بين الحرية والارتهان
بين الحرية والارتهان (قال عنتر بن شداد يوم طلب منه استعادة ما نهبه المهاجمون على بني عبس قال ان العبد لا يجيد الكر وانما يجيد الحلب والضرع) ومصطلح الاستعباد يشمل كل ما يرتهن الانسان له ماديا او معنويا واذا اسقطنا هذا التشبيه على واقعنا السياسي في اليمن فيبرز لنا مشهدين:
اولا ـــ مشهد ارتهان لمصالح تدفع له من عبدربه منصور هادي والبعض الاخر اراد ان يستغل هادي ويستثئر بالمال العام والقرار السياسي باسمة وجميع هؤلاء يتحكم فيهم هذا السفير او ذاك ولم يدركوا هؤلاء المرتهنون ان هذه الدول قد خسرت وخسر من راهن على انتصاراتهم خسر هذا الفريق الاستكبارين والاستخباري وملحقاتهم المعارك المتنقلة من غزة الى جنوب لبنان وسوريا والعراق واليوم اليمن على وشك اللحاق بهذه المعارك لجيوش الارهاب التكفيريين صناعه المخابرات الغربية الصهيونية وادواتهم في المنطقة وارهاب اعلامهم المتمثل بذلك في قناة الجزيرة والعبرية (العربية) فهل يستفيق هؤلاء المراهنون من رهاناتهم الخاسرة ويستفيدوا من دروسها وعضاتها وعبرها ويدركوا قدرة الله وفاعلية قانون سننه وتأثيرها على الفعل البشري ….. ؟؟؟
ثانيا ــــ المشهد الثاني مجموعه من الناس امنوا بالله وحرية الانسان وتحرره من التبعية والارتهان للخارج ورفض الخضوع والارتهان لغير الله وارادة الشعب وصلابه الرجال المؤمنة بالله كما امنت من قبلهم فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله هنا المفارقة في الرؤية ووضوح الايمان الذي لا يقهر الا حينما يتراجع ذلك الوضوح والايمان في مسار قيمة الربانية ويسلكوا مسالك من انحرف من قبلهم وهنا سيطبق عليهم قانون السنن الرباني كما طبقت على رسول الرحمة المهداة للعلمين في معركة احد وحينين انني لا اخشاء على انصار الله من مؤمرة اعدائهم بقدر ما اخشاه من تراجع سمو تلك القيم التي انطلقوا وضحوا بعشرات الالاف من الشهداء والجرحاء ونصرهم الله من اجلها من هذا التراجع ان حصل من هنا سيبدأ الانحدار بقدر فاعلية تأثيره على فاعلية الخير داخلهم ……
انني اعرف بعض الزملاء وصفاء ايمانهم بالمشروع الوطني والشراكة الوطنية فإنني ادعوهم الى خيار ثالث للانطلاق منه وهو التحرر من تبعية قرار الاحزاب اذا لم يستطيعون تحريرها الى موقع نرى منه الحق والحقيقة التي تحمي وطننا ومستقبل الاجيال القادمة ونبني هذه الكتلة الوطنية لتؤيد الحق والحقيقة وترفض كلما يتعارض معها بعيدا عن تاثير الارتهان للمصالح الذاتية او لقوى الهيمنة وانني على ثقة بان هذا المنطلق هو ما يعزز ويحمي المشروع الوطني من اي انحراف ويحصن الوطن من التدخل الخارجي والصراع الداخلي ….
علينا ان ننزل الميدان لنتنافس بالقيم لا بالغرائز واذا حملنا هذه القيم سنقول للخارج لاء واي انحراف لانصار الله سنتصداء له ونحن نستند الى ايماننا والقيم التي نحملها وشعبنا الذي سيقف معنا كما هو واقف اليوم مع انصار الله نتيجة لانحراف القوى السياسية التي خبرها وجربها الشعب اليمني مهما تعالا صوتها وارتفعت جعجعة طواحينهم الإعلامية فالحق والحقيقة والقيم هي التي تنتصر والله غالبا على امرة . .