تعزيزات تتبعها تعزيزات وآخرها السودانية لمعركة الحديدة.. فما هو مصير 20 ألف مقاتل؟!
منذ هزيمة قواته في معركة منطقة كيلو 16 التي تربط محافظة الحديدة بالعاصمة صنعاء في 13 سبتمبر الماضي، لم يتوقف التحالف (الإمارات) عن إعلان إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة لاقتحام مدينة الحديدة، بالإضافة إلى إعلانه في 18 من الشهر ذاته إطلاق عملية عسكرية واسعة بقيادة قائد جديد لقوات التحالف العميد الإماراتي علي الطنيجي خلفاً للعميد الإماراتي عبدالسلام الشحي الذي لم يعرف مصيره وسط أنباء عن مقتله في معركة مطار الحديدة في يونيو الماضي.
ورصد “المراسل نت” خلال الفترة بين 13 سبتمبر و9 أكتوبر، إعلان دول التحالف إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة لاقتحام مدينة الحديدة آخرها تعزيزات من القوات السودانية التي تزامنت مع تصريحات وزير الدفاع السوداني بأن قواته ستقاتل مع التحالف حتى آخر جندي سوداني.
تلك التعزيزات تعاقبت قنوات السعودية والإمارات الإعلان عنها نقلاً عن مصادر عسكرية بالتحالف، فمثلاً أعلنت قناة سكاي نيوز الإماراتية أن ”ألوية العمالقة ترسل تعزيزات عسكرية جديدة إلى أطراف مدينة الحديدة استعداداً لانطلاق عملية عسكرية لتحرير المدينة” كما أعلنت القناة ذاتها ”وصول تعزيزات عسكرية كبيرة الى جنوب وشرق الحديدة تشمل عشرات الدبابات والمدرعات”.
كذلك قناة العربية السعودية تولت الإعلان خلال هذه الفترة عن تعزيزات أخرى بينها خبر يفيد بأن ”التحالف والشرعية يعلنان عن دفع تعزيزات عسكرية ضخمة نحو الحديدة” مشيرة إلى أن التعزيزات “تحتوي على معدات عسكرية وأسلحة نوعية ثقيلة وأفراد من الجيش تمهيداً لاقتحام الحديدة وتحرير الميناء”.
خلال الفترة ذاتها أذاعت قناة سكاي نيوز الإماراتي خبر يفيد بأن “تعزيزات من الاسلحة الثقيلة تدخل خط المواجهة في الساحل الغربي” وبثت صوراً لدبابات ضخمة فرنسية الصنع دخلت لأول مرة في معركة التحالف في اليمن.
وفي وقت لاحق أعلنت القناة الإماراتية أن “الوية العمالقة ترسل تعزيزات عسكرية نحو مركز الدريهمي لاستعادة السيطرة” وأن تلك التعزيزات انتشرت في الجبهة الشمالية للدريهمي” أي جنوب مدينة الحديدة.
وتولت قناة العربية السعودية الكشف عن آخر تلك العزيزات بخبر يفيد بأن ” التحالف يدفع بتعزيزات عسكرية من القوات السودانية الى جبهة الحديدة”.
ما هو مصير 20 ألف مقاتل؟
اللافت أن التحالف مع بدء تصعيده الثاني في أغسطس الماضي أعلن بدء معركة الحديدة وحشد 12 لواءً عسكرياً مكونة من 20 ألف مقاتل، بالإضافة إلى هذه التعزيزات الجديدة، وهو ما يثير تساؤلات كبيرة حول مصير الآلاف من القوات الموالية للتحالف المتواجدة في الساحل الغربي.
ويوضح مصدر ميداني لـ”المراسل نت” أن معلومات موثقة أحصتها الاستخبارات العسكرية لقوات صنعاء (الجيش والحوثيين) تفيد بمقتل وإصابة ما يزيد عن 8 آلاف من أتباع التحالف منذ يونيو الماضي، فيما كانت منظمة أطباء بلا حدود أعلنت أنها في الشهر ذاته فتحت مستشفى ميدانياً جديداً في الخوخة التي يسيطر عليها التحالف وقالت إن هذا المستشفى وحده يستقبل قرابة 3 آلاف جريح من أتباع التحالف في الشهر الواحد 60% منهم عادة ما تكون إصاباتهم قاتلة.
وكان أحد العائدين من جبهة الساحل الغربي كشف لـ”المراسل نت” الكثير من المعلومات التي اطلع عليها خلال قتاله مع التحالف بينها أن المئات من عناصر قوات طارق صالح الموالي للإمارات ينسحبون شهرياً من الجبهة، مشيراً إلى أن ذلك أغضب الإماراتيين الذين تراجع اعتمادهم على تلك القوات ويصفون عناصرها بأنهم يخافون الموت في المواجهات مقارنة بعناصر ألوية العمالقة ذوي الخلفية العقائدية السلفية.
استعانة التحالف بقوات سودانية في المعارك التي يحضر لها خلال الأيام الماضية سببها أيضاً الخلافات التي طرأت على المشهد في جنوبي اليمن الذي كان يمثل خزاناً بشرياً للإمارات لتجنيد آلاف المقاتلين الذين انسحب المئات منهم استجابة لدعوات قبلية في الجنوب اعتبرت أن الزج بالشباب الجنوبيين في محارق الشمال وخصوصاً الساحل الغربي لا يخدم القضية الجنوبية.
كما أعلنت وسائل إعلام موالية للتحالف خلال الأيام الماضية انسحاب المئات من المقاتلين الجنوبيين الموالين للإمارات من الساحل الغربي بسبب التوتر القائم بين حلفاء الإمارات وحكومة هادي في عدن التي تشهد توتراً كبيراً وتحشيداً متبادلاً تمهيداً لجولة دموية جديدة على غرار ما حدث في يناير الماضي.
(عن “المراسل نت”)
م.م