روسيا: مظاهرات دعماً لنافالني في 60 مدينة وأنباء عن اعتقال أكثر من 3000 متظاهر
اعتقلت السلطات الروسية السبت أكثر من 3000 شخص في يوم شهدت فيه البلاد مظاهرات عدة في أكثر من 60 مدينة، مطالبة بإطلاق سراح المعارض أليكسي نافالني.
وكان نافالني، أشد معارضي الكرملين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أوقف فور عودته من ألمانيا حيث خضع للعلاج بعدما تعرّض للتسمم بحسب ما قاله الأطباء.
ونزل عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع المدن الروسية من أقصى الشرق في فلاديفوستوك مروراً بنوفوسيبيرسك وموسكو وسانت بطرسبرغ وخاباروفسك، مطالبين بإطلاق سراح نافالني.
وواجهتهم الشرطة واعتقلت 3060 بينهم بحسب ما قالته منظمة “أو في دي-إنفو” التي تتابع التظاهرات في روسيا.
واستمر التظاهر ليلاً على الرغم من التحذيرات التي وجهتها قوى الأمن، وقال ناشطون إن السلطات الروسية قطعت خطوط الهاتف والإنترنت. ومن بين المعتقلين يوليا نافالنايا، زوجة نافالني.
وعنونت “نيويورك تايمز” أحد مقالاتها “الآلاف يحتشدون في موسكو ويمشون نحو الكرملين”، فيما مشى آخرون في مظاهرة حاشدة في نوفوسيبيرسك ورددوا هتافات “بوتين سارق”.
ردود فعل دولية
أورويباً، عبر كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، جويب بوريل، عن أسفه عن عمليات “التوقيف الكثيفة” التي نفذتها الشرطة الروسية بحق متظاهرين اليوم، نزلوا إلى الشارع تلبية لدعوة المعارض أليكسي نافالني.
وقال بوريل عبر تويتر إنه يتابع مجريات الأحداث في روسيا ويأسف بشدة على الاعتقالات واستخدام القوة المفرط وقطع اتصالات الإنترنت والهواتف. وأضاف بوريل أن وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي سيناقشون المسألة الروسية الإثنين المقبل.
من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لودريان إن موجة الاعتقالات التي شهدتها روسيا خلال التظاهرات التي دعا إليها المعارض أليكسي نافالني تشكل “انحرافاً استبدادياً” ومساساً “لا يحتمل” بدولة القانون.
وقال لودريان في برنامج “قضايا سياسية” لإذاعة فرانس إنيتر ومجموعة “فرنسا تلفزيون” وصحيفة لوموند اليومية إن “هذا الانحراف الاستبدادي مقلق للغاية (…) لأن التشكيك في سيادة القانون من خلال هذه الاعتقالات الجماعية والوقائية، أمر لا يحتمل”.
أميركياً، دانت الولايات المتحدة اعتماد “التكتيكات القاسية ضدّ المتظاهرين والصحافيين في جميع أنحاء روسيا في نهاية الأسبوع” وذلك عبر بيان صدر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، نيد برايس.
ودعا بيان برايس إلى إطلاق سراح المتظاهرين وإلى تقديم تفسيرات للمجتمع الدولي عن استخدام مواد كيميائية (غاز نوفيتشوك) لتسميم نافالني على أراضيها.
من جهتها دعت كندا السلطات الروسيّة إلى “الإفراج الفوري” عن الأشخاص الذين اعتُقِلوا خلال الاحتجاجات، معبّرةً عن “بالغ قلقها” حيال تلك الاعتقالات. وقالت وزارة الخارجيّة الكنديّة في تغريدة على تويتر إنّ “كندا تشعر بقلق عميق إزاء اعتقال متظاهرين وإعلاميّين في أعقاب الاحتجاجات السلميّة في روسيا”.
وأضافت “نحضّ السلطات الروسيّة على احترام حقوق الإنسان والإفراج الفوري عن الأشخاص المعتقلين”.