الغارديان: قرار بايدن بتجميد مبيعات الأسلحة للسعودية والإمارات يضع بريطانيا على المحك
كتب المحرر الدبلوماسي بصحيفة ” الغارديان” البريطانية باتريك وينتور مقالًا ” بعنوان “المملكة المتحدة تحت ضغط لاتباع خطى بايدن بتجميد مبيعات الأسلحة السعودية”.
وقال باتريك في مقاله ، إن قرار أمريكا بتجميد مبيعات الأسلحة إلى السعودية والإمارات وضع بريطانيا على المحك ثاني أكبر مورد أسلحة للرياض؛ لإعادة تقييم سياستها الخاصة بهذا الشأن.
مسؤولون في الحكومة البريطانية قالوا بأنه لا توجد خطط لمراجعة المبيعات، ولكن سيتطلب الأمر من وزارة الخارجية تغيير تركيزها أو المخاطرة بأن تبدو معزولة دبلوماسياً.
ونوه الكاتب إلى أن التحركات الأمريكية سيكون لها تأثير غير مباشر على سبيل المثال عندما تكون المعدات البريطانية مرتبطة بترتيبات الترخيص الأمريكية.
وأشار باتريك إلى أن ما يبقى غير واضح هو المدة التي ستستغرقها المراجعة الأمريكية لقرار تصدير الأسلحة إلى السعودية ومدى تغيير نهج أمريكا تجاه الحرب في اليمن، خاصة وأن وزير الخارجية الأمريكية الجديد بلينكن قد أكد أن السعودية شريكة لهم، مع اعترافهم بأن السعودية تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم اليوم.
بليكن أكد على لسان الرئيس بايدن أنهم سينهون دعمهم للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن وأنهم سيعملون على ذلك خلال وقت قصير جدًا.
تقديرات لمبيعات الأسلحة
وتطرق الكاتب إلى تقديرات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام الذي قال إن الأسلحة الأمريكية الصنع شكلت ما يقرب من ثلاثة أرباع حجم مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية في الفترة من 2015 إلى 2019.
كما باعت بريطانيا للسعودية أسلحة بقيمة 5.4 مليار جنيه إسترليني منذ بدء حرب اليمن ، مما جعل المملكة المتحدة ثاني أكبر مصدر للأسلحة.
وطرح الكاتب سؤالًا حول ما إذا كانت أمريكا ستضغط على المملكة المتحدة لتحذو حذوها.
ونقل الكاتب ما قاله المتحدث باسم حملة تجارة ضد الأسلحة “إذا التزم بايدن بكلمته وأنهى مبيعات الأسلحة ، فقد تكون هذه خطوة كبيرة نحو إنهاء القصف الوحشي والحصار. كما أنه سيشكل سابقة حيوية ويمكن أن يساعد في فرض إجراءات من جانب المملكة المتحدة والحكومات الأخرى التي تتاجر بالأسلحة، إذا كانت الحكومة الأمريكية ، أكبر تاجر أسلحة في العالم ، مستعدة لاتخاذ موقف ، فقد حان الوقت لبوريس جونسون وزملائه لفعل الشيء نفسه “.
انتقدت نائبة بريطانية المساعدات اللوجستية والعسكرية التي تقدمها الحكومتان الأمريكية والبريطانية للسعودية في حربها التي تشنها على اليمن.
وقالت ” زارا سلتانا” النائبة عن حزب العمال، في كلمة ألقتها أمام البرلمان البريطاني بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب اليمني: ” إن هذه المساعدات تسببت في حدوث أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وأضافت :” إن دور بريطانيا في تقديم المساعدات وبيع الأسلحة لدول التحالف يُعد فضيحة وطنية وذلك لأن هذا الأمر أدى إلى حدوث أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وقالت زارا سلتانا في أجزاء من خطابها أمام البرلمان البريطاني، ” لقد قُتل أكثر من 100 ألف شخص في هذه الحرب المستمرة منذ ست سنوات، قد حذرت الأمم المتحدة مؤخرًا من أن 20 مليون يمني، بينهم 10 ملايين طفل، معرضون لخطر المجاعة وتشير التقديرات الآن إلى أن مليون يمني مصابون بأمراض مختلفة”.
وأضافت ” الدعم البريطاني للسعوديين يجب أن يكون فضيحة وطنية وذلك لأن هذه الكوارث وهذه الجرائم ما كانت لتتحقق لولا مساعدة بريطانيا والولايات المتحدة للسعودية, حيث يقول الخبراء إن القنابل أطلقت من طائرات مقاتلة بريطانية وأمريكية، تلقى طياروها تدريبات على أيدي الأمريكيين والبريطانيين, ما يعني أن هذه المعركة لم تكن ممكنة لولا مساعدة هذين البلدين، ولم يكن هذا الحجم من القتلى والكوارث البشرية ليحدث لولا دعم هذين البلدين” .
وتابعت النائبة البريطانية قائلة :” منذ بداية الحرب، سمحت الحكومة البريطانية ببيع أسلحة بقيمة 5.3 مليار يورو للسعودية, وكان بإمكان الحكومتين الأمريكية والبريطانية إيقاف القتال بعدم دعم السعوديين وبيع الأسلحة لهم، والامتناع عن تدريب الطيارين، لكنهم لم يتخذوا أي إجراء من هذا القبيل, لقد استفادت الحكومتان الأمريكية والبريطانية من مبيعات الأسلحة للسعودية وحصلوا على الكثير من المليارات”.
وانتقدت زارا سلتانا حكومة بلادها قائلة، إن ” الحكومة البريطانية متورطة بالكامل في الحرب وأن رسالتها هي أنه يجب وقف مبيعات الأسلحة للسعودية”.
كتبت الصحفية البريطانية تسنيم نظير مقالًا لموقع ” ميدل ايست مونيتور” بعنوان “بايدن يمكن أن ينهي الحرب في اليمن” قالت فيه يستطيع الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يُنهي الحرب على اليمن إذا تصرف دون تأخير.
وأشارت في مقالها المنشور أمس الأربعاء، إلى أن الديمقراطية كانت من صميم الحملة الانتخابية الخاصة بـ بايدن، التي تعهد من خلالها بإنهاء سياسات سلفه التمييزية، منها حظر المسلمين من السفر إلى أمريكا.
وتابعت: من بين جملة الأمور التي تعهد بها، إنهاء الدعم الأمريكي للسعودية في حربها على اليمن، ومع ذلك ، لديه القدرة على المضي قدمًا خطوة واحدة والدعوة إلى إنهاء الحرب نفسها.
وتحدثت نظير عن الأزمة الإنسانية الغير مسبوقة في اليمن والتي قدرت الأمم المتحدة ضحاياها بمئات الآلاف من الأطفال والنساء والرجال، ناهيك عن تعرضهم لمخاطر المجاعة في غضون أشهر بسبب تأثير الحرب.
ولفتت الكاتبة إلى أنه يجب أخذ هذا التأثير الكارثي في الاعتبار، وأنه من الأهمية بمكان أن يفي بايدن بوعوده ليتخذ تدابير فورية لإنهاء الحرب بالضغط على الحكومة السعودية.
وأكدت في مقالها، بأنه إذا تمكنت إدارة بايدن من القيام بذلك، فسوف تحقق ضربة واحدة، هدفها المتمثل في استعادة أمريكا كقائد للشؤون الدولية، وفي حال لم تستطع ذلك فليس لها الحق في المطالبة بالريادة العالمية في أي شيء.
وختمت مقالها بالقول إن السلام سيخلق فرص لإعادة بناء اليمن، الأمر الذي سيعود بالنفع على المواطنين، مشيرة إلى أن شعب اليمن يستحق فرصة لمستقبل أفضل من النوع الذي تصوره جو بايدن في خطاب تنصيبه، إلا إذا كان يقصد أن الشعب الأمريكي فقط هو الذي يستحق الأفضل.
الآن هو الوقت المناسب والفرصة للرئيس ليثبت أن كلماته تهدف إلى إحداث تأثير إيجابي على الجميع ، بغض النظر عن مكانهم ومن هم. قف بجانب ما قلته يا سيد بايدن ، وقم بإجراء تلك المكالمة.