“إسرائيل” توافق على نشر “القبة الحديدية” في السعودية والإمارات..
أفادت وسائل إعلام بأن كيان الاحتلال الصهيوني وافق على نشر الولايات المتحدة بطاريات من منظومة (القبة الحديدية) الدفاعية في منطقة الخليج.
ونقلت صحيفة (هآرتس)، الأحد، عن مصادر عسكرية في كيان الاحتلال تأكيدها أن كبار المسؤولين في (إسرائيل) وراء الأبواب المغلقة وافقوا على نشر (القبة الحديدية) في قواعد للجيش الأمريكي في عدد من الدول في الشرق الأوسط وشرق أوروبا والشرق الأقصى.
وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة إن حديثاً يدور عن الموافقة التكنيكية على نشر الأمريكيين البطاريات بهدف حماية قواتها من هجمات محتملة من قبل إيران وحلفائها، بحسب الصحيفة.
ورفض المسؤولون الكشف عن الدول الخليجية التي ستنشر فيها القبة الحديدية.
ولفت المسؤولون إلى تزايد اهتمام السعودية ودول أخرى باقتناء القبة الحديدية في مواجهة (الخطر الإيراني) بعد الهجوم على منشآت لشركة (أرامكو) في سبتمبر 2019، لكنهم نفوا أن يأتي نشر المنظومة الصاروخية في الخليج كجزء من (اتفاقات إبراهام) الخاصة بتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية.
وذكّرت (هآرتس) بتقرير صحفي سعودي أفاد في سبتمبر الماضي بأن المملكة أبرمت اتفاقية على شراء (القبة الحديدية) من إسرائيل بوساطة واشنطن، ونفت وزارة الحرب الصهيوني صحة هذا الخبر وقتذاك.
إلى ذلك قالت مجلة إيطالية إن هناك مشروعاً أمريكياً يهدف لمنح إسرائيل امتيازات في الشرق الأوسط وخصوصاً في منطقة الخليج.
وأضافت مجلة (Formich)، الايطالية، في تقرير لها، أنه من المتوقع أن تصبح إسرائيل وباعتبارها الحليف الإقليمي التفضيلي للولايات المتحدة وكيلاً لواشنطن في منطقة الخليج التي تنتشر فيها القواعد العسكرية الأمريكية.
ووفقاً لمسؤولين أمنيين تحدثوا إلى صحيفة (هآرتس)، ينبغي للولايات المتحدة أن تبدأ فوراً في نشر بطاريات صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية، وهي إحدى جواهر صناعة الأسلحة الإسرائيلية، في قواعدها في الخليج المتقارب مع الدولة اليهودية على خلفية الاتفاقيات الإبراهيمية بين إسرائيل ودولتين خليجيتين، (الإمارات والبحرين)، واتفاقيتي أسلحة رئيستين أبرمتهما الولايات المتحدة مع الإمارات المتحدة والمملكة السعودية.
ولفتت المجلة إلى أن أمريكا تعتزم منح إسرائيل سلطة مفوضة في الخليج وستستخدمها واشنطن لإدارة المنطقة عن بعد، وكذا بتوفير الحماية العسكرية لدول الخليج ومنها بناء القبة الحديدية.
وأضافت المجلة: هذا أكثر من مجرد إجراء شكلي أو تنازل نهائي من قبل الإدارة الأمريكية للدولة اليهودية.
وبحسب المجلة فإن هناك أكثر من سبب يدفع واشنطن للتنازل لصالح حليفها الإقليمي إسرائيل في إدارة المنطقة:-
أولاً: إنشاء سلطة أمريكية مفوضة في المنطقة، سلطة موثوقة، لأن إسرائيل لا تملك القدرة (حتى الديموغرافية) على أن تصبح قوة مهيمنة لولا أمريكا ومن مصلحتها حماية الأمريكية والمحافظة عليها وهو هدف الدولة اليهودية، وهو أمر يمكن تصوره تماماً بالنسبة للولايات المتحدة – بل وأكثر.
ثانياً: العملية هي جزء من رغبة الولايات المتحدة في فك الارتباط، وهو موضوع تم تمثيله رمزياً في صورة طائرات (B-52s) وهي تغادر القواعد الأمريكية، وتنفذ تدريبات مهمة بلا توقف فوق الشرق الأوسط، ثم تعود، إثبات أن القدرة على الردع والعمل (في هذه الحالة مع المؤشر الذي يشير إلى إيران) لا تقل إذا انخفض الوجود الجغرافي المادي، لكن في هذا، هناك حاجة إلى مسؤول، ويبدو أن إسرائيل هي الاختيار الصحيح.
ثالثاً: التطمينات تشمل أيضاً إمكانية تعميق العلاقات مع الشركاء العرب، ويمكن للدور الممنوح لإسرائيل أن يسمح بالفعل للولايات المتحدة بالتخلي عن الأولوية الممنوحة للتكنولوجيا العسكرية للدولة اليهودية- ميزة استراتيجية متوازنة مع أخرى- وتسهيل بيع الأنظمة الأكثر تطوراً للآخرين (في هذه الحالة مسألة F35 للإمارات، اتفاق كبير بين واشنطن وأبو ظبي بعد ساعات قليلة من انتهاء إدارة ترامب)، ستكون النتيجة مضاعفة، يجمع الأمريكيون عقوداً تجارية مهمة، وفي الوقت نفسه يعطون عمق كتلة المندوبين الإقليميين.
رابعاً: إن نشر القبة الحديدية يؤكد الدور الذي تلعبه إسرائيل فيما يتعلق بجميع الشركاء الإقليميين الأمريكيين الآخرين، حيث حصلت شركة Rafael Advanced Defense Systems)) الإسرائيلية على عقد جيد، ولكن قبل كل شيء تمنح تل أبيب- من خلال دبلوماسية الصناعة العسكرية- الفرصة لتكون في قواعد أمريكية في الخليج، حضور مادي له قيمة أكبر بكثير من مجرد قيمة تقنية، لكن له وزنا سياسيا.