الإمبراطورية الاستعمارية البريطانية أشد عداوة
المملكة المتحدة، إمبراطورية وصفت بأنها لا تغيب عنها الشمس، وجاء هذا الوصف باعتبارها إمبراطورية استعمارية احتلت أكثر البلدان في آسيا وأفريقيا احتلالاً استعمارياً استكبارياً.
وهي من قبل ذلك بسنين طوال قادت عدة حروب صليبية ضد العرب عامة والمسلمين بوجه خاص، كان إجهاض الدين الإسلام والقضاء عليه أهم أهدافها في جل غزواتها وحروبها الصليبية.. وأنى لها ذلك وأحرار العرب والمسلمين وعلماؤهم يتصدرون الصفوف الأولى لمواجهتها مدعومين بسند شعبي من كل قطر عربي وإسلامي.
فشلت الإمبراطورية البريطانية في النيل من الإسلام كعقيدة ودين، سواءً من خلال غزواتها الصليبية العديدة أو من خلال استعمارها المباشر لبلدان عربية وإسلامية.
الخبث الاستكباري الاستعماري البريطاني لم يستكن لهذا الفشل في النيل من الإسلام والمسلمين فسارع إلى تمويل مراكز الدراسات والبحوث وأنشأ العديد منها، لتكون أهم مهامها البحث عن سبل للنيل من الدين الإسلامي وأهله.. لتأتي نتائج البحث والدراسة بخطط وتوصيات ومشاريع وصلت إليها نتائج البحوث والدراسات رأت أنها ستمكّنها من النيل من العقيدة الإسلامية وخلخلتها، بل والإساءة إليها.
اهتدت مراكز الدراسات والبحوث التي أقامتها إمبراطورية الاستكبار البريطاني إلى أنه لا يمكن النيل من الدين الإسلامي العظيم إلا من خلال خلخلته من داخله وبواسطة المنتمين إليه.
عملت الإمبراطورية البريطانية على استقطاب بعض من ينتمون إلى الدين الإسلامي ممن يتبنون الأفكار المغلوطة وينسبونها للإسلام ومولتهم ووجهتهم وأضافت إلى ما جاؤوا به من أفكار مغلوطة وشطبت من أفكارهم ما لا يخدم توجههم في خلخلة الدين الإسلامي والإساءة إليه.
ولكن التوصيات والملاحظات التي وردت في نتائج البحث والدراسات كانت قد حذرت من هذه الأفكار المغلوطة وأصحابها من أي استقواء أو إمساك بسلطة خشية أن يتمكنوا من ذلك فيصبحوا خطراً على من قاموا بتبنيهم.
فانبثق عن الدهاء الاستعماري الاستكباري فكرة تقسيم الوطن الواحد إلى أوطان لها حدود إعمالاً لشعار (فرق تسد)، وكانت البداية عزل أبناء الوطن الواحد والدين الإسلامي عن بعضهم.. وجعلت من الوطن الواحد أوطان عدة متنافرة وغير متحابة ومحتربة إن أمكن.
ولأن الهدف الأساسي هو الدين الإسلامي والقضاء عليه فقد عمدت – كما أسلفنا – إلى تبني الأفكار الدينية المغلوطة وتوجيهها، ولكي تضمن عدم تشكيلها أية خطورة في المستقبل عمدت أيضاً إلى إنشاء كيانات سياسية مهمتها دعم وتبني نشر الأفكار المغلوطة على أن لا يكون لها أي صلة بالتدين، كما عمدت أن يكون التدين بعيداً عن السياسة، لتضمن بذلك وجود توازن بين الكيانين فلا يطغى أحدهما على الآخر.
ولذلك جاءت فكرة إقامة كيان سياسي في أراضي نجد والحجاز يتوفر له الحماية والدعم الاستعماري الاستكباري البريطاني مقابل الولاء للسياسات والتوجهات الاستعمارية الاستكبارية البريطانية، وتكون أولى مهام هذا الكيان السياسي الدعم المالي والإداري للأفكار الدينية المغلوطة وأصحابها ومن سيقومون بها.. وبالمقابل يكون من أولويات التدين المغلوط التشريع (الديني) لكل ما يحتاج الكيان السياسي إليه من إضفاء المسوح الدينية على سياساته وما يقوم به من خطوات.. فكان إقامة الكيان السعودي في أراضي نجد والحجاز بدعم استعماري بريطاني بموازاة تبني المذهب الديني المغلوط والمتطرف متمثلاً بـ”الوهابية”.
عقلية الاستكبار الاستعماري البريطاني لم تكتف بذلك، بل عمدت على زرع كيان دخيل على الوطن العربي متمثلاً في الكيان الصهيوني الإسرائيلي.. ولذلك جاء إعلان وعد بلفور بإقامة وطن لليهود في قلب الوطن العربي وفي جزء من الأراضي المقدسة.. وندلل على أن إقامة الكيان الصهيوني الإسرائيلي في قلب الوطن العربي هو جزء من المخطط الاستعماري الاستكباري البريطاني جاء في سياق محاولات الاستعمار الاستكباري البريطاني للقضاء على الإسلام بما كان يطالبه الصهاينة من إقامة وطن لهم في قلب إفريقيا واختيارهم “كينيا” كأرض لإقامة وطنهم عليها، إضافة إلى خيار آخر وهو “جزيرة سقطرى” اليمنية التي كانت خياراً آخر لإقامة وطن للصهاينة فيه، إضافة إلى خيارات أخرى غير هاتين المنطقتين كانت مطروحة من قبل الصهاينة لإقامة كيان لهم فيها.
عقلية الاستكبار الاستعماري البريطاني المعادية للإسلام والمسلمين كانت – كما يلاحظ – قد وضعت الخطط كاملة، بجميع تفاصيلها واحتمالاتها.. ونستدل على ذلك من خلال الخطوات المتخذة، والتي تمثلت في: تبني الأفكار الدينية المغلوطة متمثلة بالمذهب الوهابي المتطرف.. ثم في دعم إقامة كيان لآل سعود.. ليأتي بعده بفترة إعلان وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين العربية، وبالقرب من ثالث المقدسات الإسلامية الأقصى الشريف.
كل ما سبق إيراده أعلاه يدلنا دلالة واضحة لا لبس فيها أن أول من يعادي ديننا الإسلامي ويسعى للقضاء عليه منذ الحملات الصليبية الأولى هو الاستعمار الاستكباري البريطاني، وان ظهر حالياً أنه بعيد عن ما يجري من حروب سياسية واقتصادية على وطننا العربي والإسلامي من خلال تصدر الولايات المتحدة الأمريكية للمشهد العدائي للعرب والمسلمين، إلا أن بريطانيا الاستعمارية هي أساس العدوان وأساس ما يحصل في وطننا العربي، وما يحصل لديننا الإسلامي من تشويه وتنفير الناس منه.