أخبار عربي ودوليالكل

تقرير: تأثير فوز الديمقراطي بايدن على الحرب الكارثية في اليمن

مع مرور أيام قليلة على الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، تظهر استطلاعات الرأي أن نائب الرئيس السابق (جو بايدن) في المقدمة.

قد يكون لإنهاء رئاسة (ترامب) تداعيات كبيرة على السياسة الخارجية، خاصة في الشرق الأوسط، حيث استثمر البيت الأبيض بكثافة في شراكة واشنطن مع السعودية. يمكن لرئاسة (بايدن) المحتملة أن تغير العلاقات الأمريكية السعودية بطرق رئيسة، وهو السيناريو الذي يثبت عدم ارتياحه لولي العهد (محمد بن سلمان)، في حين أن (بايدن) ليس حمامة، إلا أنه سيعيد دبلوماسية أكثر تماسكاً واستراتيجية إلى السياسة الخارجية للولايات المتحدة، إذا دخل (بايدن) المكتب البيضاوي في  يناير 2021، فمن المرجح أن يسعى إلى العمل بشكل وثيق مع المؤسسات الدولية القائمة منذ فترة طويلة مثل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي لمعالجة القضايا الدولية.

عندما يتعلق الأمر بالمملكة السعودية والتزامها (أو عدم التزامها) بمعايير الدبلوماسية العالمية، فقد يسعى (بايدن) إلى وضع بعض الخطوط الحمراء مع (محمد بن سلمان)، في تناقض صارخ مع (ترامب). سيكون هذا صحيحا بشكل خاص في قضية (جمال خاشقجي)، وهي قضية ستستمر في اللعب داخل الولايات المتحدة ودوليا في عام 2021.

ولعل أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل القيادة السعودية تخشى فوز (بايدن) مرتبطا بإيران وكيف يمكن أن تتحسن علاقات واشنطن مع طهران إذا أصبح نائب الرئيس السابق قائداً عاماً في العام المقبل.

فيما يتعلق بالحرب الكارثية في اليمن. سيكون لليمن أهمية خاصة في إعادة تعريف العلاقات الأمريكية السعودية؛ فطوال حملته، صرح (بايدن) مراراً وتكراراً أنه يسعى إلى إنهاء الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن داعياً إلى إعادة تقييم علاقة الولايات المتحدة بالمملكة العربية السعودية.

كالعادة، لم يتم بعد تمييز خطاب الحملة عن السياسات الفعلية. ومع ذلك، إذا قامت إدارة (بايدن) بتأخير أو إلغاء أو تجميد مبيعات الأسلحة للسعوديين دون اتفاق سلام أولا في اليمن، فإن الرياض ستشعر بشكل متزايد بالضعف أمام (أنصار الله) الحوثيين. ومع ذلك، فإن مثل هذه الخطوة من جانب إدارة (بايدن) من المرجح أن تجعل السعوديين مقتنعين بأنهم بحاجة إلى التفاوض بشأن خروجهم من اليمن.

يمكن أن تؤدي إدارة (بايدن) إلى مزيد من التدقيق الأمريكي في المملكة السعودية بشأن مجموعة من القضايا من مقتل (خاشقجي) إلى الحرب الكارثية في اليمن.

من الآمن أن نقول إن المملكة الغنية بالنفط لن تكون أول زيارة رئاسية لـ(بايدن) ولن يرقص بالسيف في الرياض في أي مرحلة من رئاسته. وبالمثل، على عكس (ترامب)، من غير المرجح أن يمنح (بايدن) (محمد بن سلمان) ميزة الشك في قضايا مختلفة، مثل قضية (خاشقجي).

ومع ذلك، تحت السطح، ليس من الواضح إلى أي مدى ستغير رئاسة (بايدن) أياً من أساسيات الشراكة الأمريكية السعودية. بعد كل شيء، سيحتاج (بايدن) إلى العمل مع الرياض بشأن مجموعة من القضايا في الشرق الأوسط التي تهم واشنطن بشكل كبير، من اتفاقيات التطبيع العربية الإسرائيلية إلى محاربة داعش ومواجهة إيران. في حين أن التغييرات في الشؤون الثنائية يمكن توقعها إذا خسر (ترامب)، مع قيام العديد من المؤسسات القوية بأدوار مهمة في العلاقات الأمريكية السعودية، فمن غير المرجح أن تنتهي الشراكة نتيجة لدخول رئيس جديد المكتب البيضاوي.

*موقع “انترناتونال بوليسي” الأمريكي

=

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى