الهجرة الدولية: قلقون بشأن تأثير تنبؤات المجاعة في اليمن على النازحين والمهاجرين
عبرت منظمة الهجرة الدولية عن قلقها بشأن تأثير تنبؤات المجاعة في اليمن على النازحين والمهاجرين، على إثر بيانات نشرتها الأمم المتحدة مؤخراً، وتظهر مستويات قياسية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في البلاد.
وقالت المنظمة في بيان، إن تلك البيانات تثير مخاوف كبيرة بشأن تأثير الجوع على الفئات الضعيفة بشكل خاص، وخاصة النازحين داخلياً والمهاجرين.
وبحسب المنظمة فقد نزح ملايين الأشخاص في جميع أنحاء اليمن، مع أكثر من 166 ألف نازح جديد هذا العام وحده، في حين تقطعت السبل بما لا يقل عن 14500 مهاجر في البلاد.
وقالت كريستا روتنشتاينر، رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن “إن تأثير تنبؤات الأمم المتحدة بشأن المجاعة سيكون كارثيًا، بل ومميتًا للنازحين داخليًا والمهاجرين، الذين يعانون بالفعل بشدة نتيجة الوصول المحدود إلى الغذاء والمساعدات الإنسانية”.
وبحسب المنظمة، يعود سبب انعدام الأمن الغذائي الحاد في اليمن إلى الصراع المستمر وتدهور الاقتصاد، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأزمة الاقتصادية وتفاقمه جائحة كوفيد -19.
كما أدى ارتفاع تكلفة المعيشة، وانخفاض قيمة العملة، ونقص النقد الأجنبي وانخفاض التحويلات المالية ومحدودية الإيرادات ، إلى جعل الأسر اليمنية غير قادرة على تحمل حتى كميات محدودة من الطعام.
وأضافت روتنشتاينر “أن إنهاء الصراع هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء أزمة الغذاء والنزوح في اليمن بشكل مستدام، والتي دمرت المجتمعات في جميع أنحاء البلاد لمدة ست سنوات بالفعل”.
ووفقاً للبيان، فقد أشار ما لا يقل عن 27 في المائة من النازحين حديثًا في جميع أنحاء اليمن في العام الجاري، إلى الغذاء باعتباره حاجة رئيسية.
والمحافظات التي يشكل الغذاء فيها أولوية للنازحين هي لحج (85٪) وشبوة (67٪) والضالع (59٪) وأبين (58٪)، أما في كل من محافظتي لحج وشبوة، فإن المشكلات الغذائية كانت بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية في الأسواق المحلية.
وقالت المنظمة إن انعدام الأمن الغذائي في غالبية مديريات محافظة مأرب، حيث حدث أكثر من 60 في المائة من حالات النزوح هذا العام ، هو بالفعل عند مستويات الطوارئ (IPC 4)، وهذا أمر مقلق للغاية نظرًا للعدد الكبير من النازحين الذين لجأوا إلى المنطقة والمساعدات الإنسانية المحدودة المتاحة.
وأضافت المنظمة أن أزمة النزوح في مارب تتفاقم بسبب الأعمال العدائية المستمرة، والتي من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الكوارث إذا ما اقتربت المواجهات من المناطق المكتظة بالسكان.
وأشارت “روتنشتاينر” إلى أنه “على الرغم من تجاهل المهاجرين في كثير من الأحيان، إلا أنهم من أكثر الفئات ضعفاً في اليمن، وهناك ضرورة إنسانية لضمان أن تشملهم جميع الخطط للاستجابة لأزمة الجوع المميتة هذه”.
وقال البيان إن المهاجرين الدوليين، لا سيما ما يقرب من 10 آلاف مهاجر تقطعت بهم السبل في عدن ومأرب، في حاجة ماسة إلى الغذاء، بالإضافة إلى المأوى والمياه والرعاية الصحية.
وأضافت أن 60٪ من المهاجرين في مارب لا يحصلون على الغذاء، وفي عدن وحدها، تعمل المنظمة الدولية للهجرة مع حكومة إثيوبيا لتسهيل العودة الآمنة للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) واليونيسيف قد أفادت في الثالث من ديسمبر الجاري، أن تحليلًا جديدًا لتصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل (IPC) “يشير إلى وجود جيوب من الظروف الشبيهة بالمجاعة (IPC) من المرحلة الخامسة قد عادت بالفعل لأول مرة منذ عامين “.
وحذرت المنظمات من أن “عدد الأشخاص الذين يعانون من هذه الدرجة من انعدام الأمن الغذائي الكارثي قد يتضاعف ثلاث مرات تقريبًا” بحلول يونيو 2021.