أمريكا تسحب البساط من بريطانيا وترمي بكل أوراقها إلى اليمن
عينت الأمم المتحدة (ديفيد غريسلي) منسقا مقيما للشئون الإنسانية في اليمن.
ويحمل (غريسلي) الجنسية الأمريكية، وهو ما يشير إلى رمي واشنطن بأوراقها للعب دور كبير في الملف اليمني، منافسة الدور البريطاني الذي تعزز بتعيين (مارتن غريفيث) مبعوثا أمميا. وتتخذ الأمم المتحدة العاصمة اليمنية صنعاء مقرا لمكتبها في اليمن.
وكشفت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية عن فحوى رسالة حملها المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، (تيم ليندر كينغ) إلى الرياض بخصوص إنهاء الحرب في اليمن.
ووصل (ليندر كينغ) الأربعاء الماضي، إلى السعودية، بعد أيام من قرار الرئيس الأمريكي (جو بايدن)، وقف دعم العمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.
ونقلت المجلة الأمريكية، عن مسؤول مطلع على الرحلة (لم تسمّه) قوله: إن (كينغ يحمل رسالة جديدة للسعوديين بشأن ما يقومون به في اليمن، وإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات).
وأضافت أن (الرسالة ستتضمن شرح أسباب قطع الولايات المتحدة دعمها للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن).
و في السياق، قال (البيت الأبيض) أمس الأول، (سنواصل مساعينا الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب بين الحوثيين والسعودية).
وهو اعتراف أمريكي صريح، بأن الحرب (سعودية يمنية)، وأن شرعية هادي ما هي إلا شماعة لتدمير اليمن، بمساندة من ميليشيات الإصلاح الذين يعملون مرتزقة في صف السعودية التي تدمر بلدهم.
وهو الأمر الذي جعل المبعوث الأمريكي الجديد إلى اليمن، (تيم ليندركينغ)، يكثف لقاءاته في العاصمة السعودية وفي خطوة تكشف مساعي واشنطن التي ظلت خلال الفترة الماضية طرفا في الحرب، لسحب ملف اليمن من أيدي البريطانيين.
وألتقى (كينغ) في أول زيارته للسعودية التي تقود الحرب على اليمن منذ ست سنوات، بالقيادات السعودية شملت وزير الخارجية، ونائب وزير الدفاع، والسفير السعودي لدى اليمن.
وفي أول تعليق على زيارة (كينغ)، المتوقع زيارته لـ(مسقط) حيث يقيم وفد صنعاء ، كشف متحدث باسم الخارجية الأمريكية، وفق ما نقلته صحيفة (الشرق الأوسط) السعودية، الخطوات الأمريكية في اليمن بالصعبة، في إشارة إلى تصلب الموقف السعودي تجاه الرؤية الأمريكية لإنهاء الحرب، والتي ترتكز على إلغاء تصنيف (أنصار الله) من قائمة الإرهاب، وهو القرار الذي ألغته الخارجية الأمريكية يوم الخميس، وكذلك، وقف صفقات الأسلحة للسعودية مع توفير الحماية لها، وفق ما ذكره وزير الخارجية الجديد (انتوني بلينكن).
وألمح المصدر إلى إمكانية استبدال المبعوث الأممي الذي تقارب فترته على الانتهاء على الرغم من محاولة القيادة الامريكية الجديدة طمأنة البريطانيين بالحديث عن دعم الجهود الأممية للسلام في اليمن.
وتشير تحركات (بلينكن) الأخيرة إلى أن إدارة (بايدن) التي تعهدت بوقف الحرب على اليمن، تتجه لتولي ملف اليمن سياسيا بعد أن ظل دورها يقتصر على الدعم العسكري للسعودية في حربها التي أعلنت من واشنطن في مارس 2015، وتدخل في مارس المقبل عامها السابع.
وتثير التحركات الأمريكية في ملف اليمن مخاوف البريطانيين الذين أعلنت حكومتهم رفضها مجاراة إدارة (بايدن)، بشأن وقف مبيعات الأسلحة للسعودية، وبما يشير إلى أن بريطانيا التي تحمل ملف اليمن في مجلس الأمن، وتفاوض عبر مواطنها المبعوث الأممي، تحاول البقاء في واجهة الأحداث بالمنطقة، في حال سحب ملف اليمن منها، نظرا لتعثر مسار مبعوثها وازدواجية مواقفها بتغذية الحرب وحمل السلام.