الإعلانُ عن كيانٍ انفصالي بمشاركةِ مسؤولين في حكومةِ هادي وناطقُ أنصارِ الله يعتبرُ ذلك تحقيقاً لأهدافِ أمريكا أُوكلَ لـ”الإمارات” تنفيذها
أعلنت قياداتٌ حراكية، الخميسَ، تشكيلَ كيانٍ انفصالي برئاسة عيدروس الزبيدي، في محافظة عدن.
وأعلن الزبيدي، الذي أُقِيل من منصبِ محافظ محافظة عدن، أواخر أبريل، تشكيل ما أسماها “هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي” لتمثيل المحافظات الجنوبية “داخلياً وخارجياً”.
وأضاف في بيان، أن “الهيئة تضم 26 عضواً”، بينهم محافظو خمس محافظات جنوبية واثنان من وزراء حكومة عبدربه منصور هادي.
وقدم عيدروس الزبيدي، نفسه – في البيان – عضواً في تحالف العدوان السعودي، حيث شدد على “استمرار الشراكة مع التحالف ” ضد ما وصفه بالمد الإيراني في المنطقة، وكذا “الشراكة مع المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب”.
وفي السياق، اعتبرت وسائلُ إعلامٍ مقربةٍ من هادي، وحزب الإصلاح، أن ظهور أسماء مسؤولين رفيعين في حكومة هادي، شكّل صدمة للأوساط المحلية والإقليمية، خاصة وأن تشكيل هذا المجلس قد تكون له تداعياتٌ على المستوى الدولي، علما أن قرارات مجلس الأمن الدولي الصادرة تحت الفصل السابع تؤكدُ على وحدة أراضي اليمن.
وضم المجلسُ غالبية أعضائه من المسؤولين التنفيذيين رفيعي المستوى في حكومة هادي، وأبرزهم وزيرا الاتصالات لطفي باشريف، والنقل مراد الحالمي، ومحافظ “حضرموت” أحمد بن بريك، ومحافظ “لحج” ناصر الخبجي، ومحافظ “الضالع” فضل الجعدي، ومحافظ “شبوه” أحمد حامد لملس، ومحافظ “سقطرى” سالم عبدالله السقطري، كما ضم أيضا مسؤولين آخرين من الصف الثاني مثل وكيل محافظة عدن عدنان الكاف.
من جهة ثانية، قال شهود عيان أن عددا كبيرا من المواطنين توجهوا إلى محطات المشتقات النفطية لشراء البنزين والديزل، وأن طوابيرَ بدأت تتشكلُ في بعض المحطات بمدينة عدن.
وقالت وسائلُ إعلامٍ محلية، أن المواطنون يخشون أن تؤثر الخلافات بين هادي وعيدروس الزبيدي على الأوضاع في عدن وتؤدي إلى أزمةِ مشتقاتٍ نفطية أو توقف إمدادات المدينة من المشتقات النفطية.
هذا وتعاني المناطقُ التي تسيطر عليها قواتُ تحالف العدوان ومليشياته من انفلات أمني غير مسبوق وانتشار كثيف للمسلحين والجماعات الإرهابية.
من جانبه أكد الناطقُ الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام أن “ما يحدث في الجنوب من حديث عن مجلس هنا أو هناك إنما هو تجلٍ لأهداف الاحتلال الأمريكي الموكول أمرُ تنفيذه إلى الإمارات لإقامة مشاريعَ صغيرة ، وهو ما يعد قفزا على التاريخ والحضارة، معتقدة أن الجنوب ساحة خصبة لبناء نفوذٍ وقوةٍ استعمارية، وهذا وهْمٌ سينقشعُ غبارهُ عما قريب.”
وأضاف عبدالسلام أن “اليمن شعبا وتاريخا طاردٌ لكل قوى الاستعمار في الجنوب وفي الشمال على السواء، ولتعلم تلك القوى الطامعة أن “بيع الوهم” بات – في هذه المرحلة التأريخية – بضاعة كاسدة.”
وأشار إلى أن “أقل من ثلاثِ سنواتٍ كانت كافيةً لتلاشي ما زعم “بالشرعية”، ليظهر جليا ما كان يخفى تحتها من أهداف على شاكلة مشاريع استعمارية -فلن يطول الزمن كثيرا حتى تسقط، وتذهب -مذهبَ ما سبقها في زمن الاحتلالين البريطاني والعثماني- أدراجَ الرياح.