فلسطين.. أسير يعاني والاحتلال يتجاهل.. ومصادقة استيلاء على عقارات.. وهدم قرية للمرة 116.. و870 مستوطناً يقتحمون الأقصى
أكدت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى اليوم أن الأسير المريض معتصم طالب داود رداد (35 عامًا) مازال يعاني نزيفاً حاداً في الأمعاء، وسط تجاهل إدارة مصلحة السجون الصهيونية بتقديم أي علاج حقيقي وجذري لحالته الصحية، وامتناع ما تسمى عيادة سجن الرملة عن إجراء الفحوصات الطبية له بحجة أنه جاء متأخراً.
وأفاد الأسير معتصم رداد في رسالة وصلت مهجة القدس، أنه كان مقرراً له قبل عدة أيام إجراء فحوصات طبية، وأن الفحوصات المذكورة تحتاج لدواء خاص يتلقاه على مدار ثلاثة أيام قبل إجراء الفحوصات المذكورة، إلا أنه عندما توجه إلى عيادة السجن رفضت الأخيرة إجرائها بحجة أنه قد جاء متأخراً.
وأضاف الأسير رداد في رسالته أنه يعاني حالياً من نزيف حاد، وأصبح وزنه (62) كيلو بعدما كان (71) كيلو، وهو يعاني حالياً من آلام شديدة ونزيف قوي بالأمعاء، دون اكتراث من أطباء ما يسمى مشفى الرملة.
ونقل “المنار نت” أن الأسير معتصم رداد من مواليد 11/11/1982م وهو أعزب من بلدة صيدا قضاء مدينة طولكرم شمال الضفة المحتلة؛ واعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 12/01/2006م، وحكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاماً بتهمة الانتماء والعضوية في سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ومقاومة الاحتلال الصهيوني؛ ويصنف الأسير معتصم رداد ضمن الحالات المرضية الأكثر خطورة في سجون الاحتلال إذ يعاني من سرطان في الأمعاء ونزيف حاد في الأمعاء وهزل عام في الجسم وصداع مستمر وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وعدم انتظام في نبضات القلب، وآلام شديدة في العظام والتهابات في المفاصل.
في جانب آخر صادقت المحكمة المركزية في القدس بقرار أصدرته، على أن ثلاث شركات مرتبطة بالجمعية الاستيطانية “عطيرت كوهانيم”، تملك حقوقاً قانونية في ثلاث عقارات كبيرة تقع قرب باب الخليل في البلدة القديمة في القدس المحتلة، حسبما ذكرت صحيفة “معاريف” اليوم، الثلاثاء.
و”الحقوق” التي أقرتها المحكمة “الإسرائيلية” تتعلق باستئجار المستوطنين للعقارات الثلاث لمدة 99 عاماً مع إمكانية تمديد العقد لمدة 99 أخرى، بموجب اتفاقيات بين الشركات التي تمثل المستوطنين والبطريركية اليونانية الأرثوذكسية في القدس.
وبحسب الصحيفة، فإن بداية هذه القضية تعود إلى العام 2004.
وحسب “المنار نت” تابعت الصحيفة أن البطريرك الحالي ثيوفيلوس حاول إلغاء هذه الصفقات, إلا أن محاسبها وقع على الصفقات من دون أن تكون لديه صلاحية القيام بذلك وبتوكيل كامل منه لقاء مبلغ تلقاه من الجمعية الإستيطانية وقدره مليون دولار.
إلى ذلك هدمت جرافات معززة بقوات من الشرطة الإسرائيلية اليوم الثلاثاء قرية العراقيب بالنقب للمرة الـ116، وذلك سعياً من “المؤسسة الإسرائيلية” لتشريد سكانها، ومصادرة أراضي القرية مسلوبة الاعتراف.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فقد اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة التابعة لوحدة “يوآب” وممثلو ما يسمى “دائرة أراضي إسرائيل”، في ساعات صباح اليوم قرية العراقيب، وهدمت منازلها المكوّنة من ألواح الصفيح. فيما منع أفراد الشرطة السكان والأهالي التصدّي للجرافات لمنع وعرقلة الهدم، علماً أن الجرافات الإسرائيلية سبق لها وأن هدمت القرية في مطلع شهر تموز/ يوليو الماضي.
وقال أهالي العراقيب إن “الآليات والجرافات هدمت المعرشات والخيام التي تأوي العائلات وشردتهم، بحماية من الشرطة، ولم تراع الطقس الحار الذي تشهده المنطقة”.
وتواصل السلطات الإسرائيلية منذ سنوات محاولات تحريش ما تبقى من أراضي العراقيب التي تقدر مساحتها بنحو 1300 دونم في محيط القرية شمال مدينة بئر السبع، رغم أن هذه الأراضي تخضع لإجراءات تسجيل الملكية ومسألة ملكيتها لم تُحسم بعد.
ونقل “الميادين نت” أن الحكومة الإسرائيلية لا تعترف بنحو 45 قرية فلسطينية في النقب، وتستهدفها بشكل مستمر بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمر ببناء تجمعات استيطانية لصالح المستوطنين في النقب.
وفي جانب آخر أطلقت زوارق الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عددا من القذائف تجاه بحر السودانية شمال قطاع غزة.ولم يبلغ عن وقوع إصابات نتيجة هذا القصف.
وفي جانب تكرار انتهاك حرمة الاقصى الشريف اقتحم نحو 870 مستوطناً المسجد الأقصى ضمن مجموعات إحياء لما يُسمّى “يوم خراب الهيكل”.
وتمت الاقتحامات تحت حماية الشرطة الإسرائيلية من جهة باب المغاربة، من حيث يدخل المستوطنون والسياح على فترتَيْن يوميّاً.
ومساء الإثنين قام المستوطنون بمسيرات حول أسوار مدينة القدس إحياء لذات المناسبة، حيث تم إغلاق طرق ومحاور حول بلدة القديمة في القدس.
وفي سياق متصل، اعتدى المستوطنون الليلة السابقة على سكان حي الجالية الأفريقية الملاصقة لباب المجلس، أحد أبواب المسجد الأقصى، كما اعتقلت قوات الاحتلال شابَّيْن مقدسيين قرب حائط البراق، وقامت بنقلهما بسيارة عسكرية إلى جهة مجهولة.
وحسب “الميادين نت” تأتي هذه التحرّكات بعد انتصار المقدسيين بمنعهم سلطات الاحتلال من إبقاء البوابات الالكترونية على مداخل المسجد الأقصى، وذلك بعد سلسلة من الاعتصامات والمظاهرات الحاشدة اليومية عند مداخل المسجد الأقصى.
وفي جانب المقاومة عرض الإعلام الحربي التابع لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين صباح الثلاثاء “الكليب الجهادي” بعنوان “رهن الإشارة”.
وتضمّن الكليب مواد تُعرض لأول مرة وتظهر بعض الإمكانيات والأسلحة التي استخدمتها سرايا القدس خلال المعارك التي خاضتها ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي والتي كانت آخرها معركة البنيان المرصوص.
وقال مسؤول قسم المونتاج في الإعلام الحربي التابع لسرايا القدس أنّ تميّز “رهن الإشارة” يكمن في حصرية المواد المصوّرة التي استخدمت في إنتاجه، والتي تم استعمال بعضها في معركة “البنيان المرصوص” التي تصادف ذكراها في مثل هذه الأيام، مثل راجمات الصواريخ وقذائف الهاون عبر الراجمات، وكذلك الإمكانيات القتالية والتكتيكية لمقاتلي السرايا والتي يظهر جزء منها في بعض المشاهد.
ويَظهر في الشريط المصور مشهد تمثيلي لمقاتلين للسرايا وهم يدخلون مدينة القدس وصورة قبة الصخرة تظهر خلفهم.
ونقل “الميادين نت” أن الفيديو يكشف عن تدريبات عسكرية لمقاتلي سرايا القدس مع أسلحة مضادة للطائرات وصواريخ حديثة وعربات صغيرة الحجم وسهخلة الحركة في ميدان القتال.
كما يعرض الفيديو لقطات مصورة، عبر طائرات استطلاع كما يبدو، لدبابات إسرائيلية منتشرة على المنطقة المتاخمة لقطاع غزة.
وفي الجانب السياسياعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة بالقدس محاولة من سلطات الاحتلال لتنفيذ تطهير عرقي في المدينة، مؤكدًا أنهم لن يسمحوا لإسرائيل باحتلال القدس عسكريًا.
وقال المالكي خلال الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية لوزراء خارجية التعاون الإسلامي حول القدس: “إسرائيل تحاول تنفيذ تطهير عرقي في القدس الشريف، وتحاول تقسيم القدس الشرقية إلى قسمين من خلال توطين مهاجرين يهود في جوار المسجد الأقصى، وعرقلة وصول الفلسطينيين إليه”، مؤكدًا أن فلسطين لن تسمح لإسرائيل باحتلال القدس عسكريًا.
وأضاف المالكي: “إنهم يحاولون طرد أهل المدينة والسيطرة على أراضيهم وبيوتهم”، وقال “إسرائيل تسعى إلى تهجير الفلسطينيين من القدس، وتستغل المشاعر الدينية لتجييش المستوطنين وتهويد المدينة”.
وبدأ الاجتماع الطارىء لوزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي اليوم الثلاثاء اعماله بمدينة اسطنبول التركية لدراسة الوضع الراهن في القدس المحتلة والقضية الفلسطينية.
ونقل “المنار نت” أنه الي جانب حضور 14 وزيراً للخارجية لدي الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي بمن فيهم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يشارك في هذا الاجتماع كبار الخبراء من 38 دولة اسلامية لبحث آخر المستجدات والتطورات داخل القدس المحتلة.
من جهته اعتبر حسين أمير عبداللهيان مساعد رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني أن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني يعتبر خيانة لمبادئ القضية الفلسطينية.
وأفادت وكالة مهر للأنباء أن حسين أمير عبداللهيان أمين عام المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة التقى اليوم الثلاثاء رمضان عبدالله شلح أمين عام حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت وتناول معه القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي مستهل اللقاء أشار عبداللهيان إلى المحاولات التي تقوم بها بعض الدول والأنظمة العربية من أجل تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وقال أن هذه السياسات تعتبر خيانة للقضية الفلسطينية ومبادئها المعروفة.
وأكد المسؤول الايراني أن أحداث الأقصى الأخيرة قد تحولت إلى انتفاضة جديدة بوجه الكيان الصهيوني الغاصب وقد أرغمته على الانسحاب وفك الحصار عن الاقصى الشريف.
وأضاف أن هذه الحوادث قد أعادت من جديد الانظار الى هذا المسجد والقضية الفلسطينية وأثبتت أن القضية السياسية والدينية للمسجد الأقصى باقية ومترسخة في الرأي العام العربي والاسلامي.
بدوره قال رمضان عبدالله شلح أمين عام حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية أن الانتهاكات والجرائم الاخيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني قد أشعلت انتفاضة جديدة في وجه الاحتلال الاسرائيلي.
وحسب “المنار نت” أكد شلح أن المقاومة الفلسطينية سوف تستمر حتى عودة اللاجئين وقيام دولة فلسطينية موحدة من البحر إلى النهر.
من جانبه أشار محمد جواد ظريف وزير الخارجية الايراني إلى استمرار مؤامرات الكيان الصهيوني بسبب تركيز الدول الاسلامية على القضايا الهامشية، مؤكدا ضرورة العمل الدولي المنسق لانهاء جرائم الكيان في الاراضي المحتلة.
ونقل “المنار نت” أن ظريف قال فور وصوله إلى اسطنبول للمشاركة في الإجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الاسلامي للبحث في تطورات فلسطين الاخيرة، ” إن الاجراءات الاخيرة للكيان الصهيوين في المسجد الاقصى والقدس الشريف والتي هي استمرار لسياساته واحتلاله، دليل على ان هذا الكيان يسعى لتغيير الهوية وديموغرافيا المناطق المحتلة خاصة القدس الشريف وفي الحقيقة تهويد هذه المناطق.”
م.م