المجلس السياسي الأعلى.. النصر الذي أكمل الهزيمة
ليس غريباً على شعب عظيم له من الحضارة والأصالة والتاريخ والمواقف والمشاهد ما يجعله في الصدارة منذ العقود الأولى من الزمن حتى اليوم.
وليس بجديدٍ على شعب يخترع المستحيل ويبتكر المعجزات أن يصنع لنفسه نصراً عظيم كعظمته وأن يهزم العالم ويفرض خياراته الخاصة.. فقد علمته الأحداث وأجبرته الأوضاع والظروف على أن يكون كذلك.
واستكمالاً للمعركة العسكرية والصمود الأسطوري والثبات البطولي للجيش واللجان الشعبية في ميادين الشرف والبطولة وجبهات العزة والكرامة يشرق الشعب اليمني الصامد والصابر ومكوناته الوطنية بصنع نصر سياسي مكمل للمشهد العسكري ويفاجئ العالم بخيارات جديدة تكسر شوكة العدوان السعودي الامربكي وتخلط أوراقه بتوافق وطني والتوقيع على وثيقة اتفاق جديدة بين القوى الوطنية الرافضة لمشروع الهيمنة والاستكبار تمكنه من الصمود ضد العدوان السعودي الأمريكي والمتمثلة بانصار الله وحلفاؤهم وحزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤهم وتؤسس لمرحلة شراكة حقيقية تدير البلد وترعى مصالحه..
وبهذا قُهر العدو واكتملت الهزيمة وسقطت تعويلاته وفشلت مخططاته وبلغت الحكمة اليمانية ذروتها وأظهر العقل اليمني بكل رجاحته بعد ان تقاربت الرؤى وتوافقت الأفكار واتحدت الأهداف والمقاصد واتفقت القوى السياسية الوطنية بجميع توجهاتها على عزة الوطن والمصلحة الوطنية وتمخض عن ذلك الإعلان عن تشكيل المجلس السياسي الاعلى والذي نال الشرعية الكاملة من كل جوانبها، سوى الشرعية الدستورية والقانونية أو الشرعية الشعبية والجماهيرية.. من خلال نيله الثقة المطلقة من البرلمان اليمني السلطة الشرعية العليا في البلاد أو من خلال التأييد الشعبي الكبير في حشد مليون عظيم اذهل العالم وشهد له العدو قبل الصديق ليصبح بذلك هو السلطة العليا للجمهورية اليمنية والمسؤول الأول عن إدارة شؤون البلاد والحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره ووحدته ومصالح شعبه وهو المخول الأول في صنع مستقبله ورعاية مصالحه وحماية مقدراته وصون كرامته، والذي بدوره كان عند مستوى المسؤولية وعمل بكل جهد واقتدار على إدارة البلد وحماية مقدراته والحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره في ظل ظروف صعبة وتحديات جسيمة ومرحلة مصيرية في مواجهة قوى متغطرسة متكبرة.
تحمل المجلس السياسي الأعلى المسؤولية ليكمل ما بدأت به اللجنة الثورية العليا التي وُلدت من رحم الحراك الشعبي والجماهيري والمتمثل بثورة 21 سبتمبر والتي كانت بمثابة حدث طبيعي أنتجته المرحلة وفرضته المصلحة الوطنية العامة نتيجة الوضع الذي وصلت إليه البلاد بعد مؤامرة عبدربه منصور وحكومته المتمثلة في الاستقالة بغية إحداث فراغ دستوري وترك الدولة ومؤسساتها ومستقبل شعبها يذهب إلى الفوضى والعنف والإرهاب.
وهو الأمر الذي فرض على القوى الثورية (أنصار الله) إعلان خيارات جديدة وتحمل مسؤولية إدارة البلاد وكانت على مستوى المسؤولية وتولت السلطة وأدارت البلاد بكل حكمة وشجاعة واقتدار وعملت وثابرت على الحفاظ على النسيج الاجتماعي والدفاع عن سيادة الوطن وأمنه واستقراره وفقاً لما هو متاح في ظل حصار جائر ترعاه الأمم المتحدة، وعدوان سعودي غاشم تديره قوى الهيمنة والاستكبار ويتواطأ معه مجلس الأمن الدولي ويشرعن له ولجرائمه.
وبعد مرور عام على تأسيس المجلس السياسي الأعلى ومرور قرابة ثلاثة أعوام من القتل والدمار والتشريد والحصار الجائر على الشعب اليمني يعلن المجلس السياسي الأعلى عزم القوات المسلحة اليمنية على فرض خيارات جديدة تحرف مسار المعركة وتنقل جيشنا ولجاننا الشعبية من موقف الدفاع إلى موقف الهجوم متوعداً العدو بالهزيمة والخسران مشيداً بقدرات وإمكانيات والجيش واللجان الشعبية ومقدراً لثباتهما وتضحياتهما.