إقرار.. تجارتي وحصادي
اخر ماكتبة
الشهيد/ عبدالله المؤيد *
حاسبوني إن شئتم، قاضوني في المحاكم، خُذوا مني ما شئتم، نعم لقد اشتريت الأَرَاضي بعشرات آلاف الهكتارات، لقد عمرتُ البلادَ طولاً وعرضاً في أي رقعة شئت، بكَفّي وكف معظم أفراد أنصار الله، وهذا حقٌّ لي وحقٌّ طبيعي لا أعتقد أنه سوف ينازعني فيه أحد، اشتريت مساحاتٍ واسعةً ممن باتوا لا يأبهون لوجود هذه الفدادين_بالمصري _ في حياتهم وباعوها بالرخيص بنيت عليها كُلّ أحلامي وعصرت آمالي في قلبها نضجاً ونماءً لأبنائي وأبناء أبناء إخواني وجيراني وكل مَن يعنيني في هذا البلد وذويهم وأهلهم والكافة من آل اليمن.
صحونا في ذات يوم على قوم يعبُدون شمساً من دون الله يقال لهم قوم الإخوان..
بدون سلام ولا تحية نازعونا وجودنا في حرم الله وسبيله ونحن نمضي إلى أقواتنا، قالوا وقد أبرموا في حقنا أمراً لا طاقة لنا اليوم بكم أنكم أناس تتطهرون، قلنا الأَرض لله يورثها من يشاء من عباده، هكذا كانت البداية، وقد باتت علامة الزهو والكبرياء تملئ محياهم ضجيجاً ونفيراً من وجودنا، بعثنا عليهم مَن يراجعهم حساباتهم وينذرهم فقال لنا بلسانهم ساء صباح المنذرين، لقد عتوا عن أمر بلدكم وما زادهم إيْمَانكم وتسليمكم لله إلّا عتواً ونفوراً.
لقد طال بي المطاف، إذ عرجت بكم على بداية الحكاية اليمنية الصادمة لكل ذي عقل فهيم، فالحكاية يا سادتي أنه سام قومٌ من أهل هذا البلد أرضهم وسعَوا بعد أن رخصت في نفوسهم أن يبيعوها لجيرانهم فحاول إخوةٌ لهم أن يشفعوا هذا البيع بفاتورة باهظة رغم قلّة الحيلة وبعد المنال مما يجعلهم أقوياء في الأَرض، سعى مَن يريد البيع أن يملكهم _الاحتلال _ زمام أمر البلاد وأن تكونَ المفاتيح سهلة وممتنعة يأخذها الغاصبون على حين غفلة..
“لا” اليمانيين كانت قاسية، وكان ردهم على بيع البلاد عسيراً غير يسير، سقط الحالمون بالبيع وغادروا ليبرموا صفقاتٍ من نوع آخر، صفقات بيع آجل مع سبق الإصرار والترصد، تسليم البلاد عبر مقصلة الجيران والمحتل الأجنبي كان هو السلوك الذي اقتدرت عليه الأيادي الآثمة تجييش الغُزاة من كُلّ حدب وصوب نحو قُرانا ومُدننا وسواحلنا، احتلال أَرَاضينا ومحافظات من بلادنا الطاهرة، قتل الأَطْفَال والنساء والشيوخ بشكل جماعي بمشهد يومي على مدار العامين والعالم يشجع الجزار ليحتزَّ فريستَه دون الالتفات إلى أنين الضحية..
عندها كنت مستعداً رغم ندرة المال وقلة المؤونة على شراء ما باعه العملاء والمنافقون، فحقيقة أن لي عقاراتٍ في هذه الأَرض باتت مؤكدة، إذ أني قمتُ بشراء جبهة في مأرب بطول صرواح وهيلان مع بعض مديريات مأرب مع الجوف في عُمق استراتيجي يعانق جارة السوء بخمس جبهات أنثر فيها يومياً عشرات الشباب ثمَناً لشراء هذه الأَرض واستعادتها من حُضن المحتلين وجحيمهم، اشتريت الساحل الغربي كاملاً من تعز والحديدة إلى ميدي وسأستعيد نجران وجيزان وعسير بأطهر ما لديّ من حُر مال هذه البلد, صحيحٌ أَنا نكابدُ فراق أقدسنا ارتباطاً بالله لكنا أَمَام الله وسبيله والانتصار لشعبنا نهب الغالي رخيص ولا نبالي..
هل عرفتم تجارتي وحصادي؟، هل اطلعتم لماذا نشتري الأَرض بالدم؟، ليس اليمن رخيصاً وليست نفسياتُنا مدنّسةً إلى حدود أن نسمحَ لصفقات المنافقين أن تتمَّ على حساب هذا الوطن، سنبيعُ من الله كُلَّ نفوسنا وآمالنا وتحيا اليمن الأَرض والإنْسَان وتزهر، فالعِرضُ والأَرض والإنْسَان عند الله غالية وسبيل الله حاضر وقائم والله لن يضيعَ من عملنا شيئاً لنا ولأجيالنا من بعدنا.
*وكيل وزارة الإعْلَام.