موقع أمريكي : الكونغرس بإمكانه إيقاف كوارث الحرب في اليمن
أكد مدير مشروع الأسلحة والأمن بمركز السياسة الدولية، ويليام هارتينج، أن الحرب في اليمن تعد كارثة إنسانية بكل المقاييس، وقال في مقال بعنوان “الكونغرس بإمكانه المساعدة لإيقاف الكوارث اليمنية” نشره موقع “لوب لوغ” إن التدخل السعودي- الإماراتي خلف آلاف الضحايا من المدنيين عبر القصف العشوائي لقوات التحالف، في حين يعاني الملايين من خطر المجاعة وتفشي وباء الكوليرا بصورة هي الأكبر والأفدح في السنوات الأخيرة، فمن الصعب تصور أي سوء قد يحدث أكثر من هذا، ولكنه للأسف من الممكن أن يحدث ذلك، وفي الأفق القريب.
وتابع إنه إذا لم ينجح مارتن غريفيس، المبعوث الخاص للأمم المتحدة باليمن، بإقناع الأطراف المتنازعة بالوصول إلى حل سياسي وغير عسكري، فإن الميليشيا اليمنية التي تقودها الإمارات بصدد مواصلة هجماتها على ميناء الحديدة بما يحيطه من أماكن مدنية والتي توجه إليها النسبة الأكبر من المساعدات الإنسانية العالمية لضحايا الحروب، والتي تعد ضرورية للغاية لدولة تعتمد على الواردات بنسبة 80% من احتياجاتها الأساسية وتؤكد جماعات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية مع مسؤولين بالأمم المتحدة أن أي محاولة للاستيلاء على الميناء من شأنها تعطيل وإعاقة المساعدات الإنسانية..
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية باليمن ليز جراندي: إنه في أسوأ الحالات فإن 250 ألف يمني قد يجدون أنفسهم قد خسروا كل شيء بما في ذلك حياتهم أيضًا.
ويقع ميناء الحديدة حالياً تحت سيطرة الحوثيين والتي تواجهها قوات التحالف والحكومة اليمنية برئاسة هادي الذي تدعمه السعودية والإمارات منذ نشوب الحرب، وبعد النتائج الكارثية التي خلفتها الهجمات الأولية على الحديدة، زادت الولايات المتحدة الضغوط على الإمارات حتى مع تقدمها دون الدعم الأمريكي، فيما قدمت إدارة الرئيس دونالد ترامب “دعماً فاتراً” للجهود السعودية والإماراتية للاستيلاء على الحديدة، في حين كان على ترامب أن يتخذ موقفاً معارضاً تماماً لهذه الخطوة وليس أن يقدم “دعماً فاتراً” للتحالف الذي خلق نتائج كارثية باليمن، وأن على الكونغرس الأمريكي وعلى العاقلين بإدارة ترامب التحرك والضغط بشكل فاعل ومؤثر على السعودية والإمارات.
هذا وقد طالبت القيادة الديمقراطية بمجلس النواب الأمريكي بوقف الهجمات الإماراتية العدوانية بخاصة في ظل تحركها نحو السيطرة على الحديدة، وجاءت تلك الدعوات بقيادة ستيني هوير “ولاية ميرلاند”، وإيليوت إنجل ونيتا لوي نائبا الكونغرس الأمريكي عن “نيويورك”، وآدم شيف عن “كاليفورنيا”، وتيد دوتش “فلوريدا”، حيث دعوا إلى وقف الهجمات السعودية الإماراتية التي تخلف نتائج كارثية باليمن. وجاءت تلك الخطوة من القيادة الديمقراطية في الكونغرس، عقب الخطاب الذي وجهه نواب بكلا الحزبين بمجلس الشيوخ الأمريكي بقيادة تود يونغ وكريس ميريفي بجانب بوب كوكر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ وروبرت مينيديز، وجاء في هذا الخطاب الذي تقدم به في الشهر الماضي، فقد حث أعضاء مجلس الشيوخ أن توقف إدارة ترامب الهجمات على الحديدة من خلال توجيه الدعم لجهود للأمم المتحدة لإنهاء الحرب باليمن.
وطالب ويليام هارتينج الولايات المتحدة بوقف أي مساعدات عسكرية أو صفقات تسليح لكل من السعودية والإمارات، وقال إن الدعم الأمريكي سيهيئ لتحالف الشر التقدم أكثر في هجماته التي تأتي على جثث اليمنيين، وهناك مؤشرات إيجابية لذلك عبر الخطوة التي تقدم بها السيناتور روبرت مينيديز، عضو بارز بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وقيادي بالحزب الديمقراطي، بطلب تعليق صفقة تسليح مطروحة لتزويد تحالف السعودية والإمارات بمزيد من القنابل، معتمداً في طلبه على المخاوف بصدد انتهاك حقوق الإنسان والجرائم الإنسانية في حرب اليمن، وأضاف هارتينج: “يجب أن يتخذ الكونغرس الأمريكي كل جهود ممكنة لوقف صفقة تسليح السعودية والإمارات قبل أن تصل للتصويت، والوقوف رادعاً أمام الكارثة البشرية في اليمن التي خلفها التدخل السعودي والإماراتي”.