الغارديان:فيما تعاطى العالم مع قضية خاشقجي كان صامتا تماما بشأن تصعيد بريطانيا من دعمها للسعوديين في حرب اليمن
قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إنه رغم أن قتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” قد أثار أزمة دبلوماسية للسعودية، إلا أن الأمر لم يسبب خطرا –على ما يبدو– لصفقات أسلحة بمليارات الدولارات بين كل من الولايات المتحدة وبريطانيا و”آل سعود”.
واعتبرت الصحيفة، في تقرير، أن هذا الأمر يثبت أن الضحايا الأكثر عددا للعنف السعودي غير الخاضع للرقابة لا يراهم أحد.
وأضافت أن العديد من رجال الأعمال والمستثمرين والإعلاميين الذين قاطعوا مؤتمر الاستثمار في السعودية، مؤخرا، يعرفون “خاشقجي” بشكل شخصي، باعتباره كان لاعبا بارزا في دائرة الفكر ورمزا معروفا بين أوساط النخبة في واشنطن ولندن.
وأردفت: “لكن على خلاف خاشقجي، فإن آلاف المدنيين اليمنيين الذين فجرهم سلاح الجو الملكي السعودي لا يكتبون لصحيفة واشنطن بوست”.
واعتبرت “الغارديان” أن العنف الذي تمارسه السعودية على الشعب اليمني ينبع من نفس مصدر العنف الذي تم ارتكابه ضد “خاشقجي” في القنصلية السعودية بإسطنبول، وكلاهما ناتج عن أخطاء هائلة ومأساوية واستراتيجية تنطوي على نشر عنف لا يمكن تصوره من أجل محاولات غير مجدية لمواجهة أعداء متخيلين للمملكة.
وقالت إن التقارير التي نشرت من قبل عن مقتل 20 مدنيا في ضربة جوية سعودية في حفل زفاف باليمن، على سبيل المثال، أو مقتل نحو 40 طفلا بصاروخ جوي سعودي ضرب حافلة مدرسية يمنية، استدعت فقط بيانات قلق أجنبية، لكنها لم تؤد إلى إجراء سياسي حقيقي يردع من ارتكب تلك الأفعال.
ولفتت الصحيفة إلى تصريح سابق لرئيس حزب المحافظين النائب “كريسبين بلونت”، والتي اعتبر فيها أن التحالف العربي في اليمن يحاول القيام بمهمة المجتمع الدولي هناك.
وأشارت إلى أن بريطانيا تدعم الحرب على اليمن، من خلال إمداداتها المستمرة من الأسلحة والفنيين والأفراد العسكريين بشكل نشط.
واعتبرت أن الصراع في اليمن لم يكن يجدر به أن يدول بهذا الشكل، فهذا التدويل والمشاركة الغربية فيه أنتج دمارا لا يوصف على كل مجموعة اجتماعية في اليمن، موضحة أن القصف السعودي هو المسؤول عن معظم الوفيات بين صفوف المدنيين بالآلاف هناك، علاوة على معاناة نحو 13 مليون يمني من المجاعة.
وقالت “الغارديان” إن “الغالبية العظمى من المحررين ورجال الأعمال الذين كانوا متحمسين جدا في التعاطي مع قضية مقتل خاشقجي كانوا صامتين تماما بشأن تصعيد بريطانيا من دعمها للسعوديين في حرب اليمن”.
واختتم التقرير بالتساؤل: “إذا كان اغتيال رجل واحد يمكن أن يوحد العالم ضد العدوان والعنف السعودي، فلماذا لا يفعل ذلك قتل مئات الآلاف من اليمنيين؟”.