المملكة تفرغ أحتقاناتها في اليمن.
“المملكة تفرغ احتقاناتها باليمن”
بقلم/ عادل شلي
– ماتشهده اليمن وسوريا والعراق وليبيا هو احد مظاهر غياب الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة.
فعلى الرغم من جمهوريتها ورفعها شعارات الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة الا ان مايحدث داخل هذه الانظمة مغاير للشعارات المرفوعة .
– الامر الذي دفع الاسر الحاكمة في الخليج التي تعاني من مازق وانسداد كبير في انتقال السلطة لتجد فيها بغيتها لتمرير مشروعها الاسري وتابيد السلطة في ابنائها وحرمان شعوبها منها .
– فستغلت الاوضاع لانتاج حالة من الفراغ والصراع والعنف في الدول الجمهورية في المنطقة ليركن المواطن الخليجي للاسر الحاكمة عند ادنى مقارنة بين نظام الاسر الحاكمة للخليج وحالة الاستقرار والرفاه الذي توفرها ، وبين حالة الفقر والصراع والحروب والعنف الذي افضت اليه الاوضاع في الدول الجمهورية في اول منعطف للمطالبة بالديمقراطية.
– وعندما اراد امير قطر نقل الحكم الى ابنه تميم اندلعت الثورات المطالبة باسقاط الانظمة في المنطقة العربية .
وبفضل الهزة التي حدثت في المنطقة تم انتقال الحكم للامير تميم في قطر .
– وشعرت الامارات والسعودية بان دورها حان ، خاصة بعد ان مات الملك عبدالله وسلطان ونايف في فترة قصيرة .
– واصبح نقل السلطة من الجيل القديم الى الجيل الجديد هو الهاجس الاكبر ، والمهمة الاساسية للملك سلمان الذي عمد بدوره لنقل ولاية العهد من الجيل القديم للجيل الجديد.
– ووجد محمد بن زايد الطامح للحكم في الامارات الفرصة مواتيه فدعم هو ومحمد بن نايف ومحمد بن سلمان الثورات المضادة في دول الربيع العربي ، ولما لم تؤتي الثورات المضادة بالنتائج المرجوة ، انتقل الي احداث الزلزال الكبير في السياسة السعودية والخليج وتجاوز السياسة الناعمة الى استخدام القوة والحرب المباشرة .
وادركا غايتهما في اليمن التي لم يتمكن الحكام فيها من قراءت المشهد والمتغيرات.
– فدشن سلمان هو وبقية الانظمة الخليجية – عدى عمان التي لاتعاني من ذات المأزق – حربهم المباشرة في اليمن تحت مسمى اعادة السلطة الشرعية التي تم الانقلاب عليها.
واطلق العنان لعواصف الحقد واحتقان الاسر والمشيخات في الخليج عبر ما اطلق عليه عاصفة الحزم .
– التي بدئت منذ سنتين ولازالت قائمة واحدثت دمار كبير في البنية التحتية وتمزيق النسيج الاجتماعي وعادت اليمن لاكثر من 50 عام للوراء ، وخلفت الفقر والمجاغة والكوارث والويلات.
وكما اتخذ الملك عبدالعزيز من الاوضاع غير المستقرة في منتصف القرن الماضي في اليمن سبيلا لنقل السلطة الي ابنائه هاهو الملك سلمان اخر جيل ابناء عبدالعزيز يستغل صراع القوي الجديدة والقديمة علي السلطة ليدشن مشروعه العاصف لنفل السلطة في المملكة ليكتوي بنارها وويلاتها الشعب اليمني .
ليصنع منه نموذجآ لكل من تسول له نفسه من امراء الاسرة معارضة مشروع سلمان لنقل السلطة الي الجيل الجديد.
– منذ بداية عاصفة الحزم ومحمد بن سلمان هو الحاكم الفعلي في المملكة .
الذي تمكن بفضل الحرب الذي تشنها المملكة في اليمن من اخضاع المعارضين له وتكميم افواههم .
واستطاع من خلال تمزيق الخارطة اليمنية من رسم الصورة المخيفة لما ستؤل اليه المملكة في حال التنازع والاختلاف بين امراء الاسرة من الجيل القديم والجديد على الحكم .
ووجد في قيادات الشرعية محسن وهادي وقيادات الاصلاح بغيته لرسم نموذج مفزع ومخيف لما سيئول اليه حال امراء الاسر الحاكمة في السعودية والخليج في حال التنازع والخلاف علي الحكم .
وتمكن من حشد مراكز القوي داخل الاسرة وخارجها خلف محمد بن سلمان ومحمد بن نايف وطوى للابد صفحة الجيل القديم ، وسواء ال الحكم لمحمد بن سلمان او محمد بن نايف فقد تمكن سلمان من نقل الحكم للجيل الجديد .
– ومقارنة بسيطة بين ما الت اليه الاوضاع في اليمن بسبب العجز عن نقل السلطة من الجيل القديم الي الجيل الجديد.
ستكون النتيجة لصالح الاسر والمشيخات الحاكمة في المملكة ودول الخليج .
وسيكتشف المواطن البسيط ان الاوضاع بالمملكة والخليح هي اشبه بالجنة مقارنة بجحيم اليمن .
وكما استلم فيصل واخوته الحكم من ابيهم عبدالعزيز في 1953م
هاهو محمد بن سلمان – الذي يحاول ان يستلهم شجاعة فيصل وحنكته وحرصه علي مملكة عبدالعزيز – سيقود الدفه هو وابن نايف وامراء الجيل الجديد الي 2050م كما قادها اسلافهم من قبل .
– وستعصف التحولات التي ستطرا على الاسرة الحاكمة في المملكة الان على اليمن كما حدث في القرن الماضي .
– واذا لم يفطن اليمنيون للامر فسيظل الصراع محتدم وتتسع ساحة الحرب في اليمن ولن تستقر الاوضاع حتى يتمكن الجيل الجديد من التخلص من الجيوب المعارضة لانتقال الحكم وفق مخطط الملك سلمان.
– وبصورة اكثر وضوحآ ستظل اليمن الساحة التي يصفي فيها ال سعود حساباتهم مع كل من يعارض مخططاتهم في الماضي والحاضر والمستقبل.
***