تقرير: فرصة تاريخية أمام الأحزاب السياسية اليمنية لتطهير نفسها من رجس العمالة والخيانة
سنوات سبع من الحرب على اليمن يرافقها حصار خانق، ربما كشفت عن معدن الأحزاب السياسية وقياداتها في البلاد.
أدمنت أحزاب العمالة والخيانة والسحت السياسي، والعيش في كواليس الخيانة، وأخرى، ليست أفضل حالا منها، هي فقط، فضلت اللعب على (أرجوحة) المصالح، غير آبهة بما صنعه أعداء اليمن في البلاد من دمار وخراب، وإزهاق لأرواح مئات آلاف من اليمنيين جلهم أطفالا ونساء.
كثيرا من المآسي التي صنعها التحالف الإعرابي الصهيوني في اليمن، يقابلها التهليل والتكبير من قيادات هذه الأحزاب الرخيصة، والتي جعلت من هذه الأحزاب أجداث نخل خاوية.
منذ نشأت الأحزاب السياسية في اليمن.. للأسف لم تسع هذه الأحزاب لبناء دولة النظام والقانون. بل كانت عبارة عن عصابات كبيرة لها ايديولوجيات مختلفة ولا تجمعها مصلحة اليمن، بل مصالح شخصية. كما أن الساحة الوطنية اليمنية لم تكن مؤهلة للقبول بالتعددية السياسية والحزبية، نتيجة للتركيبة الاجتماعية اليمنية المعقدة.
لقد ظلت هذه الأحزاب حبيسة لعقول متحجرة، لا تعرف من الديمقراطية سوى الاسم، ولم يكن الولاء للوطن إلا شعارا سفسطائيا بالنسبة لها، ولذلك، فإنه حين تعرضت البلاد للعدوان، سرعان ما تبخرت هذه الأحزاب وتفككت، وأصبحت أغلبها تدار بعصابات انتهازية، بعد أن دوخوا بعقولنا وشغلونا بالديمقراطية والوطنية لعقود من الزمن. لكن فجأة يكتشف الشعب اليمني أن تلك العصابات التي كانت تدير الدولة اليمنية، لم تكن تحمل مشروع دولة، بل مشروع طغمة فاسدة.
لم نكن نتوقع أن حزبا سياسيا يمنيا كبيرا حكم اليمن لعقود من الزمن يحاول جبلا كبيرا من قادته بيع أنفسهم في بورصة أعراب النفط بثمن بخس. وهناك أحزاب يسارية لطالما أدعت فكر الحداثة، والليبرالية، وغيرها، جميعها تبخرت من الساحة الوطنية، وأقلعت عبر مكوك العمالة لتدور في فلك الانتهازية والخيانة.
ربما أنه نتيجة لفشل الأحزاب السياسية اليمنية في بناء دولة القانون، والنظام، والحكم الرشيد، والعدالة الاجتماعية، فمن الطبيعي أن نرى الصور المأساوية والسيناريوهات المحزنة التي تحدث اليوم في اليمن. ليصبح المجتمع اليمني فريسة، وضحية لتحالف أعرابي جلف يدعمه الصهاينة.
ربما أن الأحزاب السياسية اليمنية كبيرها والصغير، اختطت مسارا واحدا، ولم تترك فرصة للشباب كي يمسكوا بزمام الأمور ويحدثوا نقلة نوعية في مجال العمل السياسي والوطني ونشر ثقافة الرأي والرأي الآخر.
اليوم، هذه الأحزاب بعد أن تكشفت عوراتها، هي أمام فرصة تاريخية لتصحيح أوضاعها من خلال تطهير نفسها والتخلص من الأوساخ التي علقت بها، خاصة وأن تلك الأوساخ ظاهرة للعيان. فقط، ما على القيادات الحزبية الصامدة في الداخل إلا أن تصارح قواعدها بأنها جديرة في قيادة دفة هذه الأحزاب، والخروج من مهانة الولاء لقيادات ناسكة في معابد العدوان.
الفرصة حقيقية، أمام الأحزاب السياسية لتطهير نفسها من نجس الخيانة، هذا إن أرادت أن تصنع لها مستقبلا وتحجز لها مقعدا في الخارطة السياسية اليمنية، وإلا ما هي إلا سنوات قادمة، لن تكون فيها هذه الأحزاب شيئا مذكورا.
=——————-