خطر إماراتي يتوجس بالاخوان المسلمين والسعودية تخطط لاجتثاثهم والمعادلة الداخلية تلفظهم
فقد شنت قيادات الاخوان المسلمين ( حزب الاصلاح ) هجوما عنيفا ضد سياسات دول التحالف وخاصة الامارات وتجاوزتها في اليمن والذي يرجع لتغريدات ومنشورات القيادية في حزب الاصلاح توكل كرمان والقيادي خالد الانسي والاعلامي احمد الشلفي وغيرها سيكتشف مدى التغير التي احدثته الازمة القطرية في مواقفهم.
فهل سنشهد تغيرا في التحالفات ونشهد مثلا دعم وتوافق اماراتي وسعودي ومصري وبحريني للقوى المحلية في الجنوب وفي الشمال بمافيهم تحالف صالح والحوثي بمحاولة التخلص والقضاء على حزب الاصلاح في اليمن وعمل حد نهائي لتواجد الاخوان المسلمين في اليمن وكل الادوات التابعة لقطر وتركيا في اليمن ؟؟؟ ،
وهل ستقبل السعودية وتتخلى عن محاذيرها في الحفاظ على التوازن الداخلي في اليمن وبحيث تسمح بإسقاط قوة في مقابل تضخم قوة اخرى قد تشكل عليها خطرمستقبلا فهي تمارس سياسة اضعاف الجميع لكن مع بروز الازمة القطرية هل ستتخلى السعودية وتسمح بتغير التوازن العسكري في الشمال لصالح تحالف ا(لحوثي صالح ) بعد القضاء على حزب الاصلاح؟
ام انها سوف تبقي على القوى القبلية في حزب الاصلاح وتضحي بالجانب العقائدي لكي لايختل التوازن لصالح الحوثي عدوها اللدود بحيث تسمح. فقط لعفاش وحزبه منفردا بوراثة حزب الاصلاح وحسم الصراع لصالحه بدون تدخل الحوثي بالاشتراك مع قوى جنوبية أخرى ..
في المقابل ماذا ستكون خيارات حزب الاصلاح لمواجهة هذه التحديات وهو الذي استشعر منذ البداية هذا الخطر وكان متوجسا للوصول الى هذا الوضع عندما خاطب اليدومي الامين العام لحزب الاصلاح قبل عدة أشهر أوسنة دول التحالف وترجاهم بإن لايتركوه في منتصف الطريق .. كما انه اصدر اكثر من بيان بفك الارتباط مع جماعة الاخوان المسلمين ونفيه اكثر من مره بانه لايرتبط حزب الاصلاح باي علاقة بالتنظيم العالمي للاخوان المسلمين وذلك لكي يتجنب هذه الموقف في مواجهة الامارات والسعودية ويعيد تثبيت الجسور التي انقطعت مع السعودية .
السعودية التي ترغب في اجتثاثه بعد كل الذي حصل منه في (الربيع الاخواني ) ولكنها الى الان مبقية عليه لغرض التوازن مع الحوثي وطبعا رغم كل مافعله حزب الاصلاح لم تشفع له عند السعودية والامارات ولم تنطلي عليهم تغيراته السياسية وإعادة تموضعه .
اليوم وحزب الاصلاح يواجه هذا الموقف الذي لايحسد عليه في المعادلة الداخلية في اليمن ماذا لديه من خيارات ؟؟ فالخطر الاماراتي وكل القوى المسلحة التي كونتها وتدعمها الامارات في الجنوب اليمني تتربص به والحوثيون يتحينون الفرصة للاجهاز عليه والتمدد على حسابه ومصادرة املاكه واستثماراته الاقتصادية اضافة الى الخطر الكبير الذي يمثله الرئيس صالح وحزب الموتمر عليه الذي يرغب في سحق الاصلاح لينتقم لنفسه منه من الضربات الموجعة التي سددها له حزب الاصلاح اثناء تصدره في قيادة ثورة عام 2011 ضد صالح وحزبه بما يعرف الربيع العربي او الاخواني.
حزب الاصلاح في اعتقادي كان مدرك الى حد كبير لهذه الاحداث ونية دول التحالف ضد اليمن التي ستتخلص منه بمجرد مقدرتهم بالتخلص من (الحوثي ) فعمل على الانسحاب التدريجي في كثير من المحافظات ودخل في مرحلة الكمون الاختياري والابتعاد عن تصدر الاضواء في القيادة الميدانية في قتال تحالف ( الحوثي صالح ) وخاصة في جبهة تعز وغيرها لكنه ابقى على تواجده القوي في جبهة مارب التي يوجد بها الثروات النفطية والغازية والكهرباء لتكون اوراق في يده يساوم عليها وبالتالي احتفظ بقواته في هذه المحافظات من الاستزاف واستبعد من اجندته السياسية والعسكرية خيار الاندفاع الى صنعاء او صعده وليس ببعيد عليه ايضا ان يدفع بكل قواعدة الحزبية المدنية لتتواري خلف او تحت جناح اي حزب اخر بما فيه حزب المؤتمر الشعبي العام اذا ما تكالبت عليه القوى الخارجية والداخلية ليبقي نفسه بعيدا عن خطر الاجتثاث الفعلي .
والجدير بالذكر ان حزب الاصلاح يمتلك في اليمن استثمارات إقتصادية ضخمه تجعل من كل الاحزاب والقوى الفاعلة على الساحة ان تسيل لعابها على املاكه الضخمة والسيطرة عليها بالاضافة الى وراثة نفوذه السياسي وملئ الفراغ الذي سيحدثه كمونه الاختياري وفي مقدمتهم الحوثين وعلي صالح وقد يودي ايضا هذا الى تفجر صراع بين هولاء الاحزاب والقوى على كعكة الاصلاح.
دول التحالف العدواني ضد اليمن وهي نفسها دول الحصارضد قطر قد صنفت جماعة الاخوان المسلمين كجماعة ارهابية بعد تفجر صراعها مع قطر وبالتالي فلا مستقبل للاخوان المسلمين وحزب الاصلاح في اليمن وخاصة اذا ما حققوا هذه الدول انتصارا في اليمن او استمروا في هذه الحرب ودعموا خصوم الاصلاح (الاخوان المسلمين) في اليمن لسحقهم لكن صمود وتماسك الحلف القطري التركي الاخواني وعدم سقوطة او ضعفه قد يغير من تلك النتيحة و يحافظ على بقاء كل الاحزاب التي تتبع الاخوان المسلمين في الدول العربية متماسكه وموجوده بما فيهم حزب الاصلاح في اليمن..
لكن نعود ونكرر انه قد يكون السبب الذي يدفع دول العدوان على اليمن ( دول الحصار ضد قطر ) على الابقاء على حزب الاصلاح (الاخوان المسلمين ) وعدم مهاجمته واجتثاثه او حله نهائيا هو عدم مقدرتهم الى الان على الحاق هزيمة قاسية بالتنظيم الحوثي او اجتثاثه والذي كان يعد الهدف الرئيسي كما بينه احمد العسيري الناطق الرسمي لعاصفة الحزم في بداية عدوانهم على اليمن ..
فهل سوف نشهد مثلا تعاونا خفيا او من تحت الطاوله بين حزب الاصلاح والحوثين برعاية قطرية ومباركة ايرانية؟ وذلك لتقاطع المصالح بينهما في هذه الفترة ووفقا للمتغيرات ؟
في الاخير يبقى حزب الموتمر الشعبي العام في راي الشخصي الذي يمارس سياسة وسطية معتدله ويقبل بالجميع في صفوفه ويحتفظ بتواجد له في كل المحافظات الجنوبية والشمالية ويمتلك شبكة قوية من العلاقات العامة والمصالح في الداخل وفي الخارج هو احد اقوى الرهانات عند الدول الخارجية بما فيها الامارات والسعودية وامريكا وبريطانيا وحتى روسيا وايران والصين. ليقوم بلعب دور كبير في اي تسوية قادمه كونه احد ابرز قلاع الصيغة الحاكمة المستقبلية المقبولة في اليمن من هذه الدول وخاصة ان هناك رصيد كبير يمتلكه من العلاقات معهم والتي تعطيهم الضمانات الكافية لحماية مصالحهم في اليمن وقد خبروه كثيرا في الماضي .
وسوف يكون له دور كبير في التسوية السياسية للحرب في اليمن وطبعا بالاشتراك مع قوى جنوبية وقد يستمر التحالف مع أنصار الله وبحيث يكون المؤتمر الضامن والمطمئن لهم تجاه طموحات أنصار الله السياسية والاقليمية لان حزب المؤتمر قد يكون من وجهة نظر هذه الدول مقبول في اي تمدد له في اي محافظة ولا يشكل ذلك اي حساسيات مذهبية مثل بقية المكونات السياسة والعسكرية في التمدد في هذه المحافظات وخاصة المحافظات الوسطى والجنوبية والشرقية وهو ما يعول علي خبرة قيادة المؤتمر في المساعده على إنهاء الحروب فيها …
وفي تصوري أن الرئيس السابق علي صالح وقيادة المؤتمر يستعدون من قبل عدة اشهر ومستمرون بشكل يومي في تهيئة حزب المؤتمر للعب هذا الدور وما نراه من تحرك تنظيمي وسياسي وإعلامي لحزب المؤتمر على قدم وساق الا ليكون مستعدا لهذا الدور .
تبقى كل ما ذكرناه في نطاق التحليلات السياسية والاستنتاجات وليس وفق المعلومات الموثقه ……