شوحطة
” شوحطة ” محمود ياسين رفيق وعي استخرج طاقته بصورة ساخرة تتجاوز بحرية رتابة الأخلاق الزائفة ، لدى يمني تقع الزلات ضمن خيار النضج عنده، و طريقة احتجاجية ضد نسيانات العالم الإقصائي لريفي يقبع شِيلانه رؤوس لحظة القات و انتشائه، و تسيل الدماء من مواقفه النهائية ساعة الغضب .
تنز رغبة الريفي بمخيال جنس لا يتوقف.. أكثر من رفقة منكر نفسه.
الجنس لدى الريفي تعبير للحراثة والارتباط بالأرض مضاجعة تامة عنده .
تثبت كم الحكايات السردية و الأقوال الحكيمة الناعمة المتواردة ذلك على لسان الأرض ، وكم قضايا هائلة تخاصم و تصل بالفلاح للموت في سبيل الأرض، هذا ليس مجرد قلة وعي او شيئا من الجهل الذي يمكن إلقاءه كما يعتقد الكثير من المثقفين قدرما هي علاقة بالأرض تتعدى أهمية الولد للأب .
لذا، حكايات و رويات ملحمية يكتبها ساردي العالم الى ما لانهاية ، ويتطرقها التأويل المعرفي والفلسفي والشعري و النقدي و جميعها تبجل هذه العلاقة بفخر ، و تجدها عند ياسين سلسة بقدر تجربته الشخصية الحية كريفي يمني تتواشجها مواجيدنا لأنها تتشابه لدى أبناء الريف مغامرات نشأتهم و شبابهم بنفس التلكؤات و الخسرانات وللفوز عندهم كلواعج ظفر ملك بالفرائس .
” شوحطة” تبادل اكثر من هزء مع العالم بينه وماضيه ، على سبيل إجراء حصر للمسترويات بأثر الأمكنة التي بهتت فيها عزيز الذكريات ، تحوم رواية ياسين ﻵداء فريضة التمرد بتوتر منتصف الليالي الحالمة ، اقصد في اللحظة المستعدة للتضحية نزولا عند رغبة الأماسي الباردة ، و احيانا تخميسة غيمة مرت سطوع منتصف الشعبانية فيحدث استحمام ملهوف لليالي الشريدة .
من جبل ما قطف ياسين ليلة مظلمة لتصانيف الحاجة ومسلتزمات الابتهاج بأعواد قات مسروق ، و العزي تعبير متعال لريفي امتلئ بالمعرفة و الإطلاع متجاوزا تعقيدات احساس الحداثة في ممارسة مثقف المدينة في إدراك تجربة الواقعية ، وتقديراته القاصرة تجاه مستوى معرفي مقابل في الريف حيث لغبار الأرض معنا وللضباب تخصيبات التوكل على الله في تواثق معطاءه بكل اخطائها لكن بجمال قطرة صباح اختصرت الشمس فيها نفسها.
عالم القرية مخيال روائي و شاعرية تتفننها زخات الخضرة تجسيدا للعطاء المكتسب من أمنا الأرض و التصاق مباشر بالحقيقة .
اعرف أحمد الزراعي الشاعر الذي خبره الريف والعكس “بسالة “و اندهاش للمرايا التي تعذبها كلماته النقية الواشعة كعذق الخريف ، الا ان الكتابة عن رحلة عجائب الشعرية بشكله العياني المباشر ، مفارقة زراعية من نوائح العرب الى مرافئ حداثوية لكن بنكهة وادي كاذية.
فيما تبقى الكتابة عنه قاصرة أين كان انطباقها الفني وتقنيات التيه الهرمينوطيقي المتكسر في بروقها كلما صعدنا مجهولات تأويل استطيقا التذوق الجمالي لبنية الصورة ‘حقيقة انعكاسها الإبداعي المنتج .لكنني اعده بشعور فائض في دراسة متواضعة ارجوا ان احاوي بها صيرورة مدهشة بتلك الرهافة الشعرية العجيبة .
انا ذكرت شوحطة هذا في دراسة نشرها الصديق عبدالمجيد التركي في ملحق اليمن اليوم الثقافي ، و حتى قلت أن الإسم و صفاته و سلوكه في رواية الهزء تكاد تكون نفسها لشوحطة يمني بتجسيد واحد مضحك جدا وغريب في كل المناطق وبالتواجد الوظيفي ذاته