غياب الضمير..
مهنة الطب مهنة شريفة ونبيلة، وهي مهنة إنسانية في المقام الأول أساسها الرحمة ورسلها الأطباء الذين يمارسون دورهم بكل إتقان.
ولكن للأسف نجد ان الماديات قد طغت فنجد ان البعض من الأطباء وليس جميعهم
وأشدد على كلمة البعض الذين لم يؤدوا دورهم على أكمل وجه فالعلاقة بين الطبيب والمريض تكاد تكون منعدمة وحلت محلها علاقة مادية حيث ينظر بعض الأطباء إلى مرضاهم نظرة التاجر للزبون فيحاول الطبيب أن يختصر مدة الكشف بأي صورة وفي كثير من الأحيان قد يقوم بكتابة الوصفة الطبية قبل انتهاء المريض من شرح الأعراض التي يشعر بها وقد يبتدع أساليب عديدة لكسب المزيد من المرضى والأموال دون أن يمنحهم جزء من وقته الذي يعتبره ثميناً جدا لقد نسوا وتناسوا أنهم أطباء فأين الضمير وأين شرف المهنة وأين الأخلاق وأين الأمانة بالعمل لقد خالفوا ونكثوا القسم الذي أقسموا به يوم تخرجهم
وبدون شك أن هذه القلّة من أصحاب هذه المهنة المقدسة لا يستحقون لقبها مطلقا، وعليهم محاسبة ضمائرهم ، واتقاء الله أولا وعدم تناسي مبادئ هذه الرسالة السامية التي يجلّها كل أنسان ويجل العاملين في مجالها باستثناء هؤلاء الاقليّة الضئيلة التي لا ضمير لها، ولا انسانية عندها، ولا تؤتمن على شيء، هؤلاء يجب أن ينبذوا من صفوف المجتمع، لأنهم يفتقرون الى الاخلاق والى صفات وركائز هذه المهنة الانسانية، ويترتب عدم ربط اسمائهم وانفسهم وذواتهم مع ذوي هذه المهنة الخلوقين الذين يؤدون رسالتهم بصدق وبأمانة وبإخلاص مع النفس ومع الضمير ومع الناس وقبل كل شيء مع الله سبحانه وتعالى
فلنتكاتف معا ايها الأطباء الأوفياء يا أصحاب الضمائر الحيّة يترتب العمل وبكل صدق لوضع حد لمثل هذه الظاهرة التي تعتبر مرضا فتّاكا للأخلاق، وتعتبر عملية شاذة يجب اقتلاعها من الأعماق، لأنها تتنافى وكل المبادئ الانسانية، وربما تؤدي الى أمور وعواقب وخيمة لأنها قد تحط من قيمة المتعاملين بها وقد تمس ايضا صرحا عميقا من الانسانية ومن مؤدي هذه الرسالة السامية، فكلنا معا نحارب مثل هذه الظاهرة كي لا تطغى المادة على كل شيء، ولنحافظ معا على صيانة الامانة والرسالة كل في موقعه لنحظى بالتالي بمجتمع صالح يخلو من مثل هذه الشوائب المدمرة للأخلاق المدمرة للتعامل الاجتماعي والتي قد تسيء أولا وقبل كل شيء لهذه الرسالة المقدسة.