تقرير: حضرموت في مرمى صراع النفود بين الرياض وأبوظبي
شهدت مدينة تريم بمحافظة حضرموت تظاهرات جماهيرية كبيرة تأييداً للهبة الحضرمية ضد سياسة تجويع المحافظة المليئة بالثروات يتزامن ذلك مع مخاوف إماراتية من إفلات المحافظة النفطية من قبضتها لصالح خصومها السياسيين..
محافظة حضرموت الاستراتيجية والغنية بالنفط تقف اليوم عند نقطة تحول حرجة في ظل تصاعد الخلافات بين الجماعات السياسية والعسكرية المتنافسة والمدعومة من كلٍّ من الإمارات والسعودية.
تتقاسم اليوم الرياض وأبو ظبي السعودية النفوذ في محافظة حضرموت بعد تكشف حقيقة أهداف التدخل في البلاد، لكن الكواليس تكشف عن مساعي كل طرف وعبر أدواتهم للانفراد بالمحافظة الثرية، فقد كشفت الإمارات عن مخاوف من خسارة أتباعها في الانتقالي للمحافظة النفطية الأهم شرق البلاد، بالتزامن مع انضمام قوى جديدة للحراك الذي تشهده المحافظة.
صحيفة العرب الممولة إماراتيا أكدت أن عودة حسن باعوم مؤسس الحراك الجنوبي إلى حضرموت قادماً من مسقط وانضمام (أحمد عبيد بن دغر) رئيس شورى هادي يؤكد وجود ما وصفته بمخطط مدعوم من قطر وسلطنة عمان لتكرار سيناريو المهرة وشبوة في إشارة إلى استكمال السيطرة على هذا الإقليم الذي يتمتع بمزايا استراتيجية وثرية بالنفط والغاز.
الإمارات كانت قد وجهت أتباعها في حضرموت بمنع دخول باعوم إلى المكلا في وقت بدأت فيه حراكاً يقوده الانتقالي لتحقيق اختراق عبر ما يصفها بانتفاضة القبائل والتي ينفذها مسلحوه منذ أيام عبر قطع الخطوط الرئيسة بين حضرموت والمحافظات المجاورة.. وبالتزامن مع حراك الطرفين أتباع الإمارات وتحالف عمان – قطر بدأ الإصلاح أيضا تحركات لإنشاء تحالفات دينية جديدة وتجديد تحالفه بالجماعات السلفية من استضافة مؤتمر الدعاة والعلماء في سيئون بغية تجنيد المزيد من المؤدلجين لتعزيز قبضته على هذه المنطقة الاستراتيجية.
تجتهد الرياض على دعم ميلشيات مرتبطة بهادي في الشمال في سيئون ووادي حضرموت.. وفي المقابل تدعم الإمارات قوات النخبة الحضرمية التي يتم نشرها على طول الساحل الجنوبي للمحافظة وقد أكسبها ذلك نفوذا جيوسياسيا بشكل غير مباشر على الموانئ التجارية والمواقع العسكرية ومحطة النفط في بئر علي، فضلاً عن اكتساب عمق استراتيجي نحو المحيط الهندي.
ومهما تعددت أوجه الخلاف بين الحليفتين إلا أنهما قد تتوصلان إلى حل سياسي وتوافق بشكل غير رسمي لتعزيز مجالات نفوذهما داخل المحافظة من أجل تحقيق مصالح كل منهما، غير أن أدواتهما السياسية وميلشياتهما المحلية لن تكون حريصة على التسوية لأنها تحاول الاستفادة من فوضى الحرب والمحسوبية الخارجية..