جولة محادثات تلوح في الأفق حول اليمن وتحالف العدوان يواصل خروقاته للهدنة
من المتوقع أن يلتئم اجتماع للأطراف اليمنية في الكويت تحت رعاية الأمم المتحدة، في وقت لاحق هذا الشهر، لاستكمال التقدم الذي أحرز خلال المحادثات اليمنية – اليمنية في ديسمبر الماضي، والتي نتج عنها إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في الحديدة.
واتفقت حكومة الإنقاذ في صنعاء وحكومة هادي التي تقيم في الرياض في ختام مشاورات السويد التي وقعت شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي على بدء مشاورات في يناير/كانون الثاني الجاري، وأقر قرارا مجلس الأمن هذا الاتفاق ضمن ثلاثة اتفاقات أخرى متعلقة بالأسرى والمعتقلين ووقف إطلاق النار وإعادة الانتشار في الحديدة وتفاهمات في تعز.
وقال دبلوماسي يمني أن مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن وصل صنعاء، السبت وتوجه إلى الرياض والتقى بالرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي ومسؤولين آخرين يمنيين وسعوديين وسفراء غربيين.
وأضاف دبلوماسي خليجي لوسائل إعلام أن اسم دولة الكويت مطروح لتكون مكاناً للمشاورات المرتقبة نهاية الشهر الجاري.
وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن “وقف الأعمال العدائية في الحديدة لا يزال صامدا”.
هذا فيما واصل مسلحو التحالف خروقاتهم لوقف إطلاق النار بالحديدة خلال الـ24 ساعة الماضية بارتكاب 214 خرقا بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران العدوان الحربي والاستطلاعي في أجواء مدينة الحديدة ومختلف مديرياتها.
وأوضح العميد سريع في تصريح له نقلته وكالة “سبأ” أن مدفعية المسلحين أطلقت 172 قذيفة باتجاه الأحياء السكنية ومزارع المواطنين ومواقع الجيش منها 108 قذائف على شمال وشرق حيس وثمان قذائف هاون إلى قرية الشيخ وغربها و45 قذيفة باتجاه جنوب التحيتا وقذيفة مدفعية حول الكوعي وقذيفة هاون إلى الأمنية وقذيفتي هاون من غرب الكوعي إلى الكوعي وقذيفة هاون على الشجن وقذيفة هاون على شركة تهامة وقذيفة هاون على شركة المقبلي وقذيفة هاون على جنوب سيتي ماكس وثلاث قذائف هاون على الواحة كما أطلقوا 2 صواريخ موجهة من مدرسة خولة باتجاه شمال وشرق حيس.
وأشار إلى أن مسلحي التحالف واصلوا إطلاق النار من مختلف الأسلحة المتوسطة والخفيفة من قرية الشرف إلى كيلو 16 وعلى قرية محل الشيخ ومن شمال الأمنية وغرب وجنوب غرب وشمال الكوعي ومن الخباتية على الدريهمي ومن مثلث حيس على شمال وشرق حيس وتمشيط باتجاه جنوب التحيتا.
وذكر العميد سريع أن طيران التحالف شن 33 غارة منها غارة على الملاحيط و10على باقم و13غارة على البقع وكتاف بصعدة وأربع غارات على حرض وميدي بمحافظة حجة وأربع غارات من طيران استطلاع على برط وغارة على حام بمحافظة الجوف.
كما قتل مدني و أصيب 4 أخرين، ظهر اليوم الجمعة اثر اشتباكات بين مسلحين في مديرية الخوخة، جنوب محافظة الحديدة.
وقد حمل محمد سليمان حليسي رئيس لجنة الخدمات في محافظة الحديدة الأمم المتحدة مسؤولية عدم تطبيق آلية اتفاق السويد وقرار مجلس الأمن وطالبها بإلزام الطرف الآخر بتنفيذ اتفاق السويد، وعلى المراقب الدولي رفع تقريره حول الطرف المعطل.
وأكد مصدر محلي في الحديدة أن الطرف الآخر عاد لمناقشة نصوص اتفاق السويد لا آلية تنفيذه، وهناك تلكؤ ورفض لتنفيذ الاتفاق، موضحاً أن خرق وقف النار مستمر في الحديدة في مختلف مديرياتها وتحليق مستمر لطيران التحالف على مدار الساعة.
وعبر أعضاء المجلس المحلي بالحديدة عن أسفهم لعدم التزام الأمم المتحدة بالآلية المزمنة لتنفيذ اتفاق السويد المحددة على مرحلتين، مؤكدين أن المرحلة الأولى الممتدة لـ14 يوماً والثانية 21 مر منهم 13 يوماً من تاريخ دخول وقف النار حيز التنفيذ.
وأوضحوا إن التحالف لم يقم بأي إعادة انتشار حسب آلية الاتفاق المزمنة الواضحة من موانئ ومدينة الحديدة.
وتعبر من خلال ميناء الحديدة معظم المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان في اليمن.
ومنذ أربعة أعوام شكلت السعودية بدعم أمريكي تحالفا من 17 دولة وشنت عدوانا على اليمن بهدف إعادته إلى هيمنتها بعد ثورة 21 سبتمبر التي أطاحت بأهم عملائها، وبعد أن طالت الحرب وخرجت عنما كان مخطط لها كونت السعودية تشكيلات عسكرية مختلفة ومتعددة الجنسيات، بينهم عشرات الآلاف من المرتزقة المحليين والأجانب من عدة بلدان، بالإضافة إلى عناصر القاعدة وداعش.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى مقتل نحو 10 آلاف شخص في الحرب اليمنية، في الوقت الذي تؤكد فيه منظمات حقوق الإنسان أن عدد القتلى الفعلي قد بلغ 5 أضعاف ذلك.
وقال تجار أوروبيون الخميس إن وكالة مساعدات تابعة الأمم المتحدة اشترت نحو 20 ألف طن من قمح الطحين، تمهيدا لشحنها إلى اليمن في صفقة أبرمت في شهر ديسمبر الماضي.
ووفقا لوكالة “رويترز”، فإن مصدر القمح قد يكون أوكرانيا، مشيرة إلى أن نقل الشحنة سيكون في يناير.
وكانت المنظمة الإنسانية البريطانية “أنقذوا الأطفال” قد حذرت من أن مجاعة تهدد مليون طفل إضافي في اليمن بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وزاد وباء الكوليرا من معاناة المدنيين، الذين يواجهون ويلات حرب مستمرة من جانب تحالف عسكري بقيادة السعودية. ومنذ عام 2016، أثر الوباء على مليون شخص وتسبب في 2,770 حالة وفاة.
ولا يستطيع نحو 16 مليون يمني الوصول إلى مياه صالحة للشرب أو مرافق صحية آمنة، كما لا يعرف 10 ملايين شخص من أين ستأتي وجبتهم التالية.
وتعرض اليمن لموجتين من الكوليرا منذ اندلاع الحرب، وفقا لمنظمة الصحة العالمية وقعت الموجة الأولى بين أكتوبر/تشرين الأول 2016 و26 أبريل/نيسان 2017، حيث تم الإبلاغ عن 25,800 حالة مشتبه بها و129 حالة وفاة وبدأت الموجة الثانية في 27 أبريل/نيسان 2017، وأسفرت عن 1,336 مليون حالة إصابة و2,641 حالة وفاة حتى نوفمبر/تشرين الثاني.
كما أكدت شركة النفط اليمنية أن التحالف السعودي مستمر في حربه الاقتصادية على الشعب اليمني، حيث قام باحتجاز سفينتين رغم حصولهما على تراخيص من الأمم المتحدة.
وقالت الشركة “في الوقت الذي توحدت فيه الإرادة الدولية بمختلف مكوناتها على ضرورة أنهاء معاناة الشعب اليمني وإيقاف الحرب عليه، وأكد مجلس الأمن في قراره الأخير بأنه يجب أن تتوقف البيروقراطية وإزالة العقبات أمام تدفق الإمدادات التجارية والإنسانية بما فيها المشتقات النفطية، إلا أن التحالف وأدواته ما زالوا منهمكين في تحدي الإرادة الدولية ومصرين على استمرار حربهم الاقتصادية ضد الشعب اليمني”.
وأكد البيان أن هذه الممارسات من قبل التحالف تمثل تحدي واضح للأمم المتحدة وخطواتها في إيقاف الحصار، ورفضاً واضحاً لما التزم به التحالف ومرتزقته في السويد فيما يخص الحديدة موانئ ها وكذا سلامة تدفق السلع دون عراقيل.
وطالبت الشركة الأمم المتحدة بإيقاف هذه الممارسات والإيضاح للعالم أن التحالف يعرقل اتفاق السويد ويتحدى قرار مجلس الأمن رقم ٢٤٥١.
كما أكدت شركة النفط اليمنية أن استمرار هذه الممارسات التعسفية ستؤدي إلى إيقاف أمدادات النفط.
وحمل البيان الأمم المتحدة والتحالف السعودي التبعات الكارثية لذلك وما سينجم عنه من توقف للمستشفيات وخدمات المياه والزراعة وما تبقى من صناعة جراء عدم القدرة على إمداد هذه الجهات الحيوية بالوقود بسبب كثرة العراقيل لدخول السفن التي دفعت بكثير من التجار إلى التوقف عن الاستيراد بالإضافة إلى زيادة الكلفة على المستهلك.
من جانبه اعتبر عبد الستار الشميري، رئيس “مركز جهود للدراسات” باليمن، إن مخرجات الحوار الوطني ما تزال الورقة الوحيدة القادرة على حل كل إشكالات اليمن، وما عداها من مبادرات واتفاقات “هامشية”، لأن المخرجات تمت في وقت مثالي بالنسبة للجميع.
وأضاف الشميري في مقابلة مع “سبوتنيك”، “ما حدث في مشاورات السويد هو عملية هامشية ولم تكن تستحق كل هذه المساحة الإعلامية”، فمخرجات السويد هما نقطتين كان يمكن الاتفاق عليهما بدون السويد، وتوفير الجهد والنفقات، وهما قضية الأسرى وميناء الحديدة، ولم يتم الاتفاق في السويد على أي قضية محورية، ذات بعد سياسي، أو تعيد الأمور إلى نصابها أو حتى وقف الحرب، فقضيتا الحديدة والأسرى كان يمكن أن يقوم بها أي وسيط دولي، أو سكرتير في الأمم المتحدة.
وعن اتفاق الحديدة قال اعتقد أن “اتفاق الحديدة سيطول تنفيذه، وسيستغرق عمليا من ما يقارب 7 أشهر”، رغم أن الوقت المحدد له 18 يوما.
وتشكل هذه المفاوضات أفضل فرصة حتى الآن لإعادة تحريك جهود السلام في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية، في وقت تقول فيه منظمات إنسانية إن عدد الضحايا في هذا البلد يفوق بكثير العشرة آلاف قتيل الذين أحصتهم منظمة الصحة العالمية، منذ تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب في آذار/مارس 2015.
الصحفي الأردني عدنان نصار يؤكد أن “التحالف السعودي ـ الإماراتي لم يسجّل أي تقدم مهما طالت أمد الحرب ولن يتمكنّا من النصر في حربها غير المبررة على اليمن، مشيرا إلى أن لحرب شارفت على نهايتها دون أن تحقق أي نتيجة طمحت لها قوات التحالف، فالنصر لم يكن حليفا لأي دولة من دول التحالف، بل على العكس من سجل الانتصار هو اليمن وأقصد في ذلك انتصاره الأخلاقي على عدوان شنه “شقيق وجار”.