سفينة النجاة للوطن وللشريكين
– إن الحفاظ على الشراكة بين الأنصار والمؤتمر تفرض نفسها بالقوة والفعل، حماية من العدو الخارجي المتربص بالجميع.
ولكن وما أدراك ما لكن؟
استمرار تحالفهما في ظل هذا الفساد القائم وتبادل التهم والتنصل عن المسئولية، لئن حماهما من العدو الخارجي، فلن يحميهما من طوفان الغضب الشعبي الهادر، وستندلع ثورة شعبية كاسحة تعصف بهما.
إذن فإن العدو من أمامكم والبحر الهائج بالعواصف من خلفكم
وسفينة النجاة لكم و لهذا الشعب الذي قدم من الوفاء والصمود ما تعجز عن وصفه حكايات الأساطير. ليست بالخطابات وحدها، بل بالتطبيق الفعلي لمضامين مواجهة العدوان، والاحتكام لقرارات الشعب وليس للخارج، وتفعيل النظام والقانون، وتحمل المسئولية بصدق وإخلاص وأمانة.
– سفينة النجاة تبدأ بالوقوف على أهم القضايا المثارة التي يتبادل فيها الطرفان التهم بالفساد، مثل أسعار الغاز والبترول والديزل
– لماذا سعر الغاز ب4000ريال، فيما يقول عبده بشر وزير الصناعة أن قيمتها الحقيقية للمستهلك، بعد كل الإضافات عليها هو مبلغ 2000ريال.ومثل ذلك البترول والديزل وغيرهما.
أين تذهب هذه الفوارق ولصالح من؟
– سفينة النجاة يصنعها توازن القوى بينكما الذي يجب النأي به عن التسابق على ما تبقى من فتات السلطة وإصدار القرارات والتعيينات خارج القانون والتنافس على الزعامة ، وتوجيه حيوية هذا التوازن في الوقوف الجاد والصادق حول الإيرادات ومن يوصلها للبنك، ومن يستغلها لنفسه، ويتلاعب بها، وعدم الاستخفاف بهذا الشعب العظيم والصابر.
– عليكم أن تفهموا أن هذا الشعب سيصمد إلى جانبكم مهما لحقه من الأذى وانقطاع المرتبات بشرط أن تكونوا على الدرجة نفسها صدقا ووفاء وأمانة في تحمل المسئولية وإدارة الموارد بنزاهة وشفافية، بحيث يكون الجميع شركاء في المعاناة وشركاء في التضحية، شركاء في الموارد مهما كانت شحيحة وقليلة لا فرق بين هذا ولا ذاك.
– عليكم أن تتأكدوا أنكم إذا ظللتم على هذا الحال فإن الغضب الشعبي لن يستمر طويلا، فلا فرق حينئذ عنده بين عدو خارجي يحتل أرضه، ومستبد داخلي ينهب قوت أطفاله، ولا مبرر أبدا في الخضوع لأحدهما.
أيها الشريكان:
– آلية اجتثاث الفساد ليست مجلس الحكماء، ولا اللجنة الدائمة، فلا تحملوهما ما لا طاقة لهما به، وغاية ما يستطيعانه هو الاستماع لكلماتكما والتصفيق لها ،بل لا بد من آلية حقيقية تستطيع القيام بواجبها على الوجه الأكمل بنزاهة وشفافية …
آلية فاعلة وقادرة على الوقوف في وجه تجار الحروب والفاسدين ….آلية مهنية وطنية تستطيع صرف رواتب الموظفين، ودعم صمود الشعب و ومواجهة العدوان والانتصار للوطن….