استفتاء تقرير المصير في كردستان العراق يثير غضب بغداد
يواصل الأكراد في إقليم كردستان الاثنين الإدلاء بأصواتهم في استفتاء حول استقلال إقليم كردستان العراق، في تحد للحكومة المركزية والبرلمان في بغداد.
ويتوقع أن تصدر نتيجة الاستفتاء الذي تشارك فيه أيضا محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وكردستان بعد 24 ساعة من إقفال مراكز الاقتراع.
ويشارك أكثر من خمسة ملايين مقترع في الاستفتاء الذي يجري في المحافظات الثلاث من إقليم كردستان العراق، أربيل والسليمانية ودهوك، كما في مناطق متنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية، مثل كركوك وخانقين في محافظة ديالى شمال شرق بغداد.
وأدلى رئيس الإقليم مسعود بارزاني بصوته في ساعة مبكرة من الصباح في أربيل، وبدا مبتسما وهو يرتدي الزي الكردي.
وتتم عملية التصويت في وقت صوت فيه البرلمان العراقي على عدة إجراءات ضد الإقليم، منها إعادة السيطرة على المناطق المتنازع عليها مع الأكراد.
فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده ستغلق قريبا الحدود البرية مع كردستان، وهدد بوقف صادراته النفطية عبر تركيا.
يدلي العراقيون في المناطق الخاضعة لسلطة حكومة إقليم كردستان في شمال العراق ومناطق أخرى الاثنين بأصواتهم باستفتاء غير ملزم حول الانفصال عن العراق وإعلان الاستقلال، في خطوة ترفضها الحكومة المركزية في بغداد بشدة.
وافتتحت مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (5:00 صباحا بتوقيت غرينتش)، على أن تغلق في الساعة السادسة مساء (3:00 ظهر بتوقيت غرينتش). ويتجاوز عدد مراكز التصويت في المناطق التي يجري فيها الاستفتاء نحو 12 ألف مركز.
وأفاد المسؤولون في الإقليم بأن عملية الاقتراع تجري بانسيابية، ووصفوا الإقبال على مراكز التصويت بأنه جيد.
حقائق عن استفتاء كردستان
ويقدر عدد الذين يحقهم لهم التصويت بنحو خمسة ملايين و375 ألف ناخب، في محافظات الإقليم الثلاث (أربيل والسليمانية ودهوك)، إضافة إلى مناطق في نينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين (المناطق المتنازع عليها بين حكومة المركز والإقليم).
ويتعين على المشاركين في الاستفتاء الإجابة بنعم أو لا على سؤال “هل تريد إقليم كردستان والمناطق الكردية خارج إدارة الإقليم أن تصبح دولة مستقلة؟”
وتطرح سلطات الإقليم هذا السؤال بأربع لغات هي الكردية والعربية والتركمانية والسريانية.
وقالت لجنة الانتخابات في الإقليم إن عشرات من المنظمات المحلية المعنية بمراقبة الانتخابات تتابع الاستفتاء، فضلا عن مئات من المراقبين الدوليين الذين قدموا لهذا الغرض. ورفضت الأمم المتحدة إرسال مراقبين قائلة إنها لا تعترف به.
وتتوقع لجنة الانتخابات إعلان نتائج الاستفتاء بعد 24 من انتهاء العملية.
ويجري هذا الاستفتاء رغم اعتراض حكومة المركز في بغداد الشديد عليه، ومناشدة الولايات المتحدة والأمم المتحدة حكومة كردستان بالعدول عنه في المرحلة الراهنة.
في مؤتمر صحافي عقده الأحد في أربيل، قال رئيس الإقليم مسعود بارزاني إن “الشراكة مع بغداد فشلت ولن نكررها. لقد توصلنا إلى قناعة بأن الاستقلال سيتيح عدم تكرار مآسي الماضي”.
وأضاف “توصلنا إلى قناعة بأن أيا كان ثمن الاستفتاء فهو أهون من انتظار مصير أسود”.
وسبق لبارزاني أن أشار إلى أن فوز معسكر الـ”نعم” في الاستفتاء لا يعني اعلان الاستقلال، بل بداية “محادثات جدية” مع بغداد لحل المشاكل العالقة وبينها مسألة الحدود والمناطق المتنازع عليها.
وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في المقابل الأحد أن حكومته لن تعترف باستفتاء استقلال كردستان.
وقال في خطاب موجه إلى الشعب إن “التفرد بقرار يمس وحدة العراق وأمنه ويؤثر على كل مواطنيه وعلى أمن المنطقة، هو قرار مخالف للدستور وللتعايش السلمي بين المواطنين، ولن يتم التعامل معه ولا مع نتائجه، وستكون لنا خطوات لاحقة لحفظ وحدة البلاد ومصالح كل المواطنين”.