حرب اليكترونية: تشويش روسي لتعطيل أجهزة القوات الأميركية المنتشرة في سوريا
كشفت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أنّ القوات الأميركية المنتشرة في سوريا تتعرّض لهجمات إلكترونية روسية، محذرةً من أنّ تداعيات التشويش الروسي على المعدات العسكرية الأميركية قد تكون “فتاكة”.
وأوضحت المجلة أنّ الضباط الذين اختبروا تشويشاً روسياً، المعروف عسكرياً بالحرب الإلكترونية، ينبّهون من أنّه خطير كالهجمات التقليدية التي تُنفّذ عبر القنابل والأسلحة المدفعية، مشيرةً إلى أنّهم يؤكدون في الوقت نفسه أنّ هذه التجربة تتيح للجنود الأميركيين فرصة نادرة لاختبار التكنولوجيا الروسية في أرض المعركة واكتشاف سبل الدفاع عن أنفسهم في مواجهتها.
وفيما نقلت المجلة عن الجنرال الأميركي، براين سوليفان، تأكيده أنّ جنوده واجهوا “بيئة حرب إلكترونية محتقنة” خلال القتال في شمال شرقي سوريا، لفتت إلى أنّه لم يعطِ تفاصيل عن كيفية تأثير التشويش على فريقه.
ونقلت المجلة عن خبراء في الحرب الإلكترونية تأكيدهم أنّ الهجوم قادر على تعطيل معدات الاتصالات وأنظمة الملاحة وحتى الطائرات، إذ أوضحت الجنرال المتقاعدة في الجيش المتخصصة في الحرب الإلكترونية، لوري مو بوكهوت: “تتعطّل الاتصالات فجأة أو تعجز عن طلب إطلاق نار أو التحذير من نيران آتية بسبب تشوّش راداراتك وعدم قدرتها على رصد شيء”.
وفي هذا السياق، بيّنت المجلة أنّ القوات الأميركية المنتشرة في العراق وأفغانستان وبلدان أخرى منذ هجمات 11 أيلول، لم تختبر حرباً إلكترونية، على الرغم من أنّها واجهت قوى غير تقليدية، محذرةً من إمكانية اندلاع حرب في حال ساءت الاتصالات على سبيل المثال.
وكشف الخبير في الأمن القومي والشؤون العسكرية، دانيل غور، أنّ أنظمة الحرب الإلكترونية الجديدة الروسية المتطورة يمكن أن توضع على مركبات كبرى أو طائرات وأن تعطّل أهدافها على بعد مئات الأميال.
توازياً، لفتت المجلة إلى أنّ المحللين يقولون إنّ روسيا تستخدم سوريا بشكل متزايد كأرضية لاختبار الأسلحة الإلكترونية الجديدة، التي طوّرتها موسكو خلال الفترة التي امتدت على مدى السنوات الـ 10 والـ 15 الماضية في مواجهة حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وختاماً، رأت المجلة أنّ النزاع في سوريا أتاح لروسيا فرصة التعرّف إلى كيفية الرد على الأنظمة الأميركية المتطورة على الهجمات الإلكترونية، ونقلت قال الجنرال ريموند توماس، رئيس قيادة العمليات الخاصة الأميركية إنّ سوريا أصبحت “بيئة الحرب الإلكترونية الأكثر عدوانية على كوكب الأرض”.