وداعا ..أستاذنا البروفيسور المؤرخ مهيوب غالب
بالأمس ونحن نستمع في قاعة الشوكاني إلى لجنة مناقشة رسالة الماجستير المقدمة من الباحثة أسماء الثلايا، وفيما كان الدكتور عبد الكريم البحلة عميد الكلية ورئيس لجنة المناقشة يعقب على أحد المناقشين…صمت برهة…وفجأة طلب من الحاضرين قراءة الفاتحة إلى روح الدكتور مهيوب غالب ، معلنا أنه توفى في أحد مشافي روسيا .
– ألقت فاجعة الخبر بظلالها على القاعة التي كانت تغص بالحاضرين، فساد الوجوم ، وخيمت أجواء الفاجعة ومشاعر الحزن، وخرج زملاؤه وطلابه يعزي بعضهم بعضا….انطلقت ذاكرتي مسافرة في عوالم الذكريات التي جمعتني بالفقيد قبل 16عاما، في كلية الآداب عرفته فيها أستاذا وعميدا، وإنسانا ومناضلا وصديقا عزيزا.
الدكتور مهيوب غالب …واحد من القلائل جدا الذين أحبوا الوطن، ومنحوه كل شيء، ولم يأخذوا منه شيئا.
ظل يعمل في صمت أكاديميا يتخرج على يديه كل عام عدد من طلاب الماجستير والدكتوراه بعيدا عن سحرية الأضواء، وظل ينشر كتبه وأبحاثه في صمت أيضا، دون إثارة ضجيج إعلاني حتى في صفحته على الفيس..
ظل حالما بيمن الغد الجميل ..يمن الوحدة والحرية والديمقراطية .. يمن العدل والمساواة…يمن الأمن والاستقرار…يمن كل اليمنيين….
غريبا… غادرنا أمس في صمت ..لم ينصفه الوطن ولم يمنحه شيئا مما يستحقه …
ربما عزاؤه الوحيد أنه واحد من القلائل الذين حفروا أسماءهم في أعلى مقامات الخالدين بما تركوا من تراث فكري سيظل حاضرا في وجدان الأجيال اليمنية المتعاقبة….أجيال الغد التي ربما تلفظ يوما ما لصوص الأوطان، ودعاة التخلف، وتتجاوز الرموز الزائفة وعبادة الأصنام البلهاء لتحتفل برموزها الوطنية والفكرية الحقيقيين ، ولا شك أن أستاذنا البروفيسور مهيوب غالب سيكون واحدا من هؤلاء الرموز وفي مقدمتهم.
رحمك الله وغفر لك وأسكنك فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الأسيف.
د. أحمد النهمي.