“بلاك ووتر” (تيمنن) مرتزقتها بأقل تكلفة والإمارات تستخدمهم في اليمن والصومال وجيبوتي
محمد علي المطاع
في بداية عدوان التحالف السعودي على بلادنا برز إلى الواجهة دخول مرتزقة إحدى الشركات التي تعاقدت معها الإمارات للقيام بمهام عسكرية في اليمن.. ولم يعد سراً ما حدث لمرتزقة الشركة الأمريكية المؤجرين للإمارات في اليمن.. حيث تم حصد العديد منهم من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية، إضافة إلى ما حصداه صاروخي دوشكا “صحن الجن” مارب، و”وادي الجن” المخا محافظة تعز.
وبعد هاتين العمليتين توارى الحديث عن شركة “بلاك ووتر” ومرتزقتها المؤجرين لدول في تحالف العدوان السعودي على اليمن.. ليطفو مجدداً على السطح من خلال الحديث والكشف عن أسرار إجراء صفقات تعاقد للشركة مع قيادات جنوبية..
تقرير نشره موقع “وكالة الصحافة اليمنية” كشف صفقات ذات سرية خاصة تعاقدت فيها شركة “بلاك ووتر” الأمريكية مع قيادات جنوبية، أسست الشركة الأمريكية بموجبها ألوية عسكرية ذات ولاءات متعددة.. في صفقات بموجبها نجحت الشركة في تأسيس أكبر جيش لـ”المرتزقة”، تقوم بتحريكه تنفيذاً لأجندات أبوظبي، ووفرت الشركة بموجب تلك الصفقات الآلاف من العناصر المحلية للقيام بمهام أبوظبي في المناطق التي تدعي بأنها محررة.
وذكر التقرير أنأبرز الشخصيات الجنوبية اللواء عيدروس الزبيدي الذي التقى الرئيس التنفيذي لشركة “بلاك ووتر” إريك دين برنس أثناء زياراته إلى أبوظبي.
يمننة مرتزقة “بلاك ووتر”
ومضى التقرير إلى القول: يرجح البعض أن زيارة “الزبيدي” إلى واشنطن قبل عامين، وهي الزيارة التي أحيطت بسرية، ولم يلتقِ فيها أياً من الشخصيات الرسمية في واشنطن، كانت زيارة خاصة لترتيب وضع “بلاك ووتر” في المحافظات الجنوبية في اليمن، والتي بدأت بعد الزيارة مرحلة الاستقطاب للمقاتلين الجنوبيين والشروع في بناء تشكيلات عسكرية وأمنية قوامها 32 لواءً في المحافظات الجنوبية.
وأضاف التقرير أن تلك القوات وجدت فيها “بلاك ووتر” ضالتها، ومن خلفها أبوظبي، في تنفيذ المهام العسكرية والأمنية والاستخباراتية، ليس في اليمن وحسب، بل تعداها إلى دول القرن الأفريقي، وهو ما أكدته معلومات عن “تنفيذ أبوظبي مهاماً في الصومال وجيبوتي بوحدات جنوبية”.
كما أن تلك القوات وخلال العمل الأمني والعسكري في السنوات الماضية، أصبح لديها كفاءة جعل من الشركة تستغني عن عناصرها الأجانب في اليمن.
أرخص وأقل كلفة
ومضى التقرير للحديث عما يخص تكاليف تلك القوات قائلاً: تكشف المصادر أن القوات الجنوبية أقل كلفة مقارنة بجنود الشركة من “الكولومبيين” وبقية الجنسيات الأخرى الذين شاركوا في القتال خلال الأشهر الأولى للحرب على اليمن، بأجر يومي 150 دولاراً، مع ضمانات السلامة بعد انقضاء فترة المهمة القتالية، وكفالة عوائل القتلى، فيما يتقاضى الجندي الجنوبي 37 دولاراً، بدون ضمانات، وتلك المبالغ لا يصل للعنصر الجنوبي منها غير الثلث ويتقاضاها شهرياً، وما تبقى يذهب إلى قيادة التشكيلات.
وبحسب المصادر، أن من تلك التشكيلات التي ترتبط بـ”بلاك ووتر” بشكل مباشر “قادة ألوية الحزام الأمني والنخبتان الشبوانية والحضرمية، وقوات الأمن التابعة للواء شلال شايع، وقوات مكافحة الإرهاب التي يقودها يسران المقطري”.
تشكيل وتضليل وحروب قذرة
ومضى التقرير مؤكداً أن كل تلك القوات لا تخضع لقيادة موحدة، ولا يمتلك “المجلس الانتقالي” الحق في توجيهها، كما لا توجد غرفة عمليات مشتركة، وكل قادة الوحدات مرتبطون مباشرة بـ”بلاك ووتر”.
وأضاف: ويؤكد مطلعون أن مرحلة تشكيل تلك القوات رافقها تضليل للجنود الجنوبيين الذين انخرطوا في تلك التشكيلات على اعتبار أن مستقبل تلك القوات هو جيش دولة الجنوب القادمة، ولا يعلمون أن ارتباطهم بشركة أمنية خاصة تمتلك تجربة سيئة في خوض حروب قذرة في كل من العراق وليبيا وأفغانستان، ونفذت جرائم ورفعت شعار “أقتل ثم تأكد”.
وأورد التقرير معلومات حصل عليها ”العربي”، مفادها ان “بلاك ووتر” تدير اثنين من المعتقلات في مدينة عدن، عبر جهازها الأمني في المدينة، ويمارس خبراء الشركة من الجنسيات الأجنبية التحقيق والتعذيب مع المعتقلين.
ويؤكد مراقبون أن فشل الجهود لدمج تلك القوات بالجيش والأمن التابع لحكومة بن دغر يعود إلى ارتباط قيادات تلك الوحدات باتفاقيات تجارية مع “بلاك ووتر”، تمنح الأخيرة بموجبها مبالغ مالية هائلة مقطوعة لتلك القيادات مقابل توفير العناصر البشرية.
وبحسب المعلومات، فإن الشركة تدير جيشاً متنوع الولاءات، وتستخدمه طبقاً لأهدافها، فبعض الوحدات تنتمي للفكر السلفي، والبعض لـ”الحراك الجنوبي”، إضافة إلى وحدات سرية تستخدم في التصفيات والاغتيالات والاعتقالات.
هروب من المساءلة.. وموت بأجر يومي.. وصفقات بالملايين
ونقل التقرير أن مراقبون يرون أن خطورة ما تقوم به “بلاك ووتر” في الجنوب يتمثل في إبعاد أبوظبي عن أي مساءلات قانونية تتعلق بالجرائم المرتكبة خلال السنوات الماضية في الجنوب، بالإضافة إلى عملية خداع وتضليل تمارسها تلك القيادات برفعها شعارات وطنية، من أجل استقطاب المقاتلين، وهو ما لا يعرفه الجنود المنتمون إلى تلك الوحدات، حيث أنهم يساقون إلى الموت في أبخس عملية بيع بالأجر اليومي، بينما تكسب تلك القيادات ملايين الدولارات في تلك الصفقات.
م.م