رايتس ووتش : هجوم ضحيان جريمة حرب تضاف لسجل التحالف الشنيع في قتل المدنيين
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، المعنية بحقوق الإنسان، التحالف بقيادة السعودية بارتكاب “جريمة حرب” إثر غارة استهدفت حافلة على متنها أطفال شمالي اليمن في أغسطس / آب الماضي.
وقُتل 26 طفلا وأصيب 19 آخرون في غارة استهدف حافلة في سوق ضحيان المزدحم في شمالي اليمن.
وقال بيل فان اسفليد الباحث في المنظمة إن “هذا الهجوم إضافة جديدة لسجل التحالف الشنيع في قتل المدنيين في حفلات الزفاف والجنازات والمستشفيات والمدارس في اليمن”.
وأضاف قائلا “إن الدول التي لديها معرفة بهذا السجل ممن تزود السعوديين بالقنابل قد تكون متواطئة في الهجمات المستقبلية التي تقتل المدنيين”.
وتفيد تقارير بأن الولايات المتحدة ستسلم أسلحة حديثة بقيمة 7 مليارات دولار إلى السعودية والإمارات. وذلك بحسب بيان منظمة هيومن رايتس ووتش.
اعتراف
وكان التحالف قد اعترف بأن الغارة الجوية التي أسفرت عن مقتل العشرات كانت “غير مبررة”، وتعهد التحالف بمحاسبة المسؤولين عن هذا الخطأ.
وقال التحالف في بيان بهذا الشأن إنه “سيواصل مراجعة قواعده الخاصة بالاشتباك للحيلولة دون تكرار مثل هذا الخطأ”.
وجاء في بيان للتحالف نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن: “قيادة القوات المشتركة تعبر عن أسفها لتلك الأخطاء، وتقدم تعازيها لأهالي الضحايا وتضامنها معهم وتتمنى للمصابين الشفاء العاجل”.
وأضاف البيان أن التحالف سيتخذ “كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة كل من ثبُت ارتكابهم أخطاء وفق الأنظمة والقوانين المتبعة في مثل هذه الحالات، مع الاستمرار في مراجعة قواعد الاشتباك وتطويرها بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث”.
وأعلن التحالف عن منح مساعدات للمتضريين بالتعاون مع الحكومة الشرعية في اليمن.
وقد أسفرت الغارات الجوية التي شنها التحالف الشهر الماضي عن مقتل 51 شخصا.
حملة انتقادات
ويأتي هذا الاعتراف النادر، من التحالف، بوقوع أخطاء في الغارات الجوية بعد حملة من الانتقادات الدولية بهدف التخفيف من خسائر الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وقال التحالف المدعوم من الغرب وقتها إن غاراته استهدفت منصات صواريخ استعملها االحوثيون المدعومون من إيران لضرب مدينة جيزان جنوبي السعودية، واتهم الحوثيين باتخاذ الاطفال دروعا بشرية حسب زعمه.
وقال المستشار القانوني للتحالف، منصور أحمد المنصور، إن الغارات تمت استنادا إلى معلومات استخباراتية بأن الحافلة كانت تقل قياديين جوثيين، وهو ما يجعلها “هدفا عسكريا مشروعا”، ولكن ما ينبغي التحقيق فيه هو تأخير شن الغارات.
وأضاف في مؤتمر صحفي في العاصمة السعودية: “فريق المحققين يعتقد أنه على التحالف مراجعة قواعد الاشتباك لضمان تطابقها مع القوانين”.
وأوصى المنصور أيضا بأن يحاسب التحالف المسؤولين عن الأخطاء وأن يمنح تعويضات للضحايا.
وكان مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة اتهم في أول تقرير له عن حرب اليمن التحالف بقيادة السعودية وحركة أنصار الله الحوثية بانتهاك القانون الدولي الإنساني. وقال خبراء المجلس إِن ضربات جوية شنها التحالف تسببت في خسائر بالغة في أرواح المدنيين، ربما تصل إلى مستوى جرائم الحرب.
كما شدد التقرير على أن الانتهاكات تشمل الاعتداءات الجنسية وتجنيد الأطفال بصورة خاصة.