قادة السعودية والإمارات في سباق محموم لاستجداء ترامب بينما يقابلهم بالتجاهل والازدراء
قال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إن قادة السعودية والإمارات وإسرائيل راهنوا على أن باستطاعتهم شراء خدمات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من أجل تنفيذ أجنداتهم، لكن موقف ترمب تجاههم كان هو الازدراء والتجاهل.
أشار هيرست، في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني إلى أن التقارير الإعلامية كشفت عن صفقات تمت مقابل المال مثل: عرض توم باراك، الصديق الملياردير لترمب، تبادل معلومات داخلية حول تعيينات وزارية عليا مع يوسف العتيبة السفير الإماراتي في واشنطن، ونجاح الإماراتيين في الضغط لإقالة وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، وضغوط مسؤولين إسرائيليين وسعوديين وأميركيين
على ترمب للتوصل إلى صفقة مع فلاديمير بوتن بشأن الوجود الإيراني في سوريا، مقابل رفع العقوبات المفروضة على روسيا في المسألة الأوكرانية.
ويوضح الكاتب أن كل هذه الصفقات تمت بمبالغ كبيرة من المال، خاصة في صورة صفقات أسلحة، لكن هذا المال لم يكن كافياً أبداً فقد عاد ترمب لطلب المزيد لسوريا، ثم وجه طلباً مهيناً آخر للسعودية برفع إنتاج النفط.
ويرى الكاتب أن موقف ترمب تجاه مانحيه هو الازدراء، لافتاً إلى أنه قال للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون متحدثاً عن السعودية: نحن نحميهم، وبدون الولايات المتحدة لن يبقوا أسبوعاً، نحن نحميهم وعليهم الآن أن يدفعوا ثمن ذلك.
يقول هيرست: «هذا ليس رجلاً يقدر الولاء، إنه رجل يقذف أقرب أصحابه تحت حافلة، وهذا ما حدث مع مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، والآن محاميه السابق مايكل كوهين».
وأضاف هيرست «بات واضحاً جداً، الآن، أن جميع القوى الأجنبية التي مالت إلى ترمب، سواء خلال حملته الانتخابية أو بعد ذلك، كانت لديها أجندة، وكان الرئيس الأميركي هو المفتاح لها».
وتابع بالقول «لقد قرؤوا بشكل صحيح أن قوة أميركا في تراجع، واستغلوا هذه الفرصة لملء الفراغ، ومحاولة أن يصبحوا القوى الإقليمية المهيمنة».
وأشار هيرست إلى أن الحرب في اليمن، وحصار قطر، وصفقة القرنالتي ستفرض تسوية على الفلسطينيين بدون بعض حقوقهم الأساسية والمعترف بها دوليًا، وأخيراً الحرب ضد إيران، كلها جزء من الخطة نفسها التي تصورتها ونفذتها نفس المجموعة: المملكة العربية السعودية، والإمارات، وإسرائيل.
وخلص الكاتب للقول: «بالنسبة للشرق الأوسط، فإن درس ترامب واضح: مهما دفعت له، سوف يستخدمك لتحقيق أغراضه ثم يتجاهلك».