محنة الديمقراطية من أفلاطون إلى الإسلاميين
د. عبدالحميد الأنصاري …
تتعرض الديمقراطية في نسختها العربية لانتقادات متزايدة، وأنصارها الذين كانوا ينافحون عنها يتناقصون، وقد فترت حماستهم لها وبدؤوا اليوم ينادون بأسبقية «شروط الديمقراطية»، على تطبيق الديمقراطية، وكما يقول طرابيشي في «ثقافة الديمقراطية»: الديمقراطية هي إفراز بنيوي متقدم لمجتمعات متقدمة، وقد فهمت الديمقراطية عندنا بأنها ثمرة برسم القطف لا بذرة برسم الزرع، وأنها الحل السحري لمشكلات المجتمع العربي.
ونضيف هنا: إن الديمقراطية ثقافة وقيم وممارسات ينشأ عليها الفرد منذ الصغر قبل أن تكون نظاماً سياسياً، فهي لا تبدأ بشفافية الصندوق الانتخابي بل تربية لا ترى أعلوية الذكر على الأنثى وتعليم منفتح على الآخر وخطاب ديني يحتضن الإنسان لأنه إنسان لا لأنه عربي مسلم، وتشريع لا يفرق بين المواطنين بحسب قبائلهم ومذاهبهم، وقضاء لا يخضع لسلطان أحد، ومناصب ليست حكراً على عائلات معينة، ثم قبل كل ذلك «مجتمع مدني» حارس لقيم الديمقراطية، ديمقراطية العرب اليوم في محنة عظيمة والتحديات كبيرة والإيمان بها قد ضعف كثيراً.