سلطنة عمان تقود جهودًا لرأب الصدع واستئناف مشاورات السلام بين الأطراف اليمنية
قالت مصادر مطلعة ، اليوم الثلاثاء، إن سلطنة عمان تقود جهودًا لرأب الصدع بين الأطراف اليمنية واستئناف مشاورات السلام، وذلك بعد أيام من فشل جولة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة صنعاء.
وأوضح المصدر للأناضول أن “مسقط قامت بالترتيب لعقد لقاءات بين طرفي النزاع اليمني، وتم من أجل ذلك استدعاء وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، في مقابل حضور ممثلين عن وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح”.
ولفت إلى أن “اللقاءات ستكون برعاية من سفراء الدول الكبرى، وإشراف الأمم المتحدة”.
وأمس الإثنين، التقى وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، في مسقط، وزير الشؤون الخارجية العمانية، يوسف بن علوي، وبحث معه “العلاقات الثنائية بين البلدين وجهود إحلال السلام”، وفقا لوكالة “سبأ” اليمنية الحكومية.
وذكرت الوكالة، أن المخلافي ناقش مع بن علوي “تداعيات محاولة اغتيال مبعوث الأمين العام للأمم المتحده إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ والذي تعرض لها أثناء زيارته للعاصمة صنعاء”.
وقال بن علوي إن “سلطنة عمان تبذل جهوداً من خلال الأمم المتحدة لإعادة الاستقرار في اليمن”، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وأضاف المسؤول العماني أن “اليمن بلد شقيق وجار تجمعنا به صلة قرابة وجوار (…) ونحن مع الشرعية فهي ضمان استمرارية الدولة”.
كانت مسقط احتضنت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لقاءات جمعت وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، بممثلين عن الحوثيين، وتم الخروج حينها بخارطة طريق لحل الأزمة اليمنية سُميت بـ”اتفاق مسقط”، لكنه لم يعرف طريقه للتنفيذ بسبب عدم وجود ممثلين للحكومة الشرعية فيه.
وفي 24 مايو/أيار الجاري غادر المبعوث الأممي صنعاء، دون تحقيق تقدم في المفاوضات مع تحالف الحوثيين وصالح، وقبيل مغادرته وعقب انتقادات من قبل قيادات حوثية واتهامه بـ”عدم الحياد”، تعرض ولد الشيخ، في صنعاء، لاعتداء من قبل متجمهرين؛ حيث تم رشق موكبه بعلب المياه المعدنية، وإطلاق النار على سيارته وسيارة مرافقيه، وفق مصدر أممي للأناضول.
وقادت الأمم المتحدة ثلاثة جولات من المشاورات بين أطراف النزاع في اليمن، لكنها لم تتمكن من تحقيق اختراق نحو حل الصنزاع سياسيا.
ومنذ 26 مارس/آذار 2005 يشن تحالف عربي، بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن، لدعم القوات الحكومية في مواجهة مسلحي الحوثي وصالح، المتهمين بتلقي دعم عسكري من إيران.
وأودت هذه الحرب حتى الآن بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص، أغلبهم مدنيين، وجرحت عشرات الآلاف، وشردت قرابة ثلاثة ملايين من أصل 27.4 مليون نسمة، وفق الأمم المتحدة.