البشير يصادر المكافآت ويقدم جنوده وقوداً لمعركة دفاعاً عن دولة أمعنت في التآمر على السودان شعباً وحكومة
القيادة السودانية التي وجدت نفسها خالية الوفاض بعد مشاركتها “الانتهازية” في الحرب على اليمن ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، فشلت كل محاولاتها لترقيع اقتصاد بلادها المتهالك بعد استجداء لم يلق تجاوباً من الحلفاء الخليجيين.
الخيبة الاقتصادية التي تحولت إلى عنوان مفزع للبشير وحكومته، خاصة بعد أكثر من ثلاثة أعوام عجاف، لم يجن منها هذا البشير إلا مئات القتلى من جنود وضباط جيشه الذين حولهم إلى جنجويد، فضلاً عن سخط شعبي يتنامى يوماً بعد آخر، خاصة بعد أن غزا الفقر منازل اغلب السودانيين.
لم يتوقف البشير عن ابتزاز شعبه وجيشه، رغم اخفاقاته الاقتصادية المتوالية، وعندما اقتنع أن الرياض وأبوظبي لن تنظران إلى معاناته الاقتصادية، لجأ إلى الاحتيال على عناصر جيشه الذين كان قد وعدهم عبر حكومته بمكافآت جزيلة بعد عودتهم من اليمن لم تجد طريقها إلىهم، وقد اكتشفوا أنهم وقعوا ضحية اغراءات وهمية لدفعهم للمشاركة في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
وعلمت وكالة الصحافة اليمنية من مسئول في الحكومة السودانية عن إعلان سري داخل الجيش السوداني بخصوص المشاركة في الحرب على اليمن.
وقال المسئول السوداني الذي – فضل عدم ذكر اسمه – أن الحكومة السودانية قامت بمخاطبة وحدات الجيش السوداني بصورة سرية، عن قرارها بمنح أي عسكري سوداني بعد عودته من المشاركة في الحرب على اليمن مبلغ 80 ألف جنية سوداني كمكافأة.
وأكد المسئول أن ما حصل هو العكس، فقد تفاجأ كثيرين ممن عادوا من المشاركة في الحرب على اليمن بعدم التزام الحكومة السودانية بالتزاماتها ووعودها تجاههم، وأنها قامت بعد الضغط عليها بصرف نصف المبلغ – أي 40 ألف جنيه سوداني.
ولفت المسئول في الحكومة السودانية إلى أن حكومة بلاده ورئيسها لجأوا إلى تقديم اغراءات مالية لجنود جيشهم كي يشاركوا في الحرب على اليمن وذلك بعد أن واجه البشير وحكومته ضغوط شعبية وبرلمانية كبيرة تطالبه بوقوف مشاركة السودان ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية وتشن من خلاله حربها العدوانية على الشعب اليمني.
وحسب “وكالة الصحافة اليمنية” يشعر السودانيين أن حسابات البشير الانتهازية كلفت جيشه ثمناً باهضاً، وأنه يتحمل وزر السماح للسعودية والإمارات تقديم جنوده وقوداً لمعركة لا علاقة لهم بها.. دفاعاً عن ذات الدولة التي أمعنت طويلاً في التآمر على السودان شعباً وحكومة.
وقد طالب عدد من أعضاء البرلمان السوداني قبل قرابة الثلاثة أشهر بسحب القوات السودانية المشاركة في العدوان على اليمن مع “التحالف العربي بقيادة السعودية”.
م.م