مجلة «نيوزويك» الأمريكية: الكونجرس بغرفتيه وافق على ضرورة إجراء وزير الدفاع الأمريكي تحقيقاً عما إذا كانت أبو ظبي والرياض تخرقان حقوق الإنسان
قالت مجلة «نيوزويك» الأمريكية إن المشرعين الأمريكيين غير المعتادين على الاهتمام بحرب يخوضها جيشهم في أرض بعيدة، باتوا يشعرون بقلق عميق إزاء الدور الذي تضطلع به وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» في الحرب السعودية-الإماراتية على اليمن، والتي تسببت في مجاعة، وأنتجت ما يوصف بأسوأ وباء للكوليرا في التاريخ المعاصر.
وأضافت المجلة أنه لأول مرة منذ شن الرياض وأبو ظبي حربهما على اليمن، يتخذ مشروعون أمريكيون خطوات ملموسة لوقف أو تقييد مبيعات الأسلحة لتلك الدولتين، لأن معظم الضرر الواقع في اليمن -حسب مراقبين- يعود إلى الغارات الجوية التي تقصفها الطائرات السعودية والإماراتية بقنابل أمريكية وبريطانية الصنع، ما دعا منظمات حقوقية إلى اتهام واشنطن بالتواطؤ في معاناة اليمنيين.
ولفتت المجلة إلى سيناتور بارز مثل بوب مينديز حظر في يونيو الماضي بيع أسلحة بملياري دولار لأبو ظبي والسعودية، بينما عبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية السيناتور بوب كوركر، عن شكوكه إزاء استراتيجية التحالف بقيادة السعودية.
وذكرت “نيوزويك” أن الكونجرس بغرفتيه وافق -في إشارة على معارضة الحرب السعودية في اليمن- على ضرورة إجراء وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس تحقيقاً عما إذا كانت أبو ظبي والرياض تخرقان حقوق الإنسان في وقت توفر لهما واشنطن القنابل والطائرات في غارات تستهدف أهدافاً مدنية، وهي جرائم تخرق القانون الأمريكي، وتحرم الدولتين من تلقي مساعدة عسكرية أمريكية.
وفي حوار مع “نيوزويك”، قال ستيفن سيك -سفير الولايات المتحدة السابق في اليمن- إن هذه الشروط التي فرضها الكونجرس على وزارة الدفاع بشأن دعم الحرب السعودية-الإماراتية على اليمن أمر غير مسبوق، ويبرز المعارضة المتنامية لأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، للمشاركة المتزايدة لبلادهم في تلك الحرب.
ونقلت المجلة عن منظمات حقوق الإنسان قولها إن كمية الأسلحة المتقدمة ليست فقط التي تجعل من أمريكا متواطئة في الحرب الإماراتية-السعودية في اليمن، بل نوعية السلاح، إذ تبيع واشنطن ولندن لهما قنابل عنقودية محرمة دولياً، وتتسبب في قتل عدد أكبر من المدنيين.
وتقول لين معلوف -مدير أبحاث الشرق الأوسط في منظمة “هيومان رايتس ووتش”- إنه ليس هناك سبب معقول تسوقه بريطانيا وأمريكا يبرر دعمهما غير المسؤول بالسلاح للتحالف السعودي-الإماراتي.
وتشير المجلة إلى قلق آخر كبير للمشرعين الأمريكيين بخصوص الحرب اليمنية، وهو تزايد الوجود العسكري الأمريكي البري في تلك الحرب بعد كشف المجلة وصحيفة “نيويورك تايمز” عن وجود 50 محللاً استخبارياً وجندياً أمريكياً في جنوب السعودية، للمساعدة في تدمير صواريخ الحوثيين.
ولفتت المجلة إلى أن وجود جنود أمريكيين في الصراع اليمني يناقض تطمينات الرئيس دونالد ترامب بأن مساعدة واشنطن للتحالف تقتصر على الأسلحة والمعلومات، وإعادة تزويد الطائرات بالوقود.
وتطرقت المجلة أيضاً إلى معركة الحديدة، وأشارت إلى إرسال أبو ظبي وزيراً رفيعاً إلى واشنطن لتخفيف حدة معارضة الكونجرس للحملة العسكرية التي تشنها الإمارات في المدينة، لكن المجلة ترى أن الزيارة لها دافع آخر، يتمثل في الحصول على مزيد من الإعانات العسكرية، إذ فشلت محادثات السلام مع الحوثيين.