“وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّة”
“وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّة“
الخمس:
هذا الموضوع نقلته من كتابي الذي ما زلت أعمل على ترتيبه ونشره تحت اسم (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّة) وليعلم آل البيت أن الإسلام حرّم عليهم الزكاة تحريم قطعي ولا يجوز لهم أن يقبلوا الهدية إلا بعد إخراج الزكاة منها وحتى لوا عملوا في هيئة الزكاة فلا يجوز لهم أخذ أي شيء تحت بند العاملين عليها أو مرتبات أو غيرها وذلك وفق الأدلة من القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ومن الموضح أدناه أن الخمس فريضة من الله تعالى وإن شاء الله سوف نركز على هذا لأن الكثير لا يؤدي الخمس حقة بينما هو فرض من الله سبحانه وتعالى لقوله (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)).
إن علينا أن نتدبر الآية الكريمة كيف مدلولاتها وكيف وصفها لأنها تحكي عن شيء جلل وأمر من الله سبحانه (إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ)، هنا السياق الحقيقي للآية القرآنية إن كنتم آمنتم بالله فإن الواجب أن تؤدوا هذا الحق ويصرف وفق ما نصت عليه الآية الكريمة ولا يمكن أن تنقل لغير ذلك، وقد يتسائل الإنسان ما هي الموارد للخمس في وقتنا الحاضر حيث لا يوجد غزوات وبالتالي لا توجد غنائم حرب فنحدد في ذلك ان كل ما تنتجه الأرض يعتبر غنيمة ما عدى الزراعة أما الباقي فيعتبر غنيمة والواجب على الحكومة أن تؤدي ما تم تحصيله من المنتجات التي تنتجها الأرض مثل البترول والغاز والضرائب والجمارك وووو الخ وكل ما فرضته الحكومة بدون دليل قرآني أو من السنة فان فيه الخمس ويسلم الى هيئة كفالة الفقراء من المسلمين والفقراء من آل البيت ونذكر الذين لديهم غفلة عن هذا الامر ونطرح عليهم السؤال التالي: لماذا منع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن أهل بيته الزكاة وحرّمها عليهم؟ انه من أجل بقاء الخمس يودي دورة في المجتمع في كفالة الفقراء من البيت وغيرهم من فقراء المسلمين والله حظ على قرابة الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم لقوله تعالى (ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)) رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال ( إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس ، وإنها لا تحل لمحمد ولا آل محمد ). عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: أخذت تمرة من تمر الصدقة فتركتها في فمي ، فنزعها صلى الله عليه وعلى اله وسلم بلعابها ، وقال ( إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة ) وهذا قول الله سبحانه في الخمس وكيفية توزيعه وهذا الأمر الرباني لا يجوز الخروج عنه من قبل البشر لأنه أمر حاسم من خالق هذ الكون في مشروعية الخمس لقوله تعالى (مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7))( أفاء الله عليه أنعم وأعطى من خيرات الارض).
وهل نحرم آل بيت الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهنالك نصوص صحيحة وصريحة فيما انعم على الأمة من خيرات الأرض التي من الضروري أن يكون فيها الخمس ماعدا ما تنتجه الأرض من الزراعة والباقي هي غنيمة من الله تم استخرجها من باطن الأرض، وإذا قلنا مثل غيرنا أن الخمس انتهى بإنتهاء الغزوات فهذ مخالف لأمر الله حسب نص الآية المذكورة انفا وأمر رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي أخرج التمرة من فم الحسن رضي الله عنه. فمن أين يأكل فقراء آل البيت والله قال فيهم (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ)، هل نخالف هذه الآية ونترك قرابة الرسول عليه الصلاة والسلام ونحرمهم هذه المودة ! أيأكل فقراء المسلمين من الصدقات والزكاة وفقراء آل البيت يموتون من الجوع أو يأكلوا من شيء محرم عليهم. إن التحريم من الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام على آل البيت فيه تنزيه لهم وهي عبرة في بقاء الخمس حتى قيام الساعة وبقاء الخمس ليس فضلاً من أحد وإنما أمر من الله ولا يجوز الخروج عنه لأنه حق الفقراء والمساكين والخمس ليس مقتصر لآل البيت وحدهم وإنما لهم الكفاية فمن كان فقيراً منهم يأخذ فقط مثل أي فقير من فقراء المسلمين ولا يُعطى زيادة لقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم الناس سواسية كأسنان المشط، لا فضل لعربي على عجمي، إنما الفضل بالتقوى) والامام الشافعي قال في آل البيت رضي الله عنه:
يا راكباً قف بالمُحصّب من منى * واهتف بساكن خِيفها والناهضِ
سَحَراً إذا فاض الحجيجُ إلى منى * فيضاً كما نَظم الفراتِ الفائضِ
إن كان رفضاً حبّ آل محمدٍ * فليشهد الثقلان أني رافضي
وأشار الشافعي إلى نزول آية المودة في أهل البيت عليهم السلام بقوله : يا أهل بيت رسول الله حبكم فرضٌ من الله. وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: آل محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هم الذين حرمت عليهم الصدقة، وعُوّضوا منها الخمس، وهم صليبة بني هاشم وبني المطلب.
ولا أدعي الكمال فالكمال لله جل شأنه فليلمس القراء الكرام مني العذر .. فإن أخطأت فهو من نفسي وإن أصبت فهو توفيق من الله سبحانه وتعالى.
shababunity@gmail.com
بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد