الخلاف القطري – السعودي الإماراتي البحريني.. تداعيات وردود أفعال ومواقف (تقرير موسع)
أخذ موضوع الخلاف الخليجي – الخليجي الذي تمثل دولة قطر أحد أطرافه والسعودية والامارات والبحرين ودول عربية أخرى طرفاً ثانياً أبعاداً تراوحت بين التصعيد وسوق الاتهامات المتبادلة.. وكذا التهدئة في ظل وجود وساطات ومطالبات باللجوء إلى الحوار.
سياسياً
ففي ما يبدو تطوراً جديداً قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” ، الثلاثاء، إن قطر مستعدة لإجراء حوار لحل الأزمة مع جيرانها في الخليج.
وأضاف وزير الخارجية القطري أن الدوحة تؤمن بالدبلوماسية وتريد النهوض بالسلام في الشرق الأوسط كما أنها تحارب الإرهاب.
وأفاد بأن بلاده ليست قوة عظمى ولا تؤمن بحل الأمور بالمواجهة.
وكان الوزير القطري في وقت سابق أكد رفض بلاده أي محاولة لفرض وصاية عليها. وقال إن قطع عدد من الدول الخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع بلاده لن يؤثر على مسار الحياة الطبيعية في قطر.
وأضاف الوزير القطري في حديث تلفزيوني إنّ “قطر وانطلاقاً من تجارب سابقة أقرّت برنامجاً استراتيجياً يهدف لعدم تأثر الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين ولا المشاريع الحالية ولا المستقبلية للدولة”، مؤكداً أن “السلطات القطرية تسعى إلى تحقيق الرؤية الوطنية للدولة بشكل مستقل عن كل الظروف السياسية”.
وأكد آل ثاني أن “التصعيد ضد قطر سبقته حملة تحريض غير مسبوقة شملت إساءات طالت رموز الدولة، ولم تقابلها الدوحة بالمثل، ولكن اختارت التعامل مع الموضوع بحكمة”، مشيراً إلى أن “أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قرر تأجيل خطاب له كان مقرراً أن يلقيه مساء الإثنين من أجل منح فرصة لجهود الوساطة التي يقودها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح”.
وتحدث وزير الخارجية القطري عن تلقيه العديد من الاتصالات وإجرائه اتصالات أخرى مع عدد من نظرائه الذين عبّروا عن أملهم في احتواء الخلاف الخليجي بأقرب وقت، مؤكداً “تلقي عروض من أجل الوساطة”، إلا أنه أوضح أن “قطر تتمسك بحلّ الخلافات داخل المنظومة الخليجية”.
وبخصوص حملة التحريض التي استهدفت تشويه صورة قطر في واشنطن، أكد وزير الخارجية القطري أن “علاقات قطر استراتيجية وممتازة مع المؤسسات الأميركية الرسمية ولا تقاد عبر المؤسسات الهامشية المتطرفة”.
وقال إن “هناك العديد من التحديات في المنطقة كان من المفترض أن توحّد الخليجيين”. كذلك تحدث عن علامات استفهام كثيرة تثار عن مستقبل مجلس التعاون الخليجي الذي يجب أن يقوم على الوحدة والتضامن.
الخارجية القطرية ذكرت في بيان لها أن وزير الخارجية أجرى اتصالات هاتفية مع كل من وزير الشؤون الخارجية في تونس، ووزير خارجية السودان، ووزير خارجية الجزائر، ووزير خارجية المغرب، ومستشار رئيس وزراء باكستان للشؤون الخارجية.
وأعلنت دولة قطر، اليوم الثلاثاء، 6 حزيران/يونيو إنها مستعدة لأي وساطة تنهي الأزمة مع دول الخليج.
وقال وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن الدوحة مستعدة لقبول جهود الوساطة لتخفيف التوتر.
وكان أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني تحدث هاتفياً الليلة الماضية مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وقرر تأجيل إلقاء كلمة للشعب القطري كما طُلب منه.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت قطع العلاقات مع قطر أمس الاثنين، وانضمت ليبيا واليمن (هادي) وجزر المالديف وموريشيوس لها في وقت لاحق.
وكان وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لفت إلى أنه “تم تأجيل خطاب أمير قطر تميم بن حمد ال ثاني لإعطاء فرصة لجهود أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح”، مشيراً إلى أن “قطع العلاقات معنا لن يؤثر على مسار الحياة الطبيعية في قطر”.
وأشار إلى أن “علاقاتنا ممتازة مع المؤسسات الأميركية الأساسية والرسمية”، مؤكداً أن “علاقاتنا مع واشنطن استراتيجية ولا تقاد عبر المؤسسات الهامشية”.
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الاثنين، كان أجرى محادثات هاتفية مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تناولت الأزمة الدبلوماسية التي تمر بها منطقة الخليج.
وذكر المتحدث باسم الخارجية الإيراني بهرام قاسمي في قناته على تطبيق “تيلغرام” أن ظريف أجرى الاتصال “ضمن مجموعة اتصالاته الدولية لبحث الأزمة القطرية الخليجية”.
وتأتي هذه المكالمة على خلفية إعلان كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، صباح الاثنين، عن قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية مع هذه الدولة، لتنضم إلى هذه القائمة لاحقا حكومة الرئيس اليمنية المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، والحكومة الليبية المؤقتة بقيادة عبد الله الثني، وكذلك دولة المالديف.
وأعربت وزارة الخارجية القطرية عن أسفها من هذا القرار، معتبرة أن هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وكان ظريف قد دعى، في وقت سابق من الاثنين، إلى تسوية بين أطراف هذه الأزمة عبر الحوار، قائلا في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر” “الإجبار ليس حلا أبدا، الحوار أمر حتمي، خاصة، في شهر رمضان الكريم”.
كما أشار ظريف إلى أن “الجيران دائمون ولا يمكن تغيير الجغرافيا”.
وسبق أن أجرى ظريف، الاثنين، عددا من الاتصالات الهاتفية مع نظرائه من سلطنة عمان والعراق وتركيا وتونس وإندونيسيا وماليزيا “لبحث التطورات الأخيرة في المنطقة، وتحديدا، بين قطر وبعض الدول العربية”.
إلى ذلك دعت ابوظبي الثلاثاء الى العمل على “خريطة طريق مضمونة” لاعادة العلاقات مع الدوحة، مطالبة اياها بتغيير سلوكها ووقف الرهان على “التطرف”، بعد يوم من اندلاع ازمة دبلوماسية حادة بين قطر ودول خليجية.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات العربية المتحدة انور قرقاش على حسابه في تويتر “بعد تجارب الشقيق السابقة لا بد من إطار مستقبلي يعزز أمن واستقرار المنطقة”.
واضاف “لا بد من إعادة بناء الثقة بعد نكث العهود، لا بد من خريطة طريق مضمونة”، من دون ان يوضح طبيعة هذه الضمانة او ما اذا كان يشير الى ضرورة وجود جهة ضامنة لتنفيذ خريطة الطريق هذه.
وسبق للكويت ان قامت بدور وساطة بين قطر والدول الخليجية في مجلس التعاون في 2014 تم على اثرها اعادة العلاقات مع الدوحة بعد فترة من قطعها من قبل الرياض وابوظبي والمنامة.
واتهم قرقاش الدوحة بمواصلة الاعتماد على “سياسة المال والإعلام والرهان على الحزبية والتطرف”، معتبراً ان “جوهر الحل في تغيير السلوك المحرض والمضر”، وكتب “في الإمارات إخترنا الصدق والشفافية، إخترنا الإستقرار على الفوضى، اخترنا الإعتدال والتنمية، إخترنا الثقة والوضوح، واخترنا سلمان والسعودية”، في اشارة الى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
من جهتها عددت وزارة الخارجية السعودية على حسابها في تويتر الثلاثاء بعض الاسباب التي ادت الى قطع العلاقات تحت عنوان “العهود التي نقضتها سلطات الدوحة”.
واتهمت قطر بالتدخل في شؤون دول خليجية اخرى والتحريض ضدها في الاعلام، واستمرار “دعم جماعة الاخوان المسلمين واحتضانهم على الاراضي القطرية”، وعدم ابعاد “جميع العناصر المعادية لدول المجلس عن اراضيها”، كما اتهمتها بتجنيس مواطنين خليجيين، والسماح لرموز دينية “باستخدام منابر المساجد والاعلام القطري للتحريض ضد الدول الخليجية”، وقالت ان الدوحة “استخدمت إعلاماً في الظل، اصبح منبراً للإرهابيين والمتطرفين تسيء من خلاله للمملكة ورموزها”.
من جهته ألغى الملك الأردني عبد الله الثاني، زيارة كانت مقررة إلى الكويت، الثلاثاء.
وبثت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا”، تنويها طلبت فيه إلغاء خبر زيارة الملك عبد الله إلى الكويت الذي كانت نشرته في وقت سابق.
وكان من المتوقع أن تهدف الزيارة بحث آخر التطورات بقضية قطع الدول الخليجية العلاقات مع الدوحة.
وامتنع كل من الأردن والكويت عن التعليق على هذه التطورات.
في السياق ذاته استقبل أمير الكويت صباح الاحمد الصباح الاثنين الامير خالد الفيصل موفداً من الملك السعودي، كما اتصل بنظيره القطري الامير تميم آل ثاني،في ما بدا انه جهود وساطة تبذلها الكويت لحل الازمة الدبلوماسية الحادة بين الرياض والدوحة.
وقالت وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان أمير الكويت استقبل “الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة والوفد المرافق له، حيث نقل لسموه رسالة شفوية من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز”.
واضافت كونا ان الرسالة التي نقلها الموفد السعودي “تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية”.
ولاحقا اجرى أمير الكويت اتصالا هاتفيا بنظيره القطري أعرب خلاله “عن تمنيه على أخيه سمو الشيخ تميم ال ثاني العمل على تهدئة الموقف وعدم اتخاذ اي خطوات من شأنها التصعيد”.
والكويت العضو في مجلس التعاون الخليجي لم تقطع علاقاتها بقطر خلافا لما فعلت السعودية والامارات والبحرين، اما سلطنة عمان، العضو الخامس في المجلس الذي يضم أيضا قطر، فلم يصدر منها حتى الساعة موقف من هذه الازمة.
وسبق للكويت ان قامت بدور وساطة بين قطر وأعضاء في مجلس التعاون في 2014.
والاثنين دعا نواب كويتيون الحكومة لبدء وساطة لحل الأزمة بين قطر وجيرانها الخليجيين.
هذا وتقود كل من الكويت وسلطنة عُمان، مباحثات مكوكية مع أطراف الخلاف الخليجي، لتدارك الوضع بعد أن هزت الأزمة الخليج والمنطقة العربية، حيث سيزور أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح جدة اليوم الثلاثاء.
وبحسب وكالة “كونا” الكويتية، فقد تمنى أمير الكويت على أمير دولة قطر،”تهدئة الموقف وعدم اتخاذ أي خطوات تصعيدية، إتاحة للمجال لجهود رأب الصدع وحل الأزمة”، في إشارة تدل على أن الكويت بدأت تمارس جهوداً دبلوماسية لحل الأزمة.
يأتي ذلك في وقت يجري فيه يوسف بن علوي، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، مباحثات واسعة في الدوحة ضمن زيارة غير معلنة مسبقاً، التقى خلالها أمير قطر، بحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
وقالت الوكالة إن وزير الخارجية القطري اجتمع الاثنين مع بن علوي، حيث جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، بالإضافة إلى الأمور ذات الاهتمام المشترك.
من جهته، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي مع أمير قطر عن تضامن بلاده مع دولة قطر في ظل الأزمة المتفاقمة مع بعض دول الخليج.
ونقلت وسائل إعلامية عن مصادر في رئاسة الجمهورية التركية أن أردوغان أجرى اتصالات هاتفية مع كل من أمير قطر وملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، مشيرة إلى أن أردوغان عرض على الزعماء الخليجيين استعداده للمساهمة في إيجاد حل سلمي للتوتر الحاصل بين دول المنطقة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سلمان تلقى اتصالاً هاتفياً من أردوغان، وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها في مختلف المجالات، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
كما أجرى أردوغان اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث الأزمة الخليجية وسبل تجاوزها، واتفق الطرفان على الدعوة إلى الحوار لتسوية الخلاف بين قطر والدول التي قطعت علاقاتها معها.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أعلن قبل ذلك أن بلاده مستعدة للمساعدة في تطبيع العلاقات الخليجية من جديد، وقال إن “استقرار منطقة الخليج هو استقرار لتركيا”.
وقالت الخارجية التركية إن التضامن الإقليمي ضروري أكثر من أي وقت مضى في وقت يتفاقم فيه عدم الاستقرار والأزمات في عدد من الدول بالمنطقة.
ودعت تركيا التي تقيم علاقات وثيقة مع دول الخليج الاثنين الى الحوار وأبدت استعدادها للمساهمة في حل الخلاف بين قطر ودول خليجية ومصر التي قطعت علاقاتها مع الدوحة لاتهامها بدعم “الارهاب”.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو خلال مؤتمر صحافي في انقرة “يمكن ان تحصل مشاكل بين الدول، لكن يجب ان يتواصل الحوار” مضيفاً “بالتأكيد، سنقدم أي شكل من اشكال الدعم لكي يعود الوضع الى طبيعته”.
ويقوم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الحليف المقرب من قطر بـ“جهود دبلوماسية” لحل الازمة بين الدوحة ودول أخرى في الخليج، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه الثلاثاء.
وصرح المتحدث ابراهيم كالين في بيان ان “اردوغان باشر جهوداً دبلوماسية لحل الخلاف بين أصدقاء وأشقاء بروح شهر رمضان الفضيل”، وتابع ان تركيا مستعدة “لتحمل مسؤولياتها في الايام والاسابيع المقبلة”، لتسهيل التوصل الى تسوية، وحث دول الخليج على حل خلافاتها عبر “المفاوضات والحوار والتواصل”.
وكان نعمان كورتولموش أعلن الاثنين ان اردوغان أجرى اتصالاً هاتفياً مع “العديد من القادة الاجانب” في محاولة لايجاد حل للازمة مع قطر، وحض كورتولموش جميع الافرقاء المعنيين بالازمة الدبلوماسية على “ضبط النفس”.
إلى ذلك اعلنت قيادة تحالف العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية انهاء مشاركة قطر في هذا التحالف وذلك بعيد اعلان السعودية والامارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة.
وقالت قيادة التحالف في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية أنها “قررت إنهاء مشاركة دولة قطر في التحالف”. واوضحت انها اتخذت هذا القرار “بسبب ممارساتها (قطر) التي تعزز الإرهاب ودعمها تنظيماته في اليمن ومنها القاعدة وداعش وتعاملها مع المليشيات الانقلابية في اليمن” على حد قول البيان.
من جهة أخرى قال مصدر في الخارجية القطرية انه في حال واصلت السعودية سياساتها العدوانية وغير المبررة ضد بلاده فإن قطر ستضطر لفتح الملفات السوداء الخاصة بما يسمى بثورات الربيع العربي – وخاصة اليمن وسوريا – ومن كان له الدور الابرز في السعي للاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد؟
وفيما يتعلق باليمن قال المصدر ان حادثة استهداف جامع الرئاسة اليمنية عام 2011م كفيل بكشف الحقائق خاصة عندما يدرك اليمنيون من المخطط والممول لهذه العملية.
ردود الأفعال
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يغرد على موقع تويتر في تصريحات هي الأولى له حول الخلاف بين قطر والسعودية وغيرها من الدول، ويقول إن زيارته للشرق الأوسط تؤتي ثمارها بالفعل إذ أوفى زعماء إقليميون بوعودهم باتخاذ موقف صارم من تمويل الجماعات المتشددة.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء على صفحته على موقع تويتر إن “زعماء ممن التقى بهم خلال جولة في الشرق الأوسط حذرّوه من أن قطر تموّل “الفكر المتطرف” بعد أن طالبهم باتخاذ إجراءات لوقف تمويل الجماعات المتشددة”.
وأضاف في تغريدة أخرى إن “زيارته للشرق الأوسط “تؤتي ثمارها بالفعل” إذّ أوفى زعماء إقليميون بوعودهم باتخاذ موقف صارم من تمويل الجماعات المتشددة، ولعل هذا سيكون بداية نهاية لرعب الإرهاب!”
وتعتبر تعليقات ترامب أول تصريحات له عن الخلاف بين قطر والسعودية وعدد من الدول العربية.
أما الجزائر فقالت الثلاثاء إنها تتابع “باهتمام بالغ” الوضع بعد قرار دول عربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وناشدت الأطراف المعنية حلّ خلافاتها عبر الحوار.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية نشرته وكالة الأنباء الجزائرية “بعد أن دعت مجمل البلدان المعنية بانتهاج الحوار كسبيل وحيد لتسوية خلافاتهم التي يمكنها بطبيعة الحال أن تؤثر على العلاقات بين الدول حثت الجزائر على ضرورة التزام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها الوطنية في جميع الظروف”.
وأضاف البيان أن الجزائر “تبقى واثقة بأن الصعوبات الحالية ظرفية وأن الحكمة والتحفظ سيسودان في النهاية، خاصة وأن التحديات الحقيقية التي تعترض سير الدول والشعوب العربية نحو تضامن فعّال ووحدة حقيقية كثيرة على غرار الإرهاب”.
ويذكر أن البيان هو أول رد فعل جزائري رسمي منذ أن قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع قطر، في خطوة منسقة الإثنين.
واعتبر صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى، ما يحصل من تباينات واختلافات بين دول العدوان، بأنه يأتي في سياق وصاية النظام السعودي في المنطقة وسعيه إلى إخضاع دول المنطقة لهيمنته، و سلبها حقها في القرار، وخاصة بعد أن حاز إمتيازا أمريكيا عقب زيارة الرئيس الأمريكي ترامب إلى المملكة، وما قدمته من تنازلات في سبيل الحصول على هذه الوصاية والهيمنة.
وحسب وكالة “سبأ” الرسمية أوضح الصماد أن السعودية تنطلق الآن من سياسة تريد عبرها إخضاع دول المنطقة لهيمنتها، و أن تكون تابعة لها بالمطلق وخاضعة لأسرة آل سعود في قرارها وسيادتها، وأن يكون النظام السعودي هو الوكيل الحصري في المنطقة والمهيمن على كل مجريات الحياة السياسية والقرار الداخلي لدول المنطقة.
ونصح الصماد دول المنطقة بالتحرر من الهيمنة السعودية الأمريكية والحفاظ على مصالح شعوبها واستقلالية قرارها. معتبرا ان نصيحته هذا تأتي انطلاقاً من إيمان اليمن وحرصه على سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية واحترام القانون الدولي والأعراف الدولية في هذا الجانب.
وذكًر بالتحذيرات المتكررة لمآلات العدوان على اليمن وموافقة كثير من الدول عليه، واشتراك بعضها فيه وما مثله من خرق للقانون الدولي، وانتهاك سيادة دولة مستقلة وتدمير مقدراتها وما حملته تلك التحذيرات من وقت مبكر من تجرع دول أخرى في الإقليم والعالم من نفس الكأس.
وتمنى الصماد في أن تتمكن دول المنطقة من الصمود والثبات كما صمد اليمن وشعبه، الذي لا يرى إلا الخير والسلام لكل دول العالم، وأن تصان كرامة الدول والشعوب وتحفظ استقلاليتها وحقها في اتخاذ القرار.
من جهته قال الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام “إن النظامين السعودي والإماراتي يسعيان إلى انتزاع القرار القطري على طريقة سعيهما الغاشم والوهمي لانتزاع القرار الوطني لليمنيين والذي عجز عن ذلك”.
وأكد محمد عبد السلام، في منشور له على صفحته في الفيس بوك بمناسبة اجتماع العاشر من رمضان لوجهاء وحكماء اليمن، أن التحرك السعودي والإماراتي يؤكد أن لديهما نزعة عدوانية ويتبنيان مشاريع التوسع والسيطرة لحساب المستعمر الأمريكي.
واعتبر عبد السلام أن علاقة السعودية والإمارات الآخذة نحو مزيد من التنسيق مع إسرائيل، تشكل خطراً على جميع شعوب الجزيرة العربية والمنطقة.
من جهته اعتبر مصدر مسئول بالمؤتمر الشعبي العام ما اتخذته دول الخليج العربية، ومصر من قرارات بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر خطوة إيجابية وهامة نظراً لضلوع النظام القطري في دعم الإرهاب وإقلاق أمن المنطقة والوطن العربي.
وأشار المصدر بأن هذه الخطوة كان من المفترض إتخاذها منذ وقت مبكر، نتيجة لإصرار قطر على تبني دعم التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها القاعدة وداعش، واحتضانها لحركة الإخوان المسلمين التي تفرخت من عباءتها كل تلك التنظيمات الإرهابية.
وأعاد مصدر المؤتمر الشعبي العام التذكير بأن الجمهورية اليمنية سبق وأن نبّهت الجميع وفي المقدمة مجلس التعاون الخليجي، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الاسلامي ،والأمم المتحدة، إلى خطورة ما تقوم به قطر من تآمر وإقلاق الأمن والإستقرار في اليمن وفي دول المنطقة والعالم، ومطالبتها بوضع حدٍ لممارسات قطر في إقلاق أمن وإستقرار المنطقة، وعلى وجه الخصوص اليمن التي عانت كثيراً من الإرهاب الممول والمدعوم من قطر، بالإضافة إلى الحملات الإعلامية المضادة التي تبثها قطر ،أو الدور المشبوه لوسائل الإعلام القطرية أو الممولة من قطر التي عملت ولازالت تعمل على التحريض ضد الأنظمة الوطنية، وإلى إثارة الفتن والحروب الطائفية والمذهبية والمناطقية في الدول الشقيقة ومنها اليمن، واحتضانها لعناصر تنظيم الإصلاح (الإخوان المسلمين) والدفع بهم إلى إثارة القلاقل وإشاعة أعمال الفوضى وإشعال الفتن الداخلية بين أبناء الوطن الواحد.
وأضاف مصدر المؤتمر ان ما يحدث اليوم من صراعات ليست إلا امتدادا لحالة فوضى ما سمي بالربيع العربي الذي تولت دعمه دولة قطر وحذرت منه الجمهورية اليمنية التي عانت دولة وشعبا من تلك الفتنة في وقتها قبل أن تجد نفسها تحت نيران العدوان الظالم والفاجر والذي شارك فيه كل الاشقاء المتصارعين حاليا، والذين أوغلوا في إراقة دماء اليمنيين واعتبروا اليمن ميدانا للقتل المجاني لهم.
وأكد المصدر أن إعادة الاستقرار والأمن وإيقاف الفوضى والصراعات في المنطقة، ومواجهة مخاطر الإرهاب وتنظيماته فيها لن يتأتى إلا من خلال إيقاف العدوان الذي يشنه التحالف بقيادة السعودية ضد الشعب اليمني وفك الحصار عنه، وإنهاء الصراعات في سوريا وليبيا عبر عملية حوار سياسي تعيد للمنطقة أمنها واستقرارها ثم التوجه لمواجهة الارهاب عبر تجفيف منابعه الفكرية، والسياسية، والإعلامية، والمالية، وتبني قوانين دولية لمعاقبة الدول والأنظمة التي تدعم وتمول الإرهاب بأي شكل من الأشكال.
وصرح القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر امس الإثنين بأنه غير مستغرب بقيام الدول العربية بقطع العلاقات مع قطر، مؤكدا أنه كان يجب القيام بذلك من سنوات، واتهم قطر بدعم الإرهابيين وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وقال حفتر في مقابلة مع “سبوتنيك” تعليقا على قيام عدد من الدول العربية بقطع علاقاتها مع قطر “لم نستغرب قرارات قطع العلاقات مع قطر، بل اننا نستغرب انها لم تصدر منذ سنوات عندما بات واضحاً الدور القطري في دعم الإرهاب بالمال والسلاح، الامن القومي العربي صار مهددا بسبب تحالف قطر مع الإرهاب وتمويلها له”.
وتابع قائلاً “لقد أساءت قطر الى محيطها الخليجي وامتدت الإساءة البالغة حتى بلغت ليبيا، وقد نبهنا مراراً وتكراراً الى خطورة ارتباطها المباشر مع الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة وتنظيم أنصار الشريعة وداعش في ليبيا وعملها المتواصل لضرب الجيش الليبي والقضاء عليه، واليوم تبين ان قطر لم تكن تهدد الامن والاستقرار في ليبيا فحسب بل في العالم العربي بأسره”.
ورأى حفتر انه “لابد ان تدفع قطر ثمن دعمها للإرهاب واستهتارها بالأمن والاستقرار في الدول العربية عامة وفي ليبيا خاصة بما يعادل حجم مآسي ومعاناة شعبنا جراء ما اقترفته أيادي الصبية الحاكمة في قطر من جرائم ضدنا، ولعلها فرصة كبيرة للشعب القطري الشقيق للانتفاضة وتحرير بلاده”.
وقال وزير الخارجية في الحكومة الليبية المؤقتة، المنبثقة عن مجلس النواب في مدينة طبرق شرق البلاد والموالية لحفتر، محمد الدايري، في تصريح صحفي، إنها “قررت قطع علاقاتها مع دولة قطر تضامناً مع أشقائنا في مملكة البحرين والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية”.
وأضاف الدايري “سجل قطر في اعتداءاتها المتكررة والعديدة على كرامة الشعب الليبي بعد ثورة 17 فبراير لطالما أغضب قطاعات عريضة من الشعب الليبي”.
من جهتها دعت الجزائر الثلاثاء دول الخليج الى الحوار “كوسيلة وحيدة” لتسوية الخلافات بينها، بعدما قامت دول خليجية ومصر بقطع علاقاتها مع الدوحة لاتهامها بدعم “الارهاب”، بحسب بيان لوزارة الخارجية.
وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية باللغة الفرنسية “مع دعوتها كل الدول المعنية بتبني الحوار كوسيلة وحيدة لحل خلافاتها التي يمكن ان تطرأ بشكل طبيعي في العلاقات بين الدول. فان الجزائر تدعو في جميع الظروف الى احترام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها”.
واضاف البيان ان الجزائر تبقى واثقة ان الصعوبات الحالية ما هي الا ظرفية وان الحكمة والتعقل سيتغلبان في الاخير “بالنظر الى الرهانات الكبيرة التي تواجه الشعوب العربية وعلى رأسها الارهاب”.
أمهلت الحكومة المصرية سفير قطر في مصر 48 ساعة لمغادرة البلاد تنفيذا لقرار قطع العلاقات بين الدولتين الذي اتخذته القاهرة فجر الاثنين، وفقا لوزارة الخارجية المصرية.
وقال المتحدث باسم الوزارة احمد ابو زيد في بيان “تم استدعاء السفير القطري لدى مصر الى مقر وزارة الخارجية الاثنين حيث تم إبلاغه بقرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وتسليمه مذكرة رسمية بإنهاء اعتماده كسفير في البلاد، وإمهاله 48 ساعة لمغادرة البلاد”.
وأضاف “تم إبلاغ القائم بالأعمال المصري بالدوحة بالعودة إلى البلاد في غضون 48 ساعة تنفيذا لقرار قطع العلاقات”.
وأوضح مسؤول بوزارة الخارجية المصرية لوكالة فرانس برس ان القرار “يخص فقط السفير القطري في القاهرة، ولا يطال أعضاء البعثة الدبلوماسية القطرية الآخرين في مصر”.
وكانت الخارجية المصرية اعلنت فجر الاثنين في بيان “قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر”.
واكد البيان “فشل كافة المحاولات لاثنائه (الحكم القطري) عن دعم التنظيمات الارهابية، وعلى رأسها تنظيم الاخوان، وايواء قياداته الصادرة بحقهم احكام قضائية في عمليات ارهابية استهدفت امن وسلامة مصر”.
كما اتهم البيان قطر بـ “ترويج فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الارهابية في سيناء” وبـ “الاصرار” على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر ودول المنطقة “بصورة تهدد الامن القومي العربي وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية”.
كما اعلنت مصر اغلاق حدودها “الجوية والبحرية امام كل وسائل النقل القطرية”، وتوترت العلاقات بين القاهرة والدوحة منذ ان اطاح الجيش المصري بمحمد مرسي في 2013.
من جهتها قالت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج، إنها تواصلت مع رئيس الجالية المصرية في قطر، وأكد لها أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات بشأن المصريين المقيمين هناك، من قبل السلطات.
وأكدت نبيلة مكرم، الاثنين 5 يونيو/حزيران، أنها اطمأنت على أحوال الجالية المصرية، حيث قال لها رئيس الجالية، محمد العراقي، إنه لم تتخذ حتى الآن أي إجراءات بشأنهم من قبل السلطات القطرية، ولم يتم إبلاغهم بإنهاء تعاقد أي من العمالة المصرية.
كما اطمأنت الوزيرة على وجود رحلات طيران من الدوحة إلى القاهرة، من قبل طائرات الدول التي لم تقطع علاقتها بقطر، لمن يرغب من المصريين في العودة لبلاده.
من جهتها أعلنت حكومة عبدربه منصور هادي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، متهمة الدوحة بـ “دعم الحوثيين المناصرين لإيران ودعم جماعات متطرفة في اليمن”.
إلى ذلك اعرب رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم عن قلقه ازاء التوتر في دول الخليج، داعياً الجوار الاقليمي للحوار.
ونقل بيان لرئاسة التحالف الوطني عن السيد عمار الحكيم القول ”نتابع باهتمام بالغ، التطورات الأخيرة التي تشهدها منطقة الخليج، وتوتر العلاقة بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي التي لا تخدم أمن واستقرار المنطقة”.
واضاف ”إننا إذ نعبر عن قلقنا إزاء هذه التطورات نشعر ونحن نخوض معركة شرسة ضد الإرهاب ، فأن المنطقة لا تتحمل مثل هكذا تصعيد، فضلاً عن أنه يحبط الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب”.
اقتصادياً
هبط الريال القطري مقابل الدولار في السوقين الفورية والآجلة بسبب المخاوف إزاء الأثر الاقتصادي على قطر في الأمد البعيد بعد أن قطعت دول عربية العلاقات معها.
وبلغ سعر بيع الدولار 3.6470 ريال في السوق الفورية وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2016 وفقا لبيانات تومسون رويترز.
يربط البنك المركزي الريال القطري عند 3.64 ريال للدولار ويسمح بتقلبات محدودة حول هذا المستوى.
وجرى تداول العقود الآجلة استحقاق عام للدولار مقابل الريال منخفضة 275 نقطة، مقارنة مع إغلاق الاثنين البالغ 250 نقطة ومستويات عند نحو 180 نقطة أساس قبل اندلاع الأزمة الدبلوماسية.
وتنطوي العقود الآجلة استحقاق عام واحد على خفض لقيمة الريال بما يقل عن 1% خلال الاثني عشر شهرا القادمة.
من جانبه، قال مسؤول بمصرف قطر المركزي لوكالة “رويترز” إن انخفاض الريال القطري مقابل الدولار في السوقين الفورية والآجلة إنما يرجع إلى المضاربة وإن قطر لديها احتياطيات نقد أجنبي ضخمة يمكن أن تستخدمها لدعم عملتها.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن البنك المركزي يراقب القطاع المالي عن كثب وسيوفر سيولة إضافية إذا احتاجت السوق إليها.
وهبط سعر الفائدة المعروض بين البنوك في قطر لثلاثة أشهر إلى 1.86808% أمس الاثنين حين قطعت السعودية والإمارات العربية المتحدة العلاقات مع الدوحة بتهمة دعمها للإرهاب. وعاود السعر الارتفاع إلى 1.94968% صباح اليوم الثلاثاء وفقا للبنك المركزي.
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية قررت الثلاثاء إلغاء جميع التراخيص الممنوحة للخطوط الجوية القطرية ولموظفيها وإقفال جميع مكاتبها في المملكة خلال 48 ساعة، بحسب بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية.
وجاء قرار سحب التراخيص بعد وقف الرحلات الجوية بين المملكة السعودية ودول اخرى من جهة، وقطر من جهة ثانية، اثر قرار الرياض وابوظبي والمنامة والقاهرة قطع العلاقات مع الدولة الخليجية الغنية بالنفط والغاز على خلفية اتهامها “بدعم الارهاب”.
إلى ذلكوجهت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، اليوم الثلاثاء، البنوك العاملة في المملكة، بعدم التعامل بالريال القطري، وفقاً لـ”رويترز”.
وكانت وسائل إعلامية سعودية تحدث، في وقت سابق، نقلاً عن مصادر في “ساما”، التي تقوم بدور البنك المركزي في البلاد، عن قرار عدم التعامل مع العملة القطرية.
وأفادت بأن شركات الصرافة في المملكة أوقفت بالفعل التعامل مع الريال القطري، إلا أن البنوك ظلت تتعامل مع العملة القطرية، بانتظار قرار رسمي من “ساما”.
ويأتي ذلك في إطار الخطوات التصعيدية، التي تتخذها الدول الخليجية الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) ومصر، بحق قطر، والتي بدأت من قطع العلاقات الدبلوماسية، ولم تنته بوقف الرحلات الجوية وإغلاق المنافذ، وغيرها.
من جهتها علقت شركة “مصر للطيران” إضافة الى شركات طيران خليجية أخرى رحلاتها الى الدوحة، ودعت ايران وتركيا والجزائر ودول اخرى الى فتح حوار بين قطر والدول الخليجية ومصر لحل الازمة، في وقت اعلنت الدوحة ان امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح يقوم بمساع من اجل الوصول الى حل.
من جهته استبعد عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان المصري، وزير الخارجية الأسبق، محمد العرابي، اليوم الإثنين، أن يشمل قرار منع السفن القطرية من الدخول إلى الموانئ المصرية منعها من المرور في قناة السويس.
وقال العرابي في حديث خاص لسبوتنيك “قناة السويس ممر دولي يخضع لاتفاقيات خاصة به، ولا يسري عليها قرار إغلاق الموانئ المصرية أمام السفن القطرية. ولكن لمصر الحق في منع مرور سفن تحمل مواداً قد تهدد أمن الملاحة في القناة أو تمثل خرقا للقانون الدولي”.
وأضاف العرابي “من المتوقع بالطبع أن تنعكس القرارات التي اتخذتها مصر على العمالة المصرية في قطر، أولا بشكل مباشر منع وسائل النقل البرية والبحرية والجوية القطرية من الدخول إلى مصر، وهو ما قامت به أيضا السعودية والإمارات والبحرين، وهو ما سيصعب حركة العمال المصريين في قطر. وبشكل غير مباشر إذا قررت قطر اتخاذ إجراءات ضد العمالة المصرية في قطر”.
أعلامياً
إلى ذلك اعتبر المغرد السعودي الشهير “مجتهد” إن القفزة المفاجأة “لما يشبه إعلان حرب ضد قطر”، مردُها إلى سبيين: خروج تسريبات عن تدخل إماراتي لتنصيب بن سلمان على العرش، وعلم البلدين بوجود “تسريبات أخطر في الطريق”.
ويشير “مجتهد” بذلك إلى تسريبات لمراسلات السفير الاماراتي في الولايات المتحدة “يوسف العتيبة”، التي جرى الكشف عنها مؤخراً بعد اختراق بريده الالكتروني.
وقال المغرد السعودي: “التسريبات عن حماس وإسرائيل وتركيا لم تقلقهم والذي أصابهم بالجنون هوالتسريبات عن التأثير على القرارالأمريكي بالتضليل، والضغط لتنصيب ابن سلمان”.
وأوضح أن استخدام “وزير دفاع سابق في أمريكا للتأثير على قرارات أمريكا الاستراتيجية الكبرى مقابل مبلغ من المال يعتبر فضيحة في السياسة الأمريكية”، وهو “يعني أن الإمارات حاولت التأثير على القرار الأمريكي بأساليب غير أخلاقية (أمريكيا) وبهذا ستخسر كل ما جمعته من رصيد في رضا الأمريكان عنها”، وفق ما يقول “مجتهد”.
وأضاف أن الكشف عن الدور الاماراتي وما يُمارس من تأثير على الإدارة الأميركية من أجل تنصيب بن سلمان، أغضب محمد بن سلمان ”تحديداً لأنه جعل خطواته مكشوفة تماماً وحول الإشاعات إلى حقيقة”.
“الأخطر هو توقعهم مزيد من التسريبات تتحدث عن نفس القضيتين لكن بشكل أكثر وضوحا وتآمرية مما سيعري ابن زايد وابن سلمان تماما خاصة أمام الأمريكان”، كتب “مجتهد”.
ولفت إلى أنّه من مقتضيات الأمن القومي الأميركي “هدوء الوضع في الخليج، وبما أن القرارات شبه إعلان حرب فلا أظن أمريكا تسكت إلا إذا كان فريق ترامب اشتراه ابن زايد”.
وكانت تسريبات لإحدى مراسلات السفير الإماراتي الموجهة إلى الكاتب الأميركي ديفيد أغناطيوس، في 21 نيسان/أبريل 2017، بعد إجراء الأخير مقابلة مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أشاد العتيبة بالمقابلة التي نشرتها “واشنطن بوست”، وقال: “يجب أن ندفع كل خطوات التغيير في السعودية، وننتظر ماذا سيحدث بعد عامين”، مضيفا: “واجبنا القيام بكل شي لضمان هذا التغيير”.
وجاء في رسالة العتيبة: “سعدت بما رأيت في مقالك، ونقلك ما يدور في المملكة، فصوتك ومصداقيتك سيكون عامل ضخم في إيصال التغييرات للغير”.
وختم رسالته بالقول: “واجبنا القيام بكل شيء لضمان نجاح محمد بن سلمان”.
هاجم السياسي القطري ورئيس تحرير صحيفة العرب القطرية عبدالله العذبة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بعد قراره قطع العلاقات مع الدوحة وانهاء مشاركتها في التحالف العربي باليمن.
واستضافت قناة الجزيرة في أحد برامجها الإخبارية رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية عبدالله العذبة الذي هاجم بقوّة الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير خارجيته عبدالملك المخلافي، تحديداً الذي قال عنه وعن وزارته أن قطر هي من تنفق على المخلافي ووزارته.
زاعماً ان الحكومة اليمنية تنكرت لما قدمته قطر من تضحيات بشرية ومادية في سبيل إعادة الشرعية واستعادة السلطة من الانقلابيين.
وأضاف العذبة إن الرئيس هادي المتواجد في الرياض هو مسلوب الإرادة ولا يستطيع التحرك سياسياً بسبب بقائه في الرياض حد قوله.
وهاجمت قناة الجزيرة القطرية مؤخرا شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي بسبب إعلان حكومة الشرعية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.
من جهة أخرى أغلقت السعودية الاثنين مكتب قناة الجزيرة لديها بعد أن قطعت المملكة ودول خليجية أخرى علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية “اغلقت وزارة الثقافة والإعلام مكتب قناة الجزيرة في المملكة العربية السعودية وسحبت الترخيص الممنوح لها”.