مراقبون : مجلس الأمن قد يفوق من غفوته ويتخذ قرارات لإيقاف القتال في اليمن خلال الساعات القادمة
يجري مجلس الأمن الدولي خلال الساعات القادمة تصويتاً على مشروع قرار بريطاني حول الأزمة في اليمن.
ويقوم مشروع القرار البريطاني على مرتكزات إنسانية ، متضمناً دعوة جميع الأطراف إلى إيقاف الاعمال القتالية في الحديدة بشكل فوري، و”إزالة جميع العوائق امام وصول المساعدات الانسانية خلال اسبوعين ” حسب ما نقلته وسائل الاعلام عن مشروع القرار.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تصعد فيها الاهتمام باليمن إلى هذا الحد، بعد مضي قرابة 4 اعوام على قيام دول التحالف بقيادة سعودية وتوجيه امريكي بالحرب على اليمن.
فعلى مدى أربعة أشهر مضت ، خلفت الحرب الكثير من الشهداء المدنين معظمهم أطفال ونساء حسب منظمات حقوقية حتى منتصف أكتوبر الفائت، إلى جانب دمار واسع طال شتى مجالات الحياة في اليمن، وصنع من اليمن أكبر مأساة انسانية على مستوى العالم بحسب التصنيفات الدولية.
ويرى مراقبون أن مجلس الأمن قد أفاق من غفوته تجاه اليمن ، ومنح قضية اليمن اهتماما ، ويرجح البعض أنه قد يكون جاداً أكثر من أي وقت مضى، حيث كان مجلس الأمن خلال الفترات الماضية يكتفي بالاستماع لإحاطات المبعوثين الأمميين، ووكلاء الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية، ومن ثم إبداء الملاحظات، والتوصيات في أحسن الحالات.
ويعتقد عدد من المراقبين، أن تمادي دول التحالف في ارتكاب جرائم الحرب ضد المدنيين اليمنيين، بينما كان مجلس الأمن طوال فترة العدوان على اليمن يتجاهل جرائم التحالف، وسوء تصرفه إزاء الموقف الداعم بالصمت من قبل مجلس الأمن، الأمر الذي تسبب في احراج مجلس الأمن باعتباره اعلى مؤسسة دولية معنية بالحفاظ على القانون الدولي.
ومن جهة اخرى فإن الصمود الذي ابداه شعب اليمن في مواجهة التحالف عسكرياً كان هو السبب الرئيسي في اجبار المجتمع الدولي على عدم الاستخفاف بالشعب اليمني، والتعامل مع قضية اليمن بشكل جاد، بعيداً عن المراهنة على خيارات التحالف ومن خلفها واشنطن على الخيار العسكري بعد ثبت ان ذلك ليس مجدياً في التعامل مع شعب اليمن.
وبالتالي فإن تكدس الملفات امام مجلس الأمن سواء المتعلقة بالإخفاقات العسكرية للتحالف، او تنامي ملف إنتهاكات حقوق الانسان، دفعت مجلس الأمن إلى الدفاع عن سمعته، التي اخذ التحالف يجرها معه إلى مستنقعات انعدام لدى شعوب العالم.
بينما يمثل الحفاظ على دول التحالف في السعودية والامارات من غبائها، في ظل تنامي قوة الردع اليمنية، والتي لن يمر وقت طويل في حال استمرت الحرب، قبل تتمكن قوة الردع اليمنية، من ضرب منابع النفط في السعودية والامارات، والتسبب في شلل للاقتصاد العالمي.