في الشروط الثقافية للديمقراطية
بقلم الدكتور/ عبد الاله بلقزيز …
ليست السلطة السياسية، في وجه من وجوهها، تعبيراً عن توازنات القوى الاجتماعية والسياسية في مجتمع ما فحسب، ولا تعبيراً عن تناقضات البنى الاجتماعية، مثلما كان يحلو لنيكوس بولانتزاس أن يصفها، فحسب، فتعريفها بهذا المقتضى، وإن هو صحّ، لا يلحظ من عواملها سوى العوامل المادية المباشرة (الاجتماعية والاقتصادية والسياسية)، فيما هو لا يستدخل – في منظومة تلك العوامل – ما هو في حكم التأسيسيّ العميق: العوامل الثقافية. إن استبعاد الثقافيّ في تفسير حالة السلطة، وتحليل مضمونها السياسي، يحجب عنا الكثير من الأبعاد، ويقلل من نسبة نجاحنا في فهم كثير من ظواهر السياسة، والسلطة منها.
يكفينا أن نصف سلطة ما بأنها مستبدة، لنتبين الفارق بين تفسير سياسويّ وتفسير ثقافيّ لاستبدادها. قد يعزو التفسير السياسوي، وهو الغالب على التفكير في مسائل الدولة والسلطة، ظاهرة الاستبداد إلى مصلحة فئوية (طبقية، حزبية، عصبوية..)