخرين يمكنها الإعتماد عليهم وهي بذلك لن تُترك لمصيرها وحيدة”.
المشهد العام بدوره يؤشر إلى ما هو أخطر من طلب قطر من حماس سحب بعض عناصرها، بل وهو أخطر من طلب السعودية من الدوحة إلتماس صكوك الغفران، الحقيقة أن الخشية أصبحت كبيرة على إمتداد المنطقة من أن المطلوب حالياً أن يكون للمنطقة بأسرها لون سياسي واحد، وأي اختلاف مهما كان بسيطاً، لا سيما من الأقربين، لن يواجه إلا بشدة أكبر.
هذا ما سيحرص عليه تحالف ترامب مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومن هم تحت مظلته، ولعل هذا ما يأخذنا إلى خلاصة مفادها أن الأيام والشهور القادمة في الخليج وخارجه لن تكون أقل حرارة من الصيف الساخن الذي ينتظر الجميع.