الإسلام والإرهاب والعالم إلى أين ؟!
ان العالم العربي قد تجاوز مشروع بما يسمى الشرق الأوسط الجديد هذه الكلمة الاستعمارية الجديدة الذي خططوا الأعداء ان يكون منطلق الفوضى فيها, ولكن بحمد الله وشكرة فشل نشر الفوضى الناعمة التي كانت أداتها بأيدي عربية التي كانت تقدم نفسها على أنها تقبل الديمقراطية وتحاور الجميع.. جاء البديل سريعاً في صورة «الفوضى الفتاكة» فهي الوجه الآخر -الحقيقي- لهذه الايدي الخبيثة وهي الوجه المدمر للشعوب الاسلامية وهي تحاول أن تخفي وجهها الخبيث ، فظهرت تنظيمات لبست عباءة الإسلام وتكلمت باسمه.. إلى جانب الفوضى التي تسببها تدخلات اجنبية بامتياز الدول العربية والاسلامية تعيش بكل وضوح نستطيع أن نقول إننا نعيش اليوم حالة من الفوضى الفتاكة في المنطقة.. فوضى تأكل الأخضر واليابس، تضرب الناس بعضهم ببعض، فوضى تقطع أوصال المنطقة وتقطع رؤوس البشر وتنشر النار في كل مكان، في سابقة لم تشهدها منطقتنا في تاريخها الحديث ان استنفار العالم ضد ما يسمى التنظيمات المتطرفة جاء متأخراً جداً، ويبدو أن الفوضى الفتاكة التي أرادها البعض في المنطقة قد تحققت بعد أن سيطر تنظيم على اجزاء في المنطقة وإذا كان الغرب يعتبر دول المنطقة حلفاء له وشركاء فلابد أن لا ينحصر هذا الاعتبار في وقت تنفيذ القرارات، فدول المنطقة أعلم بالأخطار التي تحدق بها، وهي أقدر على أن تتخذ القرارات في الأوقات الصحيحة، وهذا ما يجب أن يعترف به الغرب إن كان جاداً في حلفه مع دول المنطقة، وإن كان حريصاً على مصلحة المنطقة، وحالة ,لقد أساء العالم الغربي او الشرقي للعالم الاسلامي في ما اقترفه الآخرون من وسائل إعلام وحكومات غربية في حق الإسلام لم يكن أقل سوءاً عندما اعتمدوا تسمية هذا الاسلام بالإرهابي , وكأن تلك المجموعة الإرهابية بسلوكها وتصرفاتها وقوانينها هي «الدل الإسلامية»! ومن يعرف الإسلام الحق يعرف تماماً إنه بريء من أفعال أتباع هذا التنظيمات لذا، فالأجدر بالزعماء والساسة الغربيين او الشرقيين أن يتوقفوا عن استخدام هذه التسمية عند حديثهم عن ذلك العنف والارهاب باسم الاسلام ، فدولة الإسلامية لا تقبل والذبح والترويع والترهيب, ان الحرب ضد الإرهاب اين ما وجد بدون انتقاء او التغاضي لاحد داخل المنطقة العربية والاسلامية او ما يسما الشرق الاوسط الكلمة الاستعمارية الجديدة محددة، بل يرون أنها أصبحت تشكل خطراً حقيقاً، فهي تتمدد جغرافياً وتسعى للوصول إلى مناطق جديدة، كما تتوسع معنوياً بتجنيدها أتباعاً جدداً خارج مناطق عملياتها؛ فتغرر بالشباب لجذبهم إلى مناطقها بادعاء الجهاد والحرب المقدسة! لذا فالجميع يتفق أن الحرب على الإرهاب لم تعد خياراً، بل أصبحت ضرورة لحماية المنطقة وأبنائها من مستقبل عنيف, وفي المقابل فإن الجميع يدرك أن الحرب ضد الارهاب لا تنهيها الطائرات الحربية ولا الضربات الجوية، فهذه الحرب بالدرجة الأولى هي حرب داخل العقول التي تحرك أولئك الذين نزعت الرحمة من قلوبهم.. وهذه حرب طويلة وتحتاج إلى تكاتف الجميع. والحرب على الإرهاب تحتاج إلى رؤية واضحة وإلى شجاعة استراتيجية، فمثل هذه الحروب تستغرق وقتاً وتواجه عدواً غير واضح المعالم، ان دولة إسرائيل جزء من الإرهاب العميق في قلب المنطقة العربية, ان على العالم العربي والاسلامي ومن خلال المسؤولية الأخلاقية وكذألك العالم يحتم عليهم التحرك السريع و فعلي، وهذا التحرك بعمل فكري ثقافي على أرض الواقع في كل الدول العربية ولإسلامية والدول الغربية والشرقية التي تعيش فيها جاليات مسلمة. فالخطاب الديني أصبح مشوشاً ومليئاً بالمغالطات التي هي خارجة عن الاسلام والتي اوجدت حروب عسكرية وإرهاب ميداني أساسه أفكار وفهم مغلوط لنصوص دينية ان أصحاب الفكر الأيديولوجي الأديين والتي تولاه المجتمع الغربي او الشرقي خلقت الافكار المتطرف لدى الشباب المسلم وظن بالانحراف لدى النخبة السياسية مما ادى الى الخروج الكلى بفعل تلك الافكار الدخيلة على مجتمعنا الاسلامي ولو يترك العمل الفكري ان تعالجه الدول العربية والاسلامية لكن الافضل بدلا من التدخل الخارجي وفي الختام نقول ما قال الله سبحانه وتعالى(يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)
عزيز بن طارش سعدان azizsadaanw@gmail.com 777487747