الأغبري وكرة الثلج المتدحرجة ..
مثلت جريمة تعذيب وقتل الشاب عبدالله الاغبري فاجعة مؤلمة للشعب اليمني لما حملته من معاني الخسة والحيوانية المفترسة التي حملها مجموعة القتلة المتوحشين حين اقدموا على فعلهم الخبيث بتلك الطريقة العنيفة الدنيئة القذرة ..
والحقيقة أن المشاهد للتصوير الذي اظهر تناوب القتلة في ارتكاب جريمتهم سيتبين له ان لهؤلاء تجارب إجرامية وبعد عن الضمير الإنساني الحي حين نفذوا فعلتهم كانوا في مكان إعتادوا على تنفيذ جرائم سابقة فيه فالاريحية والوقت الذي استغرقوه في جرمهم أوضح أن هذا المكان لا يصله او يدخله غيرهم ولا يلفت وجوده في المعرض اي انتباه وهذه الحاله تؤكد على ما اعتقدناه أنهم يستخدمونه وكرا للجريمة بشتى ما يمكن ان تتصوروه وربما استخدم لجرائم الاتجار بالأعضاء البشريه لارتباطهم بأحد المستشفيات الخاصه وهذا غير بعيد ..
الجريمة وقعت وعرف الجناة وتم القبض عليهم واحيلوا الى الاجهزة القضائية للتصرف معهم وفقا لقواعد الشرع والقانون وصولا لتنفيذ العقوبة المناسبة في حقهم جميعا ..
ما لفت نظري في تداعيات هذه الجريمة انها أخذت بعدا وحيزا كبيرا من اهتمام المجتمع وصارت قضية رأي عام وإن كنت أجزم أن بعض التناولات لها قد استثمر استثمارا سيئا جدا بل جعله العدوان واذياله ومرتزقته مدخلا للنيل من الجبهة الداخلية ومنفذا للقيام باعمال مشبوهة القصد منها الاضرار بالأمن والسكينة العامة وتجلت هذه الأمور في تصدر أشخاص ووسائل اعلام ومكونات سياسية عرفها الجميع بارتباطها الواضح بأجندات وأهداف العدوان الذي تشنه السعوديه وامريكا على اليمن منذ ست سنوات ولا زال …
هذه الاصوات التي تحركت ونشرت وحرضت رغم تلوثها جميعا بدماء ومعاناة الشعب اليمني حاولت لبس الثوب الحاني على الضحية والحريص على تنفيذ القصاص وتحقيق العدالة ..
اليوم وقد ظهرت الجريمة كقضية رأي عام وتم التداول فيها من مختلف الزوايا ومن جميع الاتجاهات والمشارب بحق او بباطل يجب علينا أن نتوقف قليلا عند نقاط يجب ان توضح ويتبينها الرأي العام اولها أن تجربتنا مع الاجهزة الأمنية في مناطق الجيش واللجان الشعبيه قد أثبتت قدرات عالية في ضبط خلايا الجريمة المنظمة التي تدار عبر خلايا وعصابات تحركها توجيهات صادرة من العدوان بمختلف رموزه هذه النجاحات حدت من نجاحات هذه المخططات وطالما ونحن نتحدث عن اهداف يسعى المعتدي لتحقيقها فبالطبع انها اهداف شيطانية ومتنوعه إحداها تمييع المجتمع وتشويه سلوكه واخلاقه وقد عرفناها في مخططات الحرب الناعمه وانفضاح شبكات الرذيلة والفجور وثانيها استخدام الورقة الأمنية وزعزعت الامن والقلق السكينة العامه هدف جوهري للعدوان وتحريك الشارع المنفلت حلما يراودهم وثالثها الضرب على وتر المناطقيه وتفتيت النسيج الاجتماعي والحاضن الوطني للعاصمة صنعاء مسعى حثيث لتدميره كونه نقطه قوة للمجلس السياسي تغيظهم وتخجلهم قياسا بالمناطق المحتلة في الجنوب هذه النقاط تجعلنا نوقن أن هناك استغلالا واستثمارا رخيصا رافق تناول جريمة الاغبري ..
وعودة الى الجريمة المدانة والمستنكرة من الجميع فإنها تفتح لنا نافذة من نوافذ التفاؤل التي نرجوا معها الاستفادة ومعالجة الاختلالات التي رافقت الجريمة الاخلاقية والاجتماعية والأمنية فالجريمه اظهرت خللا في الجوانب الرقابية الاسريه والمجتمعية والرسمية على استخدامات التكنولوجيا ومحلاتها المشبوهة وكذلك الرقابة على الدكاكين الصحيه وأضرارها المدمرة ومعالجة جوانب القصور في أعمال واختصاصات النيابات والقضاء التي أصبحت ميؤس منها ومن جدواها وآخرها ضرورة ضبط الاعلام المنفلت واستخداماته الخطيرة وايجاد ميثاق للشرف الاعلامي وتجريم النشر المبتذل والمدمر ..
فجميعها ساعدت في تنفيذ جريمة تعذيب عبدالله الاغبري وقتله وساهمت في احتقان الشارع وحصول المعتدي ومرتزقته على نافذة من خلالها يثير القلاقل وإن كانت قد فشلت في مهدها الا انها تؤشر لاخطار محدقة وقادمه ..
وهنا أوصي بأن تتريث الاجهزة القضائية في عملية وإجراءات التقاضي والتحقيق كون الجناة أكبر وأكثر ممن ضبطوا وكون الجريمة ليست فقط جريمة تعذيب وقتل فعندي يقين أن هناك جرائم اخلاقية وصحية وارتباط مشبوه لخلايا ستظهر اثناء التحقيق مرتبطة بأجندات العدوان الخبيثة التي تسعى لتدمير اليمن ارضا وانسانا ..
والله من وراء القصد ..