الكلكتابات فكرية
الزيدية.. المشروع المغيب والفكر المستهدف
إن الفكر الزيدي حريص كل الحرص على جمع الكلمة، وتوحيد الصفوف، لبناء مجتمع قادر على مواجهة الحياة بكل مشاكلها وتعقيداتها في كافة النواحي، ولذلك فقد حرص دوماً على تنمية الوعي الثقافي في الأوساط الاجتماعية، وإن كان هنالك بعض الحقب الزمنية -وهي قليلة ونادرة- سادها بعض الجمود والسكون لعوامل ومؤثرات تاريخية، لا تعبر عن الفكر الزيدي وإنما تعبر عن أصحابها بشكل ذاتي.
إن الفكر الزيدي ليس كأي فكر تكون بفعل مؤثرات طارئة نتيجة عوامل ومتغيرات فقهية، واجتهادات وقعت في حقبة زمنية معينة، فهو لم يكن في يوم من الأيام مدرسة خاصة بجماعة محددة من الفقهاء والعلماء، بل كان دوماً مدرسة عامة ذات تشعبات واسعة واتجاهات عديدة، عبرت بقدرة عالية عن مدرسة الإسلام الكبرى دون تضييق أو تعسير.