تقرير : دول تحالف الحرب تلهث خلف المال السعودي وتبيع جنودها بثمن بخس وتدفعهم إلى مقبرة اليمن
نشر موقع مركز بحثي بريطاني الثلاثاء ملخصا لتقرير موسع تناول فيه الدور السعودي والإماراتي في اليمن بعد سنوات من الحرب التي تشنهما تحت ما التحالف التي تقوده السعودية.
ويشير المخلص الصادر عن ما يعرف بـ”نادي آراب دايجتس-Arab Digest) وترجمته “عربي21″- إلى قضية مشاركة المرتزقة الأجانب في الحرب اليمنية لصالح قوات تحالف الحرب على اليمن”.
ويعرف النادي عن نفسه بأنه ناد خاص يضم مئات السياسيين والدبلوماسيين الحاليين والسابقين والإعلاميين والاقتصاديين حول العالم، ويقدم دراسات وتحليلات سياسية واقتصادية عن المنطقة.
وتاليا نص الملخص كاملا:
مرتزقة في اليمن
لم يحالف كثير من التوفيق جهود السعوديين والإماراتيين لإشراك آخرين معهم في حمل أعباء القتال في اليمن. شارك السودان ولكنه يعيد النظر. كما شارك بضع مئات من الكولومبيين أما الأفارقة فلم تفلح الجهود معهم حتى الآن.
كما يظهر جلياً من التعليقات التي وردت على التدوينتين اللتين نشرناهما في الثامن والعشرين من يونيو/حزيران ثم في السادس من يوليو/تموز، ليس من السهل معرفة من الذي يقوم بأعمال القتال الميداني في اليمن لصالح التحالف الذي تقوده السعودية. هناك العديد من التقارير التي تتحدث عن مشاركة قوات من المرتزقة، إلا أن معظم هذه التقارير تنشرها وسائل إعلام غير متعاطفة مع التحالف.
وفي هذه التدوينة نعتمد تقارير من مصادر أخرى مفتوحة حول مشاركة المرتزقة وبشكل خاص من السودان وكولمبيا وأوغندا (وقد ورد في بعض التقارير الإعلامية مشاركة مرتزقة من النيبال وجنوب أفريقيا وبعض البلدان الأخرى ،ثم هناك السنغال التي كانت قد أعلنت في عام 2015 أنها سترسل 2100 جندي من قواتها إلى السعودية).
قد يتسنى إبقاء مشاركة المرتزقة سراً، ولكن حتى في البلدان التي تخضع فيها وسائل الإعلام للرقابة والتقييد، ليس من الممكن في العادة إخفاء الأعداد الكبيرة من القتلى والمصابين لفترة طويلة من الزمن.
عندما شنت القيادة السعودية التي يترأسها الملك سلمان وابنه محمد الحرب في عام 2015، لعلهم افترضوا أن النصر سيكون حليفهم على وجه التأكيد وأن عملاءهم وأصدقاءهم ربما كانوا يرغبون في أن يحظوا بنصيب من ذلك النصر.
ما لبثت الإمارات العربية المتحدة أن أصبحت شريكاً كاملاً، وكذلك قطر –وهذا من المفارقات– لولا أنها استبعدت فيما بعد بسبب قضية منفصلة تتعلق بالنزاع بين قطر وخصومها الأربعة. ولكن ثمة بلدان لم تبد حرصاً على نشر قوات لها على الأرض.
كانت هناك مشاركات رمزية من دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن بعض البلدان الأخرى كانت لها أسبابها الوجيهة في النأي بنفسها عن المشاركة، ومنها مصر على سبيل المثال، وذلك بسبب الذكريات المؤلمة للحرب في اليمن خلال ستينيات القرن الماضي، وكذلك الباكستان التي جعلها تتردد في المشاركة. على أية حال، ثبت أن الحرب في اليمن لا تناسب ضعاف القلوب.
التحقت القوات السودانية بالقتال منذ البداية ،وبحسب ما نشرته صحيفة ذي سودان تريبيون، ظل الجيش السوداني حتى مطلع شهر ديسمبر 2015 ينفي التقارير التي تحدثت عن مقتل جندي سوداني، مؤكداً أن مثل هذه الإشاعات إنما يراد منها النيل من المعنويات. وكان السودان قد أعلن التزامه بالمشاركة بستة آلاف جندي، وتم فعلاً نشر ثمانمائة وخمسين منهم. وقد دافع عمر البشير وكذلك وزارة الخارجية السودانية عن المشاركة السودانية باعتبارها ضرورية للحفاظ على أمن المنطقة.
وفي إبريل/نيسان 2018، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية وإيرانية، قتل العشرات من السودانيين في كمين في محافظة حجة في شمال غرب البلاد. وفي شهر يونيو/حزيران، أشار تقرير روسي إلى وقوع “خسائر جسيمة” في العملية التي تشن ضد الحديدة.
وكان وزير الدفاع السوداني قد أعلن في مايو/أيار أن السودان يقوم بتقييم مشاركته في حرب اليمن، وذلك وسط ما وصفته وكالة رويترز بالسخط المتزايد داخل البرلمان إزاء ارتفاع التكاليف وموت العشرات من الجنود السودانيين.
وجاء في تقرير رويترز ما يلي: “للسودان ما لا يقل عن ثلاثة آلاف جندي على الأرض وعدة طائرات عسكرية تشارك في القتال في اليمن كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية. وقد ورد في وسائل الإعلام المحلية واليمنية أن عشرات الجنود السودانيين لقوا مصرعهم في عدد من جبهات القتال الرئيسية المطلة على البحر”.
وفي العشرين من يوليو/تموز نشرت مواقع بأن السودان لا يقوم بإبلاغ العائلات حينما يقتل أبناؤهم الجنود في اليمن.
وطبقاً لتقرير نشرته صحيفة ذي نيويورك تايمز في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2015، أرسلت الإمارات العربية المتحدة أربعمائة وخمسين مرتزقاً من كولومبيا ومن غيرها من دول أمريكا اللاتينية إلى اليمن “في أول انتشار قتالي لجيش أجنبي عمل الإماراتيون سراً على تكوينه في الصحراء خلال السنوات الخمس الماضية”، والذي كان في الأساس بإدارة إريك برينس مؤسسة شركة بلاكووتر عبر العالم. ولبرينس هذا علاقات مع إدارة ترامب، حيث أنه شقيقته بيتسيديفوس تشغل منصب وزير التعليم في حكومة ترامب، وهناك الكثير من القصص حول هذا الموضوع في مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي ديسمبر من عام 2015 ذكرت بعض التقارير أن مرتزقاً استرالياً لقي حتفه في اليمن هو وستة من الجنود الكولومبيين.
وبحسب المصادر الكولومبية تم نشر ما لا يقل عن ثلاثمائة كولومبي في اليمن، من أصل ثلاثة آلاف جندتهم الإمارات العربية المتحدة للخدمة في الجيش الخاص. نوت الإمارات العربية المتحدة إرسال ثمانمائة من هؤلاء المرتزقة بعد مقتل ثلاثين جندياً إماراتياً، إلا أن معظم الكولومبيين رفضوا الذهاب متحججين بأن عقود عملهم لا تشمل خوض حروب في بلدان أجنبية.
أما الذين ذهبوا فقد تلقى كل واحد منهم أجراً إضافياً يقدر بمائة وعشرين دولاراً أمريكياً في اليوم (وذلك إضافة إلى الراتب الشهري الذي يتقاضاه هؤلاء المقاتلون وقدره ثلاثة آلاف وثلاثمائة دولار أمريكي).
وفي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2017 قام رئيس كولومبيا، واسمه سانتوس، بزيارة رسمية إلى الإمارات العربية المتحدة. وبحسب ما ورد في تقرير كولومبي، كان يتوقع صدور تأكيد لمنحة إماراتية قيمتها خمسة وأربعون مليون دولار “لمساندة كولومبيا في حقبة ما بعد النزاع”، وذلك بعد منحة إماراتية قدرها سبعة ملايين دولار في إبريل/نيسان الماضي لمعالجة آثار الانهيار الذي تسبب في مقتل ثلاثمائة شخص. إلا أن الصلة الواضحة لذلك بالمرتزقة في اليمن أكدها تقرير صادر عن موقع ميدل إيستمونيتور.
تشير المصادر الإيرانية إلى تجنيد آلاف المرتزقة الأفارقة. وفي شهر إبريل/نيسان نشر موقع مصري أن أوغندا كانت تخطط لنشر ثمانية آلاف جندي في اليمن وألفين في الصومال، وذلك بعد محادثات أجراها مسؤولون فيها مع الإمارات العربية المتحدة. إلا أن وزيراً أوغندياً نفى وجود مثل هذه الخطة، وقال: “لا أعتقد أن ذلك سيكون عملياً. فقواتنا مهيأة عقائدياً للخدمة في أفريقيا … {يوجد لأوغندا حالياً قوات في الصومال} فماذا ستكون المهمة؟ وماذا سيكون الهدف؟ وما هي مصلحتنا في ذلك؟”
إذن، تفيد الصورة الإجمالية أن المرتزقة يقاتلون ويقتلون ضمن التحالف الذي تقوده السعودية، إلا أن أعدادهم ليست كبيرة ولربما كانت في تناقص.