الأمين العام للأمم المتحدة : حماية المدنيين يجب أن تمثل الأولوية بالنسبة للحكومات
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن أكثر الطرق فعالية لحماية المدنيين هي منع الصراع وإنهاءه. وأضاف في خطابه أمام مجلس الأمن حول حماية المدنيين في مناطق النزاعات، أن منع الصراعات وحلها وبناء السلام ستظل الأولوية القصوى بالنسبة للأمم المتحدة.
وقال غوتيريش إن الصراع في جميع أنحاء العالم يطلق العنان لرعب ومعاناة لا هوادة فيها بالنسبة لملايين النساء والرجال والفتيات والفتيان. مشيرا إلى أن أكثر من 128 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يحتاجون إلى مساعدات إنسانية فورية، وهذا الرقم المذهل مدفوع في الأساس بالصراع. وأضاف:
“في العام الماضي، سجلت الأمم المتحدة وفاة وإصابة أكثر من 26 ألف مدني في ستة بلدان فقط تضررت من النزاع هي أفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية والعراق والصومال واليمن. عشرة آلاف من هؤلاء كانوا في أفغانستان. يتعرض المدنيون في مناطق النزاع أيضاً لانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي.”
الحرب في سورية واليمن أسفرت عن تدمير البنية التحتية ونقض الغذاء
وأشار الأمين العام إلى سوريا واليمن حيث قال إن قصف البلدات والمدن يقتل ويجرح عشرات الآلاف من المدنيين كل عام ويدمر المنازل والبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك شبكات المياه والطاقة. مضيفا أن الحرب في اليمن تسببت في معاناة ملايين الأشخاص بسبب نقص الغذاء. وأضاف:
“في ﺳﻮرﻳﺎ، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل، أﻓﺎدت اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ بأن اﻟﻬﺠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺷﻤﻠﺖ أﺳﻠﺤﺔ ﻣﺘﻔﺠﺮة ﺟﻮاً وأرﺿا أدت إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ وإﺻﺎﺑﺔ أﻋﺪاد كبيرة ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻠﺐ ودير اﻟﺰور وﺣﻤﺺ وإدﻟﺐ والرﻗﺔ ورﻳﻒ دﻣﺸﻖ، ﻣﻤﺎ أدى إلى ﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ واﻟﻤﺪارس واﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت. أما في اليمن، فيعاني ما يقرب من 3 ملايين من النساء والأطفال من سوء التغذية الحاد، ولا يعرف أكثر من 8 ملايين شخص من أين ستأتي وجباتهم القادمة.”
عن الجهود الدولية لحماية المدنيين
وأشاد غوتيريش بجهود بعض أطراف النزاع والدول الأعضاء، التي قال إنها اتخذت خطوات لتعزيز احترام القانون وتحسين حماية المدنيين. وتشمل هذه الخطوات تدابير للحد من الضرر الناجم عن استخدام أنواع معينة من الأسلحة والآليات المتفجرة لتتبع الأضرار المدنية في الصومال واعتماد سياسة وطنية لمنع وقوع إصابات بين المدنيين في أفغانستان. مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تدعم بقوة هذه الجهود.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى دعم الدعوة المتزايدة بشأن حماية المدنيين واتخاذ جهود متضافرة لضمان المساءلة عن الانتهاكات الجسيمة لإنهاء مناخ الإفلات من العقاب. كما دعا جميع الحكومات إلى تطوير أطر سياسة وطنية لحماية المدنيين في الصراع، ودعم جهود الأمم المتحدة وغيرها من الدول في التعامل مع الجماعات المسلحة من غير الدول لوضع سياسات وخطط عمل لحماية المدنيين.
وضع الخلافات السياسية جانبا من أجل المدنيين
وحث أنطونيو غوتيريش أعضاء مجلس الأمن على عدم السماح للخلافات السياسية بمنع أو تقويض إجراءات حماية المدنيين. وأضاف:
“هذا أمر حيوي، ليس فقط لإنقاذ الأرواح وحماية إنسانيتنا المشتركة. فحماية المدنيين في الصراع هي أيضاً الطريقة الوحيدة لوضع أسس السلام الدائم. وترتبط انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في حالات النزاع المسلح بالحروب التي طال أمدها، مع التطرف والتطرف العنيف. إن تجنب الخسائر في صفوف المدنيين وتوفير إمكانية الوصول دون عوائق إلى المساعدة الإنسانية يخاطب إنسانتنا كأسرة واحدة. وهذا ضروري لتجنب دائرة من عدم الاستقرار والاستياء، وجعل السلام الدائم والمصالحة ممكنين. أحثكم على بذل كل ما في وسعكم لحماية الملايين من المدنيين المحاصرين في الصراع حول العالم.”
وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أعضاء مجلس الامن بالحملة التي أطلقتها الأمم المتحدة العام الماضي تحت شعار “المدنيون ليسوا هدفاً.”