عظمة رمضان
الصوم هو المدرسة الروحية والخلقية التي يتدرب فيها المسلم على سرعة! لامتثال لأمر ربه وتوثيق الصلة بينه وبين خالقه.. وقد أشار إلى هذا المعنى الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين حيث يقول: المقصود من الصوم، التخلق بخلق من أخلاق الله عز وجل وهذا الخلق هو الصمدا نية والصمد هو الذي يصمد اليه في النوازل والحوائج، وقيل: هو الكامل الذي لا عيب فيه.وفي الصوم اقتداء بالملائكة في الكف عن الشهوات فان الملائكة منزهون عن الشهوات.. والإنسان فوق رتبة البهائم لقدرته بنور العقل على كسر شهواته.. وكونه مبتلى بمجاهد تها فكلما انهمك في الشهوات انحط إلى أسفل السافلين والتحق بمصاف البهائم..وكلما قمع الشهوات ارتفع إلي أعلى عليين والتحق بأفق الملائكة.. فهل: أدركنا الحكمة من الصوم؟ فعرفنا ان الصوم يصلنا بالملاءالاعلى.. ويعدنا اعدادأ قويأ لتقوى الله عز وجل، واننا عن طريق الصوم نستطيع التخلص من شرور النفس وعلل القلب وصدق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اذ يقول: الصوم جنة.. أي وقاية فاذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث، أي يفحش في القول ولا يفسق وانسابه احد او قاتله فليقل اني صائم، والذي نفسي بيده لخلوق فم الصائم اطيب عندالله من ريح المسك.. وذلك لان الصائم يدرك تمامأ حقيقة الصوم ويعلم تمام العلم حقيقة الصوم ويعلم تمام العلم ان الصوم معناه ضبط النفس عن الشهوات.وان الصوم يعود المسلم الحياء من ربه والمراقبة له في امره وهو قريب الرجوع الى الله بالتوبة الصحيحة.كما قال الله تعالى: ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذاهم مبصرون.. وفي الحديث الشريف من صام رمضان ايمانأ واحتسابأ غفر له ما تقدم من ذنبه .. وفي الحديث القدسي كل عمل ابن أدم له إلا الصوم فإنه لي وانا اجزي به. اجل فإن الصوم يعود المسلم دوام الحذر ومراقبة الله عز وجل ومراجعة النفس في كل احوالها وذلك هو معنى التقوى في قوله سبحانه وتعالى لعلكم تتقون.فإذا حصل الفرد منا على التقوى وأدركها فقد ادرك الخير كله وظفر بالسعادة كلها..واذا فاتك ذلك فقد اضعت عملك كله سدى» وكنت ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم : «كم من صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش وكم من قائم ليس له من قيامه إلا التعب.والمتقون هم الذين نزع الله عن قلوبهم حب الشهوات فإذا نزع قناع الشهوة عن المرء صار عمله لله وقوله لله وكل امره لله ووصل عن طريق التقوى الى درجة الكمال.هذاهوالصوم كما فهمه الرسول الكريم وكما جاء به القرآن الكريم وكما يحب ويرضى، فما احرانا ان نغتنم هذه الفرصة فنجعل الصوم رياضة روحية تكبح جماح نفوسنا وتعدنا اعدادأ طيبا للانتصار على الباطل والوقوف مع الحق.. وتنزع من قلوبنا كل هيمنه لمن عدا الله وماعداه.. وتملأ جوانحنا امنأ وإيمانأ وتوجد حلاوته في قلوبنا وتظهر آثاره على جوارحنا وتطبعنا بطابع الايمان في سلوكنا العام والخاص.ان الصيام على عظمته مدخل الى تحقيق ما يريد الله عز وجل منا في هذا الشهر، لقد اراد الله سبحانه ان يكون شهر رمضان مدرسة للمسلمين لتقوية ارادتهم ورفع مستواهم في التعامل مع السنن لالهية والروحية الاسلامية والسلو ك الاسلامي ليكون ذلك زخما لهم طيلة العام..ولذلك كان دورشهر رمضان في بناءا لارادة مهمأ لانه ممارسة عملية حسية ونفسية في اختبار الأ رادة وتقويتها.ونصيحة للجميع حكاما ومحكومين ان يغتنموا فضائل هذا الشهر الكريم والاستفادة من دروسه لمراجعة النفس وحسابها وتقوى الله في الرعية وا لسير بما يصلح شؤون الامة ويحمي ويحفظ. كرامتهم وحقوقهم .والله من وراء القصد هو حسبنا واليه المصير.. وهو المستعان