تقرير: صنعاء تغير موازين القوى وقواعد اللعب في الحرب على اليمن
ثماني سنوات من الحرب على اليمن، كانت كفيلة بتغير موازين القوى، حيث يرى مراقبون أن “صنعاء” باتت هي من يتحكم بقواعد اللعبة
يعقد مجلس الأمن الدولي، الأسبوع المقبل، جلستين بشأن اليمن.. يأتي ذلك وسط حراك دولي وإقليمي للدفع باتجاه إنهاء الحرب في بلد يتعرض لحرب وحصار منذ ثماني سنوات، فشل خلالها التحالف الذي تقوده السعودية، في تحقيق أي هدف من أهدافه المعلنة، لكنه حوّل اليمن لأكبر كارثة إنسانية في العالم.
ثماني سنوات من الحرب على اليمن، كانت كفيلة بتغير موازين القوى، حيث يرى مراقبون أن “صنعاء” باتت هي من يتحكم بقواعد اللعبة.
الصحفي والمحلل السياسي (عباس الضالعي) المقيم في أمريكا، والمؤيد لتحالف الاحتلال، قال إن “اتصال سفراء الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا والمبعوث السويدي بنائب وزير خارجية صنعاء اعتراف كامل بسلطة صنعاء”.
وأضاف: “لا يمكن أن نتوقف عند رأي أصحاب اللجنة الخاصة، لأن الأمور تتغير، ومن يؤيدون السعودية اليوم؛ غداً سيتم إدراجهم كعناصر إرهابية، إذا عارضوا مصالح السعودية”.. مؤكداً “المستقبل للحوثي!!”.
ويأتي ذلك في أعقاب إعلان نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، (حسين العزي)، اجتماعه مع سفير الاتحاد الأوروبي وسفيري ألمانيا وفرنسا والمبعوث السويدي إلى اليمن، بشأن مسار الهدنة الأممية وأهمية توسيع بنودها لتتضمن قضايا إنسانية واقتصادية أشمل.
وقال (العزي): “استعرضنا بشكل خاص تجربة الهدنة وتم التأكيد المشترك على أهمية خفض التصعيد ودعم جهود المبعوث وضرورة توسيع المزايا الانسانية والاقتصادية بما في ذلك موضوع المرتبات”.
رسائل كثيرة كانت صنعاء قد بعثتها مع تزايد فرص انحسار الهدنة الأممية، أهمها ما صرح به عضو الوفد الوطني المفاوض (عبدالملك العجري) الذي قال: إن “التهرب من الملف الإنساني وعدم الاستفادة من التمديد لمراكمة محفزات السلام يحول الهدنة من فرصة للسلام الى مجرد استراحة محارب”.
لكن ما يبدو هو أن التحركات الغربية في اليمن، تأتي متزامنة مع ما كشفت عنه الاستخبارات الفرنسية من مفاوضات بين الرياض وصنعاء بوساطة عمانية. ونشرت تقريراً عبر موقعها (انتليجنس اونلاين)، أكد أن سلطان عُمان وجه رئيس جهاز المخابرات في السلطنة، بمواصلة الوساطة في إدارة المفاوضات السرية بين من سمّاهم “الحوثيين” والسعوديين لحل الأزمة اليمنية بعيدا عن الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف.
مراقبون، أوضحوا أنه “بغض النظر عن صدقية هذه التسريبات من عدمها، إلا أن هناك حقيقة لا غبار عليها، وهي أن السعودية وصلت إلى قناعة تامة بفشلها في اليمن”.
وأشار المراقبون إلى أن السعودية كانت تأمل من الهدنة الأممية أن تكون “استراحة محارب”، واضعة كل رهاناتها على عاتق أدواتها ومرتزقتها المحليين، لاستئناف الحرب والمعارك، غير أن “الهدنة” كشفت عن “ترهل” أدواتها ومرتزقتها، وعدم استعدادهم لمواجهة قوات صنعاء، في حين تستعر وتتصاعد الخلافات بين أدوات السعودية في اليمن في أعقاب انهيار الأوضاع الأمنية والاقتصادية في المناطق التي تسيطر عليها، وسط تراشق الأطراف وتبادل الاتهامات في التورط بعمليات الاغتيال والتفجيرات الإرهابية.