حتى لا تغيب الأمة.. ويكون الانتصار
من رحم الغسق.. يولد الفجر.. وتشرق شمس الحقيقة بنور الحياة المستمدة بريقها المتألق في سماء الحضارة من مصدرها الأول وينبوعها المتجدد الممثل بنقاء (الشورى) وصفاء (العدل) وبقاء (الخير) يرفد الإنسان أينما كان وفي أي زمان ومكان بالعطاء الأبدي الذي لا ينضب.
علمتنا الوقائع والأحداث أن حبل الظلم قصير.. وأن للباطل صولة ثم يضمحل.. ومع شدة الكرب يكون الفرج.. وإن بعد العسر يسر.. ولكل طاغوت نهاية..
في خضم هذا المعترك الديناميكي المحرك.. تتفاعل الأمة مع معطيات مراحلها العابقة بعطر زهور ربى الجهاد المفروض على الأمة.. وتأتي الثمار كمحصلة نهائية، وثمرة طيبة لسنوات الكد، والجهد، والدم، والعرق..
مع إشراقة فجر 22 مايو سنة 1990م صدرت أوامر المشيئة الإلهية بكلمة كن فكانت عودة الوحدة اليمنية ميلاداً عظيماً لعظمة هذا الشعب الذي أعلن صبيحة ذلك اليوم المشهود التحرر والانعتاق من ربقة الماضي الديكتاتوري المؤسس بالقسر والجوع، والكبت، والخوف، والسادية.. وبذلك استعادت هذه الأمة.. روحها.. ووقفت شامخة كالطود تردد أناشيدها من على قمم أركان العودة إلى الأصل.. أصل الحق في بناء أمة الحق، والخير، والعدل، والسلام.. قاطعة عهداً أمام جلال الخالق تبارك شأنه.. أن لا عودة إلى الماضي الطاغوتي الأرعن..
عظيم أنت يا شعبنا اليمني كل الشعب فحينما اعتراك الخوف.. وانتابتك رعشة الأقدام.. أعلنت البدء في المواجهة.. وكان انعقاد المؤتمر الوطني خطوة جبارة في المسار الثوري الهادف إلى توحد القلوب والعقول بعد أن توحدت اليمن أرضاً وإنساناً.. للمضي قدماً وإلى الأمام.. لتنفيذ كلما تمخض عنه هذا الحشد الجماهيري الكبير من توصيات ومقررات.. ضماناً لإرساء الشورى، والعدل، والخير في ربوع الخضـراء.. رغم العقبات والعراقيل.. والتعتيم الإعلامي. ولأنك قلت وقولك الحق.. وكنت وكان الانتصار.. رمزاً لإرادة هذه الأمة هي من إرادة الله.