الساحل الغربي.. كمائن وحصار مطبق ونداءات بالاستسلام.. ومطالبة غريفيث بأن لا يتحول ساعي بريد للعدوان
متابعة: محمد علي المطاع
فشلت قوى تحالف العدوان السعودي والمتحالفين معهم في الداخل اليمني من احراز أي تقدم أو اختراق باتجاه مدينة وميناء الحديدة.. فبعد محاولة انزال بحري بواسطة ثلاث بوارج بحرية، استهدفت قوات الدفاع الساحلي إحداها بصاروخين واصابتها ما أدى إلى تراجع البارجتين الأخريين.
وكانت قوات تحالف العدوان قد تقدمت برياً في بعض المساحات المفتوحة التي ما لبث أن أصبحت تواجه كمائن تمطرها بنيران أبطال الجيش واللجان الشعبية التي احالتها إلى كتل حديدية محترقة بمن فيها وما تحمله..
وتمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من استدراج قوات كبيرة للعدوان باتجاه مطار الحديدة، لكنها فوجئت بتنفيذ عملية التفاف نفذها الجيش واللجان الشعبية قطعت على القوات المعادية المستدرجة طرق الامداد البري وأطبقت عليها الحصار من الطرق البرية ولم يبق لها منفذ امداد إلا من جهة البحر التي عبرها تم اجلاء بعض الجرحى والجثث.. وقد حاول المعتدون فك هذا الحصار بشن العديد من الغارات الجوية إلا أن الطيران قد فشل في احداث ذلك..
ونقلت المصادر ان أبطال الجيش واللجان الشعبية بدأوا بتوجيه النداءات عبر مكبرات الصوت للقوات المحاصرة للاستسلام كي يتم اسعاف جرحاهم الذين صار لهم يومين دون اسعافات.
وفيما اعتبرت مصادر إعلامية أن زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن صنعاء تأتي لتلافي ما تواجهه قوات تحالف العدوان في معارك الساحل من هزائم، إلا أن مصادر سياسية اعتبرت ان زيارة غريفيث من أجل خطته للسلام التي سيقدمها لمجلس الأمن الاثنين القادم.. إلا ان الناطق الرسمي باسم انصار الله محمد عبدالسلام قال: “إذا أراد المبعوث أن يذهب في ذات المسار لولد الشيخ فهو يحكم على جولته ودوره بالفشل المحتوم“.. بينما رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي فقد حمل دول تحالف العدوان مسؤولية إفشال مهمة غريفث ودور الأمم المتحدة باليمن.
مشيراً إلى إن دول العدوان تتعمد التصعيد دائماً عند أي مهمة لأي من مبعوثي الأمم المتحدة لأجل ابتزازه، وليقوم بدور ساعي البريد، يحمل إملاءاتهم ورسائلهم، ومن ثم يُسير بحسب رغبات تلك الدول.
وميدانياً تمكن مقاتلو الجيش واللجان الشعبية عصر اليوم السبت من تدمير عدد من آليات الغزاة والمرتزقة في الساحل الغربي واستهداف تجمعاتهم بصواريخ موجهة وسقوط عشرات القتلى والجرحى.
وقال مصدر عسكري أن مقاتلي الجيش واللجان الشعبية تمكنوا قبل ساعات من تدمير مدرعتين عسكريتين بصواريخ موجهة وإحراق أربع آليات كانت احداهن محملة بالأسلحة والذخائر في جبهة الساحل الغربي.
وأضاف المصدر أنه تم ايضاً استهداف تجمع آليات الغزاة والمنافقين بصواريخ موجهة في جبهة الساحل الغربي وتدمير عدد من الآليات.
وحسب “يمني برس” أكد المصدر سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الغزاة والمرتزقة.
إلى ذلك كان ابطال الجيش واللجان الشعبية كبدوا قوى الغزو والاحتلال في الساحل الغربي عشرات القتلى والجرحى وتدمير عدد من الآليات بطواقمها وما تحمله من عتاد حربي وسقوط اكثر من خمسين قتيلاً وعشرات الجرحى في الفازة خلال الساعات الماضية.
وأكد مصدر عسكري استمرار قطع الإمداد عن قوى العدوان والمرتزقة لليوم الثاني على التوالي مع محاصرة قوات متكاملة في عدد من المواقع.
وأشار المصدر إلى أنه تم خلال معارك الفازة وحدها تدمير ١٣ مدرعة وآلية عسكرية ومقتل وإصابة من كان عليها من المرتزقة.
ولفت المصدر إلى أن العمليات الهجومية الفاشلة التي نفذتها قوى الغزو والاحتلال لمحاولة فك الحصار عن قواتها في الفازة وبإسناد جوي نفذ عشرات الغارات لم يسفر إلا عن مزيد من تشديد الحصار وتضييق الخناق على المرتزقة.
كما أكد المصدر أن الحصار على قوات الغزو في الساحل الغربي محكم من عدد من المحاور مع قطع خطوط الإمداد وفق التكتيك العسكري الذي اتخذته قيادة الجيش واللجان الشعبية من النخيلة والجاح والفازة في عملية استدراج الغزاة وقوى العدوان والتنكيل بهم.
وأوضح المصدر أن حالة الإرباك أصبحت واضحة لدى العدو وقواته.. مبيناً أن قيادة الجيش واللجان الشعبية تكرر على مرتزقة الداخل تسليم انفسهم لتقديم العلاج للجرحى خاصة وأن بعضهم ينزف منذ يومين دون أن يتلقى العلاج أو تحاول قوى الغزو والاحتلال الاهتمام بهم أو دفن الجثث التي تتعفن نتيجة الحر والرطوبة الشديدة.
وأشار المصدر إلى أن التكتيكات العسكرية على امتداد الساحل الغربي تشهد نجاحات كبيرة وأن هذه المرحلة تتركز على استهداف العدو في الكمائن النوعية على امتداد منطقتي الفازة والدريهمي.
وفيما يتعلق بآخر المستجدات حتى مساء اليوم أكد المصدر ارتفاع خسائر العدو في محيط النخيلة والدريهمي والشجيرة بعد تدمير أبطال الجيش واللجان الشعبية لمدرعتين بمن عليهما بالأسلحة المناسبة وأربعة أطقم عسكرية بطواقمها وعتادها الحربي.. لافتاً إلى أن استمرار الحصار على قوات العدو يجعلها فريسة الجوع أو الاستسلام والعودة إلى جادة الصواب أو الغرق في البحر.
وفي اتجاه قد يكون له صلة بمعارك الساحل الغربي وصل إلى العاصمة صنعاء، عصر اليوم السبت، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام.
حيث نقلت مواقع اعلامية ان مصادر سياسية توقعت أن يغادر غريفيث صنعاء، غداً الأحد. مرجحة أن تكون زيارته مرتبطة بخطته للسلام ومعركة الحديدة.
ونقل موقع “يمنات” أن مصادر صحفية قالت ان غريفيث سيناقش في صنعاء تسليم مدينة الحديدة لطرف ثالث بإشراف أممي، بما يضمن بقاء ميناء الحديدة شرياناً للاغاثة وتدفق السلع إلى الكتلة السكانية الأكبر في اليمن.
من جهته علق الناطق الرسمي لأنصارالله محمد عبدالسلام على زيارة المبعوث الأممي بالقول “إذا أراد المبعوث أن يذهب في ذات المسار لولد الشيخ فهو يحكم على جولته ودوره بالفشل المحتوم”.. مشيراً الى ان المبعوث الأممي زار صنعاء لأكثر من مرة والتقى بالمسؤولين لمناقشة رؤية حل سياسي شامل وأن المبعوث الأممي لم يعمل شيئاً حتى الآن وهو يمثل غطاء لاستمرار العدوان ودوره لا يختلف عن سابقه.
ونفى الناطق الرسمي ما تطرحه وسائل اعلام عن مطالبات أو ضغوط مؤكداً أن هذا غير صحيح وغير قابل للنقاش.
من جهتهاستبق رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي زيارة مارتن غريفث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن المقررة السبت بتحميل دول تحالف العدوان مسؤولية إفشال مهمة غريفث ودور الأمم المتحدة باليمن، داعياً مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى إدراك أنه مع كل زيارة له لليمن يتعرض للابتزاز من قبل دول تحالف العدوان على اليمن عبر الإقدام على تصعيد عسكري وإجرامي، يؤطر مهمته في دور ساعي البريد الحامل للإملاءات والرسائل، ليُسير بحسب رغبات التحالف، وهو ما يعني فشله في مهمته.
وقال رئيس الثورية العليا في تغريدات نشرها على حسابه بتويتر مساء الجمعة “إن دول العدوان تتعمد التصعيد دائماً عند أي مهمة لأي من مبعوثي الأمم المتحدة لأجل ابتزازه، وليقوم بدور ساعي البريد، يحمل إملاءاتهم ورسائلهم، ومن ثم يُسير بحسب رغبات تلك الدول”.
وتمنى الحوثي على غريفث إدراك أساليب الابتزاز تلك، وسلوك موقف مغاير لما كان عليه سلفه، قائلاً “نتمنى أن يدرك غريفت أساليبهم، وأن لا يمارس مهمة سابقه “ولد الشيخ” حتى لا يفشل”، معللاً ذلك بالتأكيد على أن “أي تصعيد سينتهي دون تمكن دول التحالف من حسم المعركة مهما تكالبت”.
وخاطب الحوثي غريفيث قائلاً: “نقول لك – كممثل زعموا أنهم داعمون له في العملية السياسية – إن واقعهم عكس تصريحاتهم، وما أشبه الليلة بالبارحة، فالدور الذي سمحوا به لممثل الأمم المتحدة السابق لم يتعد مهنة ساعي البريد، فهو حين عمل على تقديم مبادرته رفضها العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه باعتبارها لا تتفق مع مرتزقتهم الرافضين للقبول باختيار شخص توافقي لإدارة الرئاسة، رغم أنه كان قد تم تشكيل لجان تهدئة، وتمت عملية تبادل للأسرى، واتفق على إطار للحل، لكنهم بمجرد تحقيق خرق لهم آنذاك بالتقدم تبة أو اثنتين في منطقة نهم أعلنوا التصعيد، وخرج الجبير ليقول (إن مطار صنعاء الذي يتم تزويد الحوثيين بالسلاح منه ومنطقة أرحب تحت النار)!، كما قطعوا المرتبات، واستنفروا إعلامهم وجلبوا ببياناتهم، وكل ذلك إمعاناً في تعذيب الشعب وحصاره وتدميره، لكن كانت النتيجة إفشالاً للحل السياسي فقط الذي يعلنون ويدعون التزامهم به”.
وحسب “المنار نت” اختتم رئيس الثورية العليا تغريداته بمخاطبة دول التحالف قائلاً: “فشلتم سابقاً وأنتم بعدتكم وعديدكم، وأنتم اليوم أكثر فشلاً، وتتحملون مسؤولية إفشال مهمة غريفث ودور الأمم المتحدة باليمن أيضاً”.
م.م